أساسيات تعلم كيفية صيد الأسماك

السّمك

منذ فجر التاريخ، أدرك الإنسان قيمة الأسماك الغذائية وتعلّم كيفية صيدها وحفظها بعدة طرق مثل التدخين والتجفيف. تُعتبر الأسماك من الأطعمة الصحية والشهية، كونها تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية مثل المعادن، والأحماض الدهنية، والفيتامينات، والبروتينات. يمكن العثور على الأسماك في البحار، والمحيطات، والأنهار، والبحيرات، وتوجد أنواع عديدة منها، بما في ذلك أسماك ذات أشكال غريبة مثل سمكة “كيليفيش”، التي تُعتَبر من أغرب الأسماك في العالم. في هذا المقال، سنستعرض كيفية تعلم فن صيد الأسماك.

تعلّم صيد السّمك

يُعتبر صيد السمك من الأنشطة الممتعة التي تعزز الاسترخاء والراحة. لتعلم كيفية صيد السمك، ينبغي علينا أن نكون على دراية بأفضل الأوقات للصيد، والتي يمكن تحديدها من خلال عدة عوامل منها:

  • متابعة حركة التيارات: بعد اختيار الموقع المرغوب فيه للصيد، من الضروري فهم حركة التيارات المائية. إذا كانت التيارات قوية، فهذا سيجذب الحيوانات البحرية إلى الشاطئ، مما يجعل هذا الوقت مناسبًا للصيد من الشاطئ، في حين أن التيارات الهادئة قد تؤدي بالأسماك إلى عمق البحر، مما يُفضِّل استخدام القارب.
  • معرفة أوضاع القمر: يؤثر القمر بشكل مباشر على المياه المالحة. إذ تتوزع العادات الغذائية للأسماك وفقًا لأطوار القمر، وتكون التيارات المائية أكثر قوة عندما يكون القمر بدرا. بناءً على التقويم القمري، تعتبر الفترة من 1 إلى 11 ومن 19 إلى 26 من أفضل الأوقات للصيد باستخدام القارب، بينما تكون الأيام من 12 إلى 18 ومن 27 إلى 4 مناسبة للصيد من الشاطئ.
  • التنبؤ بحالة الطقس والضغط الجوي: يؤثر الضغط الجوي على تواجد الأسماك. عند انخفاض الضغط الجوي، قد يكون من الصعب العثور على الأسماك. يُفضل الصيد قبل عبور الكتل الهوائية الحارة أو الباردة.
  • اختيار الوقت الأنسب للصيد: يُعتبر وقت الغروب ووقت الشروق من أفضل الأوقات، مع مراعاة حالة الطقس وحركة التيارات.

بعد تحديد الوقت المثالي لصيد السمك، يجب على الصياد إحضار طُعم صيد ملائم للمكان المستهدف. يتطلب الصيد من الشاطئ عادةً قضيب صيد مناسب للمسافات البعيدة، بينما يتطلب الصيد من الصخور قضيبًا متوسط الطول. وللصيد الكبير، ينبغي استخدام قضيب متين وكبير. أنواع القضبان تشمل:

  • قضيب التسقيط: يُستخدم من القارب ويجب أن يكون قوياً وقصيراً.
  • القضيب التلسكوبي: يتوفر بأطوال مختلفة ومصنوع من الكربون أو الألياف، ويتميز بخفة وزنه.
  • قضيب الصب: يتراوح طوله بين مترين ويُستخدم في الصيد الجرّ والتسقيط.
  • قضيب الجر: يُجهز ببكرات تساعد على إنزال الخيط بسهولة، ويتميز بقوة مرونته القليلة.
  • قضيب التوشيح: يمتاز بمرونته وطوله وبحلقاته الملساء التي تساعد في توزيع الوزن.

ولا تقتصر أهمية اختيار قضيب الصيد على الصيد نفسه، بل تتطلب كل مكان ونوع سمكة خيطًا خاصًا. على سبيل المثال، يتطلب الصيد من الشاطئ خيطًا مرنًا، بينما يُفضل استخدام خيوط مصنوعة من البلاستيك أو الكربون أو الفلورو في أماكن أخرى. ويمكن قياس سمك الخيط وقوته بسُبل متعددة، مثل:

  • حساب سمك الخيط بالملي متر، حيث يشير الخيط 50 مثلاً إلى سمك نصف ملي متر.
  • حساب قوة الشد بالكيلوغرام، حيث تعني القوة 7.5 كيلوغرام أن هذا الخيط يمكنه سحب سمكة تصل إلى وزن سبعة كيلو غرامات.

في سياق تعلم الصيد، من الهام الإلمام بأنواع العقد المختلفة التي تختلف حسب نوع الأسماك، وطريقة الصيد، ونوع القضيب. ومن أهم العقود المستخدمة:

  • عقدة أولبرايت: تُستخدم لربط خيطين سمكهما مختلف.
  • عقدة العجلة (أربور): تُستخدم من قبل المحترفين لربط بكرة الصيد بخطوط الصيد.
  • عقدة يوكاتان: تُستخدم لربط الخيوط السميكة بالرقيقة.
  • عقدة سان دييغو: مناسبة لصيد المسافات البعيدة، وتربط خيط الصيد بالطُعم.
  • عقدة أورفيز: شائعة وسهلة الاستخدام لربط الخطاف بالخيط.

يجب تحديد نوع الطُعم المستخدم في الصيد، حيث تختلف الأنواع. يمكن استخدام الأسماك الصغيرة كطُعم للأسماك متوسطة وكبيرة الحجم، بينما يُعتبر العجين الأكثر شيوعًا لصيد الأسماك الصغيرة. الديدان يمكن استبدالها بطُعم الحشرات في المياه المالحة، ويُستخدم لحم الحبّار كطُعم لصيد مختلف أنواع الأسماك. فضلًا عن ذلك، توجد طعوم اصطناعية تحاكي الطعوم الطبيعية من حيث الشكل والرائحة والحركة.

فوائد السّمك

إن السمك من الأطعمة الغنية بالعديد من العناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك المغنيسيوم، اليود، والكالسيوم، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين (أ) و(د)، والتي تختلف وفقًا لنوع السمك، حيث تتركز الفيتامينات في الكبد بينما توجد بعض الفيتامينات في عيون وحراشف الأسماك. يتميز السمك أيضًا بوجود بروتينات ودهون سهلة الهضم، فضلاً عن كونه مصدراً غنياً بالفسفور الضروري لصحة الأسنان والعمود الفقري. ويساعد على الحفاظ على توازن الأس الهيدروجيني في الدم والبول. ومن فوائد السمك ومنتجاته، أنه يُعتبر مصدراً أساسياً للأوميغا 3، كما تساهم منتجات زيت السمك في تعزيز مناعة الجسم وزيادة مقاومته للأمراض.

Scroll to Top