القراءة
يعتبر العديد من الناس القراءة هواية، لكنها في الواقع تتجاوز ذلك كونها مهارة حيوية تُمارَس في مجالات متعددة لفهم النصوص. فالقراءة تُعدّ نشاطاً ضرورياً يتيح لنا الحصول على المعلومات من مصادرها من خلال فك الرموز للوصول إلى المعاني المستهدفة. أثناء ممارسة القراءة، يطوّر الفرد قدرة على التركيز وتوجيه المعلومات نحو الأهداف المحددة. كما أنها عملية تفكير نشط تساهم في إثراء مفردات القارئ، مما يعزز فهمه للمواد المقروءة. الفهم هو عملية يقوم بها القارئ بجهد أو تفكير، وهو تفاعلي يحدث قبل وأثناء وبعد قراءة نص معين. وتتضمن القراءة ثلاث مراحل رئيسية تساعد في تكوين الفهم المطلوب، وهي كالتالي:
- مرحلة ما قبل القراءة: في هذه المرحلة، يستعرض القارئ العناوين، ويتفحص النص، ويحدد أهدافه القرائية، مستخدماً في ذلك المعلومات التي اكتسبها مسبقاً. وقد يقوم بتطبيق استراتيجيات إدخال المعلومات المتاحة لديه، المستندة إلى خلفيته المعرفية عن الموضوع المختار.
- مرحلة أثناء القراءة: يفعّل القارئ خياله وأفكاره، حيث يقوم بوضع توقعات وآرائه حول ما يقرأه.
- مرحلة ما بعد القراءة: في هذه المرحلة، يقوم القارئ بتلخيص ما توصل إليه من معلومات وما فهمه من النص، ويسمح له ذلك بطرح الأسئلة وبدء نقاش حول المعلومات المستخلصة.
فوائد القراءة
تُعزّز ممارسة القراءة الفرد بالعديد من الفوائد النفسية والاجتماعية والعاطفية. أظهرت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت على القراء وغير القراء تأثير القراءة الإيجابي على ممارسيها، حيث تلخصت النتائج في مجموعة من الفوائد، تشمل:
- فوائد نفسية:
- علاج الاكتئاب: تُساعد القراءة في خفض مشاعر القلق وزيادة المزاج الجيد. الدراسات تشير إلى أن الذين يمارسون القراءة يعانون بشكل أقل من الاكتئاب بنسبة تصل إلى 28% مقارنةً بمن لا يمارسونها، كما تقل مشاعر الوحدة بينهم.
- الاسترخاء: يجد القراء في القراءة نشاطاً ترفيهياً يساعدهم على الاسترخاء.
- تحقيق الرضا: تعزز القراءة من شعور الأفراد بالإنجاز والفخر، مما يسهم في رفع تقديرهم الذاتي ورضاهم عن حياتهم.
- التخفيف من الحزن: يؤكد 24% من القراء أن القراءة تساعدهم على تفهم أوضاع الآخرين، مما يقلل شعورهم بالأسى.
- فوائد مهاراتية:
- تعزيز الذكاء: أظهرت بعض الدراسات أن القراءة تسهم في زيادة مستوى الذكاء، خاصةً لدى الأطفال، الذين يمارسون القراءة في سن السابعة.
- زيادة المهارات: يُفيد القراء أن القراءة تكشف لهم عن مهارات ومهن لديهم دون أن يدركوا، مما يساعدهم في تحديد أهدافهم في الحياة.
- تنظيم الحياة: يميل القراء إلى اتخاذ قرارات أفضل وتحديد أولوياتهم بشكل أكثر فعالية.
- رفع مستوى الثقافة: القراءة لمدة 30 دقيقة في الأسبوع تعزز من مستويات المعرفة العامة وتساعد في التعرف على ثقافات متنوعة.
- فوائد اجتماعية:
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: تُساعد القراءة الأفراد على استيعاب وجهات نظر مختلفة وتعزز قدراتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين.
- التفاعل مع الغرباء: تُعزز القراءة من قدرة الأفراد على بدء محادثات مع الأشخاص الغرباء.
- فهم الآخرين: يتمتع القراء بقدرة أفضل على فهم وتعاطف مع الآخرين.
- فوائد صحية:
- تحسين النوم: تشير الدراسات إلى أن القراءة تساعد في تسهيل الانتقال من اليقظة إلى النوم، مما يحسن جودة النوم.
- تعزيز صحة الأعصاب: أظهرت الأبحاث أن القراءة تسهم في تعزيز الصحة العامة وتقليل خطر الوفاة بسبب الأمراض العصبية بنسبة 23%.
- تعزيز الصحة القلبية والعقلية: تُقلّل القراءة من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب عن طريق تقليل مسبباتها الرئيسية.
- الحماية من بعض الأمراض: تُظهر الدراسات أن القراءة تقلل من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات العقلية مثل الزهايمر والخرف.
تقنيات القراءة
يمكن ممارسة القراءة عن طريق اتباع مجموعة من التقنيات المختلفة. يمكن للقراء اختيار القراءة aloud أو اعتماد تقنيات القراءة الصامتة، ومن بين تلك التقنيات:
- القراءة المكثفة: تُعرف أيضاً بالقراءة الضيقة، وتهدف هذه الطريقة إلى التركيز على الاستخدامات النحوية والتفاصيل الدقيقة لفهم المعاني والمضامين والعلاقات السياقية.
- القراءة الواسعة: توفر هذه التقنية فهماً عاماً للنص ودون التركيز على التفاصيل، مما يمكّن القارئ من التعرف على الأفكار الرئيسية.
- القراءة المَسحية: تعتمد على التحرك السريع عبر النص للحصول على معلومات محددة دون قراءة تفصيلية.
- القراءة السريعة: تتطلب هذه المهارة التدريب، وتستخدم عندما يرغب الشخص في تحديد ملاءمة النص مع ما يبحث عنه.
اكتساب عادة القراءة
يسعى الكثيرون إلى اكتساب عادة القراءة للاستفادة من آثارها الإيجابية. يواجه بعض الأفراد صعوبة في البداية في التركيز، لكن من الضروري التعب على تحدي النفس، فهي المرحلة الأصعب. للوصول إلى الهدف، يتعين التحلي بالصبر والمثابرة. هنا بعض النصائح التي قد تساعد في تطوير عادة القراءة:
- خصص وقتاً للقراءة ولا تعتذر بعدم توفر وقت فراغ؛ فالكثير من الناس يضيعون أوقاتهم في أنشطة بدون فائدة.
- تهيئة بيئة مناسبة للقراءة تسهم في تعزيز التركيز والاسترخاء.
- اجعل القراءة تجربة اكتشاف، وابتعد عن الشعور بأنه واجب، مما يعزز الرغبة في القراءة.
- وضع أهداف واستراتيجيات واضحة لتطوير مهارات القراءة.