مفهوم الثقافة العامة وأهميتها

الثقافة

تتطور الثقافة بالتوازي مع تقدم المجتمعات، حيث تعكس كل ثقافة هوية المجتمع وشخصيته. لم تعد الثقافة مجرد ترف، بل أصبحت ضرورة ملحة نتيجة الزيادة السريعة في المعلومات وانتشارها، بالإضافة إلى الانفتاح الثقافي الذي أتاحته العولمة، مما أسفر عن تحديات ثقافية تواجه العديد من المجتمعات.

تُعرّف الثقافة بأنها الخصائص الأساسية لمجموعة بشرية واحدة، والتي تعكس أساليب الحياة، واللغة، والتراث، والسلوك، والمعرفة، والفنون، والأدب، والقيم، والمعتقدات، والتاريخ المتوارث من جيل إلى جيل.

غالبًا ما يختلط الأمر لدى الناس بين العلم والثقافة، ولكن هناك اختلاف جوهري بينهما؛ فالعلم مفهوم شامل لا يقتصر على مجتمع أو مجموعة معينة، بل هو ملك للبشرية جمعاء، ويتعلق بالاكتشافات، والاختراعات، والأبحاث. بينما الثقافة ترتبط بمجتمع أو مجموعة معينة، وتعكس خصائصها ومميزاتها.

خصائص الثقافة

تمتاز الثقافة بعدة خصائص، من أبرزها:

  • الانتقال: تنتقل الثقافة عبر الأجيال أو بين الأمم، سواء قديماً أو حديثاً، من خلال المؤسسات التعليمية، الأسرة، ووسائل الإعلام.
  • التغيير: تتطور الثقافات وتتحول، ويظهر هذا بشكل واضح عند مقارنة الثقافات القديمة بتلك المعاصرة، حيث طرأت تغييرات جوهرية على النظريات والحقائق.
  • الاكتساب: الثقافة تُكتسب من خلال التعلم الذاتي، واكتساب المهارات عبر التقليد والمحاكاة والملاحظات، سواء تم ذلك بشكل هادف أو غير ذلك.

مهام المثقف

يمثل المثقف فردًا يحمل كمية هائلة من المعرفة، وقادر على إيصال آراء وأفكار الناس، والتعامل مع قضاياهم المعقدة. يتوجب عليه أداء مهام متنوعة، منها:

  • تعزيز الشعور بضرورة التجديد في المجتمع وتعميق الوعي النقدي لدى المواطنين.
  • توعية الأمة بحقوقها وواجباتها، وتزويدها بالعلم والمعرفة لتمكينها من فرز الخطأ من الصواب.
  • إرشاد الناس حول كيفية المطالبة بحقوقهم القانونية بطريقة مشروعة.
  • توعية المجتمع بمخاطر الغزو الثقافي الخارجي، ووسائل تسربه إلى العقول.
  • ترسيخ الولاء الوطني لدى المواطنين بهدف الحفاظ على ثقافتهم.

التنمية الثقافية وكيفية تحقيقها

تشير التنمية الثقافية إلى الخطط الموضوعة لمعالجة النواقص والثغرات الثقافية ضمن فترة زمنية محددة وبمعايير يمكن قياسها. ويمكن تحقيقها عبر:

  • ضمان الحرية، خاصةً ضمن إطار التعددية الحزبية والثقافية، مما يعزز اكتساب المعرفة والتحفيز على الإبداع والنمو الثقافي.
  • تعزيز التبادل والحوار الثقافي مع ثقافات العالم، بالاعتماد على الاحترام والنقد البناء، مع اختيار ما يتناسب مع خصوصيتنا.
  • تطوير المؤسسات الثقافية وتنظيم العمل بينها ليكون تعاونياً وفعّالاً.
Scroll to Top