تعريف مفهوم العالم الإسلامي

العالم الإسلامي

يُشير مصطلح “العالم الإسلامي” إلى الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها، حيث يمارس هؤلاء شعائرهم الدينية ويتبعون العديد من الأحكام الشرعية التي تنظم جوانب حياتهم، مثل الزواج، الطلاق، التجارة، والميراث. يُقدر عدد المسلمين في العالم بنحو 1.9 مليار نسمة.

وقد ذكر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن الإسلام سيتوسع ليشمل جميع أنحاء العالم، حيث قال: (لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلَغَ اللَّيلُ والنَّهارُ، ولا يَترُكُ اللهُ بَيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أَدخَلَه اللهُ هذا الدِّينَ، بعِزِّ عَزيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ؛ عِزًّا يُعِزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ اللهُ به الكُفرَ).

عدد دول العالم الإسلامي

يبلغ عدد الدول التي تندرج تحت هذا التصنيف 86 دولة، حيث تمثل القارتان الآسيوية والإفريقية النسبة الأكبر من تلك الدول. تُعتبر إندونيسيا الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين، حيث يقدر عددهم بحوالي 231 مليون مسلم، مما يمثل 86.7% من سكان إندونيسيا وحوالي 13% من مجموع المسلمين في العالم.

تاريخ نشأة العالم الإسلامي

يمكن تلخيص مراحل تاريخ نشأة العالم الإسلامي كما يلي:

العهد النبوي

يرتبط هذا المصطلح بفترة ظهوره على يد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي يعتبر أحد أعظم الشخصيات في التاريخ. بذل -صلى الله عليه وسلم- جهداً كبيراً لنقل رسالة الله إلى البشرية، مما أدى إلى إسلام العديد من الناس الذين أطلق عليهم اسم الأمة الإسلامية. تم تأسيس أول كيان إسلامي في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في المدينة المنورة، عندما هاجر محمد من مكة المكرمة إلى هذه المدينة، وبدأت في التوسع عندما اعتنقت القبائل الأخرى الإسلام. وعندما توفي النبي في السنة 11 هجريّة، كانت الدولة الإسلامية قد بدأت تأخذ شكلها في شبه الجزيرة العربية.

الخلافة الراشدة

تولى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خلافة الأمة الإسلامية، وكانت هذه هي المرحلة التي انطلقت فيها الفتوحات إلى بلاد العراق وفارس والروم لنشر الدين الإسلامي، مما جعل تلك الفترة مزدهرة وعامرة بالعطاء والقوة للأمة الإسلامية. أكمل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فتح بلاد الشام الذي بدأه أبو بكر -رضي الله عنه-، وتم فتح مدن مثل دمشق وبيت المقدس، بالإضافة إلى فتح مصر والإسكندرية وبداية المواجهات في بلاد الفرس.

شهدت خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- استمرار الفتوحات الإسلامية، حيث شهدت الجغرافيا الإسلامية اتساعاً كبيراً بفتح العديد من المدن شرقاً وغرباً. بينما كانت خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فترة تطور حضاري ملحوظ، وعلى وجه الخصوص في مدينة الكوفة في العراق التي أصبحت العاصمة ومركز الخلافة الإسلامية.

الخلافة الأموية والعباسية

تأسست الدولة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان، واستمرت نحو 90 عاماً، وشملت أراضيها جزءاً من إيران ودول شرق آسيا مثل الهند والصين وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى غرب القارة وشمال إفريقيا وبلاد الأندلس التي شملت أجزاء من إسبانيا والبرتغال وبعض المناطق في جنوب فرنسا، وكانت دمشق هي مقر الخلافة.

تلتها الدولة العباسية، التي تعتبر أبرز دولة إسلامية في تلك الفترة، حيث تولى الحكم خلالها حوالي 54 خليفة، وكان هناك أربع عواصم مختلفة للدولة في مختلف الفترات. لاحقاً، تعاقبت فترات حكم المماليك والعثمانيين، ثم جاء الاحتلال الأوربي، مما أدى إلى تقسيم الدول إلى كيانات منفصلة. ورغم مرور الزمن وتغير الظروف، يبقى الإسلام ديناً خالداً يجذب إليه العديد من الأشخاص، حيث لا يكاد يمر وقت دون أن يدخل أحدهم في الإسلام.

Scroll to Top