تعريف النبي في اللغة والشرع
معنى النبي في اللغة
يُعرَّف النبي في اللغة بأنه المُخبر، وهو مشتق من كلمة “النَبأ” التي تعني الخبر. وبالتالي، يُعتبر النبي مُخبرًا عن الله تعالى. كما يُشتق الاسم أيضًا من “النَبوّة” (مع فتح النون وتسكين الباء)، والتي تشير إلى ما يرتفع من الأرض، وتُعبر عن علو مكانة الأنبياء ورفعة مقامهم بين الخلق.
تعريف النبي في الاصطلاح الشرعي
في الاصطلاح، يُعرف النبي بأنه إنسان حر، ذكر، اختاره الله وحباه بواجب تبليغ الوحي إلى قومه. وفي هذا السياق، من الضروري أيضًا تعريف الرسول من الناحية اللغوية والشرعية، ومن ثم توضيح الفرق بين النبي والرسول، كما أشار علماء المسلمين.
تعريف الرسول في اللغة والشرع
معنى الرسول في اللغة
تشير كلمة “الإرسال” في اللغة إلى التوجيه. فإذا أرسلت شخصًا لأداء مهمة معينة، فإنه يصبح رسولك. وبالتالي، تم تسمية الرسل بهذا الاسم لأنهم مُبعوثون من الله برسالة محددة، مُكلفون بإبلاغها إلى أشخاص معينين.
تعريف الرسول في الشرع
أما الرسول في الشرع، فهو إنسان حر، ذكر، أوحى الله -تعالى- إليه بشريعة وأمره بتبليغها إلى قوم معينين.
التفريق بين الرسول والنبي
اختلف العلماء حول وجود فرق بين الرسول والنبي، حيث يتبنى جمهور العلماء أن هناك اختلافاً بينهما. يمكن تلخيص الفرق بأن الرسول يرتبط بمهمة محددة، فهو أخص من النبي، حيث أن كل رسول يُعتبر نبيًا، ولكن ليس كل نبي رسولا. فالرسول يُبعث برسالة جديدة وشرع جديد، بينما النبي يُرسل لدعوة الناس إلى اتباع شرع سبق من الرسل.
الآية التي استند إليها العلماء لتوضيح هذا الفرق هي قوله -تعالى-: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته). كما تم وصف بعض الأنبياء بأنهم رسل، مما يثبت أن الرسالة هي أمر زائد عن النبوة، كما جاء في قوله -تعالى- في حق سيدنا موسى -عليه السلام-: (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً وكان رسولاً نبياً).
بذلك يتبين أن النبي يشمل مفاهيم أوسع من رسول، حيث أن الرسول هو موحى إليه بشرع جديد، بينما النبي يُوحى إليه بإبلاغ شرع من قبله من الرسل، وبالتالي: كل رسول هو نبي، ولكن ليس كل نبي رسول.
الحكمة من إرسال الأنبياء والرسل
أرسل الله -عز وجل- الرسل والأنبياء لعدة حكم منها:
- تعريف الناس بالله -سبحانه وتعالى- ودعوتهم لعبادته وحده دون شريك، مخلصين له العبادة.
- إقامة الدين وتطبيق الشريعة، والتحذير من الفرقة والاختلاف.
- تقديم التبشير والإنذار، حيث يُبشرون المؤمنين بحياة طيبة في الدنيا وبالجنة في الآخرة، ويؤكدون على أهمية التحذير من العذاب لمن يعرض عن الرسالة.
- أن يكون الرسل والأنبياء قدوة حسنة للناس في السلوك القويم والأخلاق الفاضلة والعبادة الصحيحة لله -تعالى-.
عدد الأنبياء والرسل
بمقتضى حكمة الله -تعالى- وعدله، فقد أرسل في كل أمة من الأمم السابقة نبيًا أو رسولًا. وقد اقتضى عدله -عز وجل- أن لا يُعذب أحدًا من خلقه إلا بعد أن تقوم عليه الحجة، كما قال -تعالى-: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً).
ووفقًا لما حدده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كان عدد الأنبياء كبيرًا، وذلك عندما سأله أبو ذر -رضي الله عنه- عن عددهم، فقال: (مئة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، منهم ثلاثمئة وخمسة عشر رسولا).
هذا العدد الكبير من الأنبياء والرسل يُظهر أن الأشخاص المعروفين بأسمائهم هم قلة، بينما هناك أعداد كبيرة من الأنبياء والرسل غير معروفين لنا، لذلك يجب علينا الإيمان بالرسل والأنبياء الذين ذُكروا في القرآن الكريم، فضلاً عن اليقين بوجود أنبياء ورسل لم نطلع على أسمائهم.
الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن
ورد في القرآن الكريم ذكر خمسة وعشرين نبيًا ورسولًا في مواضع متنوعة، منهم: آدم، هود، صالح، شعيب، إسماعيل، إدريس، ذو الكفل، ونبينا محمد، عليهم جميعًا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كما ذُكر ثمانية عشر نبيًا ورسولا في سورة الأنعام، حيث قال تعالى: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم* ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلًا هدينا ونوحًا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين* وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌ من الصالحين* وإسماعيل واليسع ويونُس ولوطا وكلًا فضلنا على العالمين).