ترتيب السور في القرآن الكريم
تناول العلماء مسألة ترتيب سور القرآن الكريم، حيث اختلفت آراؤهم حول كونه اجتهادًا من الصحابة -رضي الله عنهم- أم أنه تحديد إلهي. وقد اتفق معظم العلماء على أن الترتيب هو اجتهاد من الصحابة، في حين ذهب بعضهم مثل الكرماني إلى أن هذا الترتيب كان متواجدًا في اللوح المحفوظ عند الله -عز وجل-. وبناءً عليه، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقدم القرآن الكريم إلى المَلَك جبريل ويقوم بمراجعته سنويًا. ورأى الإمام الزركشي أن الاختلاف في هذه المسألة هو اختلاف لفظي، إذ أن الصحابة قاموا بترتيب السور بناءً على ما كانوا يستمعونه من النبي -صلى الله عليه وسلم-. ووفقًا لبعض العلماء، هناك سور معينة في القرآن الكريم مثل السبع الطوال التي نص عليها النبي في ترتيبها، بينما ترك ترتيب سور أخرى للصحابة -رضي الله عنهم-.
ترتيب الآيات في سور القرآن الكريم
يعد ترتيب الآيات في مواضعها داخل سور القرآن الكريم أمرًا ثابتا وبتعليم من الله تعالى، ويعتبر هذا الترتيب بعيدًا عن الاجتهاد أو الرأي. وقد اتفق العلماء على ذلك، ومن بينهم السيوطي والباقلاني والزركشي وابن الزبير الغرناطي. ويستند إجماع العلماء حول هذا الترتيب إلى عدد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقوال لبعض الصحابة -رضي الله عنهم-. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفظ القرآن الكريم مرتبا كما تم تعليمه للصحابة، حيث كان جبريل -عليه السلام- يبين له مواضع الآيات. ومن مظاهر حماية الله -تعالى- للقرآن الكريم تأكيد ترتيب الآيات وتنظيمها كما هي في اللوح المحفوظ.
الحكمة من نزول القرآن الكريم مُنجّماً
أنزل الله -عز وجل- القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بشكل متفرق، وذلك لإثبات فؤاد النبي -عليه الصلاة والسلام- وتسلية قلبه، ولتيسير فهمه وحفظه. كما كانت الحكمة من نزوله بهذه الطريقة تمهيد التوجيه الأخلاقي والديني والعقدي للناس، حيث بدأ بتخليصهم من العادات والعقائد الضارة والفاسدة، وتدريجهم في تطبيق العبادات والأحكام التي أُوكلت إليهم.