تعبير كتابي عن تجربة حادث مروري عايشته

المقدمة: تجربة حادة بين الحياة والموت

في يومٍ من الأيام، كنت في طريقٍ إلى السوق برفقة والدتي. كان السوق بعيدًا، والجو كان معتدلاً وجميلاً بعد العصر، لذا قررنا أن نسير على الأقدام لنتنعم بالجو المنعش. بينما كنا نسير، حدث ما لم أتوقعه، حيث ارتطمت سيارتان يقودهما شابان متهوران بسرعة، كان الصوت مدويًا، يعلوه صراخ المكابح التي جاهدت لوقف الكارثة. لقد شاهدتُ ما حدث بعيني، وبدت لي اللحظة وكأنها مشهدٌ من فيلم. لم أستطع التفاعل، تجمدت في مكاني واستغرقت دقائق في التفكير: كيف نستطيع تقليل حوادث السير؟

العرض: ذهول وحاجة إلى الفعل

قبل وقوع الحادث، كنت أتأمل في سلوك بعض الشباب المتهورين، شعرت بالحزن والاستغراب من تصرفاتهم. كانوا يقودون سياراتهم بسرعة، ويقومون بحركات بهلوانية قد تؤدي بهم إلى خطرٍ شديد. إن الشباب هم عماد المجتمع، ويجب أن يهتموا بحياتهم. لكن بدلاً من ذلك كانوا يمضون وقتهم في العبث وكأن الوقت ليس له قيمة. شعرت بالأسى تجاههم، إذ كانوا يهدرون حياتهم في ترفٍ لا طائل منه.

غفوت في دوامة من المشاعر بعد الحادث، وتعرضت لنوبات من الخوف كلما مررت بجوار موقع الحادث. لقد تكررت رؤية الحادث في منامي ليلاً، وكأنني أعيش في كابوس. و في تلك اللحظة لم أتمكن من استيعاب ما حدث. مع مرّ الوقت، بدأت الناس تتجمع في مكان الحادث بعد أن كسر أحدهم أولى حواجز الصمت وركض نحو الموقع.

حين رأيت الجموع، استأذنت والدتي وركضت نحو الحادث. أدركت في تلك اللحظة أن عليّ فعل شيء، وهو ما تعلمته من والديّ. بين الجموع، اقتربت من موقع الحادث وذكّرت نفسي بجميع المعلومات التي حصلت عليها خلال دورة الإسعافات الأولية العام الماضي. كان أحد الشابين قد أغمي عليه، واكتشفت أن حالته مستقرة إلى حدٍ ما، ولله الحمد.

حاول المتواجدون إخراجه من السيارة، ولكنني قاطعتهم، محذرًا من أن يتحرك قبل وصول المساعدة اللازمة. اقترب مني أحد كبار السن وسألني عما يجب عليه فعله. أخبرته أنه يجب الاتصال بالإسعاف، وأن الفريق الطبي سيكون قادرًا على المساعدة بطريقةٍ أفضل. وبالفعل، أجرى الاتصال وحضرت سيارات الإسعاف سريعًا.

أخرج المسعفون الشابين من السيارة، وسمحوا لي بمساعدتهم. حين أخبرت الطبيب عن تفاصيل الحادث، أثنى على معرفتي، وأخبرني أنه يتمنى رؤيتي في كليّة الطب يومًا ما. شجعني هذا الكلام على تحسين مستواي الأكاديمي الساكن في داخلي.

بعد أن غادرت سيارات الإسعاف، قدمت شرطة المرور لإزالة السيارات المتضررة وتقديم المعلومات اللازمة حول الحادث. كانت تلك اللحظات مرعبة، ولولا رحمة الله لكانت النتيجة أكثر سوءًا. والدي كانت واقفة تراقب من بعيد، منتظرة عودتي. قررنا العودة للمنزل لأن الفاجعة كانت ثقيلة على قلوبنا.

فجأة، اقترب مني رجل وامرأة تبين أنهما والداهما، وكانا يسألان عمّا حصل. أشار إليهم الرجل إلى أنه سألني، وكان يُكنّ لي الاحترام. طمأنت والد الشاب حول حالة ابنه وأخبرته بأنني تلقيت تدريبًا على الإسعافات الأولية.

الخاتمة: إصرار على التغيير

عدت إلى والدتي بعد أن اطمأنت على سلامة الجرحى. بعد أن طمأنت والد أحد المصابين، اعتذرت منها عن التأخير، لكنها عبّرت عن فخرها بي. كانت تشعر بقلقٍ شديد بعد الحادث، ولكنها دعمتني في مستقبلي المهني، مما جعلني عازمًا على أن أكون طبيبًا يوماً ما.

يمكن أن تكون قراءة مقال حول تجارب مشابهة مفيدة بالنسبة لك، لذا نوصي بقراءة مقال حول حادث مؤلم تعرضت له.

Scroll to Top