التسامح وأثره في بناء المجتمعات وتقدمها
يعتبر التسامح عنصراً أساسياً في دعم وتقدم المجتمعات، حيث يمثل حجر الزاوية في إنشاء مجتمع عادل ومترف. فيما يلي بعض النقاط التي توضح ذلك:
- يساهم التسامح في تعزيز حياة كريمة للأفراد، وحرية ممارسة معتقداتهم، مما يضمن حماية الحريات العامة.
- يعزز المحبة والترابط بين أفراد المجتمع.
- يدعم قوة المجتمع وتماسكه حيث يتم تفضيل المصلحة العامة على الخاصة.
- يشجع على الانفتاح على أفكار الآخرين، مما يساعد الأفراد على فهم أفضل لعالمهم.
- يساهم في تنقية النوايا الداخلية لأفراد المجتمع.
- يجعل المجتمع مكاناً لتقبل الآخر بجميع اختلافاته.
- يعزز الروح الوطنية ويقوي الروابط التاريخية بين أبناء الوطن الواحد.
- يعمل على استثمار طاقات ومهارات المواطنين بشكل فعال.
- يساهم في تعزيز قوة المجتمع من خلال معالجة المشكلات النفسية الضارة مثل الكراهية والحقد.
- يزيد من التبادل الثقافي والعلمي بين المواطنين.
- يدعم الحوار البناء والمنتج القائم على ثقافة الاحترام وتقبل الآخر بمعتقداته وآرائه.
- يعمل على تحقيق السلام المجتمعي.
أهمية التسامح في حياة الأفراد
إلى جانب تأثيره في المجتمعات، يلعب التسامح دوراً إيجابياً في حياة الأفراد. إليكم أبرز جوانب ذلك:
- يمثل خطوة أولى نحو تجاوز الأزمات النفسية، المادية، أو التفاعلات الاجتماعية الصعبة.
- يساهم في بناء علاقات اجتماعية ناجحة ومستدامة.
- يجسد التقوى في قلب الفرد، فهي من صفات المتقين، كما قال الله تعالى: “وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
- يساهم في كسب محبة الناس وثقتهم.
- يزيد من تقدير المتسامح للقلة الإنسانية الضعيفة في الشخص المسيء.
- يعطي شعوراً بالهدوء والسكينة المتمثلة في راحة النفس.
التسامح في الإسلام
يظهر التسامح في الإسلام عبر عدة جوانب، حيث يرفق الله -سبحانه وتعالى- بالناس في شتى أمور دينهم، فيما يلي أهم تلك الجوانب:
- الحج مفروض على المسلم مرة واحدة فقط، وإذا استطاع أكثر.
- جواز التيمم للصلاة في حالات المرض أو السفر.
- إجازة الفطر في رمضان للمسافر أو الحائض.
- إتاحة سجود السهو في حال حدوث نقص في الصلاة.
- تخفيف كثير من الأحكام الشرعية، مثل تقليل عدد الصلوات من خمسين إلى خمس.
التسامح في المجتمع
أشكال التسامح في المجتمع تشمل:
- التسامح الديني: يشمل احترام عقائد الآخرين والأديان المختلفة لضمان التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين، مع حقهم في ممارسة شعائر دينهم.
- التسامح الاجتماعي: يركز على تعزيز أسس التسامح المجتمعي.
- التسامح السياسي: يتضمن حرية التعبير عن الآراء السياسية، وهو ما يتمثل في الديمقراطية.
- التسامح العرقي: كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى”.
- التسامح الفكري: يتيح للأفراد تبني أفكار وآراء خاصة وفقاً لأحكام الإسلام، مع دعوة للحوار والابتعاد عن التعصب الفكري أو الثقافي.
أهمية التسامح بين الزوجين
لاستمرار نجاح التسامح في بناء المجتمعات، يجب أن يبدأ من داخل الأسرة، فالعلاقة بين الزوجين تمثل القاعدة الأساسية. إليكم أهمية التسامح في هذا السياق:
- يعزز التقدير والاحترام المتبادل بين الأزواج.
- يوفر جواً من الراحة والسلام النفسي في العلاقة.
- يعزز تقبل إيجابيات وسلبيات الطرف الآخر، مما يعد من أرقى أشكال الحب.
- يساعد في تقليل الخلافات الزوجية.
- يساهم في دعم العلاقة من خلال منح الآخر فرصة لتوضيح وجهة نظره.
- يوفر منصات للحوار والنقاش العقلاني عند حدوث المشكلات.
- ينعش العلاقة العاطفية بين الزوجين.
- يخلق بيئة إيجابية لتربية الأطفال.
- يدعم أواصر المودة والرحمة اقتداءً بقوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
طرق تعليم النشء التسامح
تواجه بعض الأسر تحديات في تعليم أطفالهم التسامح؛ حيث يستهجن البعض ردود فعل أبنائهم على الإساءات. إليكم بعض الاقتراحات التي تسهل تعليم النشء قيم التسامح:
- توجيه الأطفال للاقتداء بآبائهم من خلال مسامحتهم للآخرين في مواقف بسيطة، مع اتخاذ موقف عند وقوع تجاوزات.
- تشجيع الأطفال على الانخراط في أنشطة جماعية لتعليمهم التعاون وقبول الاختلاف.
- شرح للطفل أن الشخص المتسامح غالباً ما يتمتع بمحبة واحترام الآخرين.
- استخدام أسلوب المكافأة لتعزيز تصرفاتهم المتسامحة، مما يعكس تقدير وتصحيح السلوك.
- فتح حوار حول اختلافاتك مع الآخرين وكيفية سماحتك لهم.