التقوى: تعريفها لغويًا
التقوى في اللغة تعني الحذر. يُقال: اتقيت الشيء وتقيته وأتقيه تقى وتقاء، أي قمت بتحذيره. ويستند ذلك إلى قوله تعالى: (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)، مما يُفهم منه أن التقوى تعني الابتعاد عن عقاب الله تعالى، والسعي إلى مغفرته من خلال العمل الصالح. فهي تُشكل وقاية بين العبد وما يخشاه، مما يقيه من عذاب الله وغضبه باتباع الأعمال الصالحة.
وقد عُرِّف أيضًا بأن الله -تعالى- يُقي العبد وقاية، أي أنه يحفظه ويصونه. ومصطلح الوقاء يعني الحفاظ بعيدًا عن الشر والضرر، كما يُقال: وقاك الله -تعالى- شر فلان، أي أنه حماك ووافاك. والرجل التقي هو الذي يبتعد عن العذاب من خلال الأعمال الصالحة التي ترضي الله -عز وجل-.
تعريف التقوى لغويًا يُشير إلى أصلها من “وقى”، حيث تتحول الواو إلى تاء، مما يجعلها تشير إلى من يتقي الشرك بالله تعالى ويُوحده، مُخلصًا في عبادته، ويبتعد عن المحرمات والمعاصي وكل ما يغضب الله -تعالى- في حياته اليومية.
التقوى: التعريف الاصطلاحي
التقوى اصطلاحًا تعني عبادة الله -تعالى- من خلال القيام بالأوامر والفرائض، والابتعاد عن المنهيات، خوفًا من الله -تعالى- ورغبة في حسن ثوابه ومغفرته العظيمة، إلى جانب تعظيم حرماته وإخلاص المحبة لله -عز وجل- وللرسول -صلى الله عليه وسلم-.
التقوى: التعريف الشرعي
التقوى في الشرع تُعرف بالخوف من الله -تعالى- والعمل بما أنزل، مع الاستعداد ليوم الرحيل، أي الموت. ويُقال إنها تعني ترك المحرمات وأداء الفرائض، فمَن رُزق خيرًا بعد ذلك فهو خير إلى خير. كذلك يجب أن تأتي الطاعات من نور الله، مع الخوف من عقابه -جل وعلا-.
لقد ورد أيضًا في تعريف التقوى عن السلف الصالح أنها تعني الابتعاد عن كل ما نهى الله تعالى عنه من معاصٍ ومحرمات، والعمل بما أمر به الله -تعالى- من الطاعات والمستحبّات، مع خشية الله -تعالى- في السر والعلن. وهي مرتبطة بالورع والاجتناب من المعاصي.
يجدر بالذكر أيضًا أن التقوى تعني طاعة الله -تعالى- وعدم العصيان، والإكثار من ذكره حتى لا يُنسى الشخص، وشكره على نعمه، والبعد عن الشرك به وعبادة الأصنام، مع الإخلاص في عبادة الله -تعالى- وحده. كما أنها تؤدي إلى الوصول إلى مرتبة الإحسان حيث يتجنب العبد المعاصي ويؤدي الفرائض والواجبات.
من خلال التقوى، ينال المسلم ولاية الله ورعايته، مما يُبعده عن خوف وحزن الدنيا والآخرة. كما تُعد نبذ الشرك وإخلاص العبادة لله -سبحانه وتعالى- وحده، مما يساعد المسلم على تحقيق توحيد الله -عز وجل-، ويشكل وقاية له عبر الأعمال الصالحة والابتعاد عن الأعمال السيئة والمحرمات.