دور المدرسة في مواجهة ظاهرة التنمر

تُعد المدرسة ركيزة أساسية في معالجة ظاهرة التنمر، التي أصبحت واحدة من أبرز التحديات الاجتماعية في العصر الحديث. ينتج عن هذه الظاهرة تزايد المشكلات النفسية في المجتمع، مما يؤثر سلبًا على بنيته وتماسكه.

لذا، من الضروري تتبع الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الظاهرة، إلى جانب فهم سبل التعامل معها، حيث يلعب القطاع التعليمي دورًا كبيرًا في هذا الصدد. يجب علينا أن نستكشف أفضل الطرق للتصدي للتنمر، ودور كل من المعلم والمدرسة في ذلك.

دور المدرسة في مكافحة التنمر

تنطوي ظاهرة التنمر على تبعات خطيرة تؤثر على الأفراد والمجتمع ككل، وهو ما يتطلب من جميع الجهات المعنية الإدراك الكامل لدورها في محاربة هذه السلوكات. في ما يلي، نستعرض دور المدرسة في معالجة هذه القضية:

  • غالبًا ما تنشأ ممارسات التنمر في أروقة المدرسة، التي تُعتبر بيئة مثالية لظهور المتنمرين.
    • إذ يستطيعون استهداف الأطفال الضعفاء أو الأقل قدرة، مما يؤدي إلى تفشي التنمر.
  • لذا، فإنه من الضروري أن نبذل قصارى جهدنا في مكافحة هذه الظاهرة، بمشاركة المجتمع بأسره، حيث تُعد المدرسة من أهم المؤسسات في هذا السياق.
  • يكمن دور المدرسة في التعامل الجاد مع التنمر عبر سن قوانين صارمة لمنع هذه السلوكيات والتصدي لها.
  • عندما يدرك الطفل المتنمر أن المدرسة لديها نظام عقوبات فعّال، سيفكر مليًا قبل القيام بأية أفعال تنمر ضد زملائه.
  • تجب أيضًا تطبيق هذه القوانين بشكل شامل، حيث يجب أن تشمل أي حالة تنمر، بغض النظر عن بساطتها.
    • من الضروري أن تُخطَر المدرسة ولي أمر الطفل بشأن هذه الإجراءات.
  • يتعين على المدارس التعامل مع التنمر اللفظي، الجسدي، والنفسي بنفس القدر من الأهمية والإلحاح.
    • فالمدرسة يجب أن تبقى بيئة آمنة للإبداع والانفتاح، وليس مكانًا يتحول فيه الأطفال إلى متنمّرين.
  • يجب أن تدرك المدرسة أن مشاعر الخوف والقلق تؤدي إلى آثار سلبية، والتي قد تهدد سلامة الأطفال النفسية.
    • يمكن أن تتحول شخصية الطفل الهادئة والمتعاون إلى طفل متمرد ومتنمر إذا لم يتم التعامل مع هذه الظاهرة بجدية.

دور المعلم في معالجة التنمر

يُعتبر مواجهة التنمر مهمة جماعية تبدأ من المدرسة والمعلم، حيث يمتلك كلاهما دورًا بارزًا في إيجاد حلول فعّالة لهذه المشكلة. فيما يلي، نستعرض دور المعلم في هذا السياق:

  • قضاء المعلم وقتًا طويلاً مع الطلاب يُلزمهم بأن يكونوا قدوة أمامهم.
    • ولا يجب أن يكونوا مثالًا يُحتذى به في ممارسة التنمر بأي شكل من الأشكال.
  • يتوجب على المعلم الامتناع عن أي سلوك غير لائق مثل السب أو التهكم على شكل أو طريقة كلام أي من الطلاب.
    • فالتصرفات السلبية من المعلم قد تؤدي إلى تعزيز الأجواء السلبية في الصف.
  • تتطلب مهمة المعلم منه وتمكين الأطفال من تمييز الصواب من الخطأ، بعيدًا عن ميولهم الشخصية.
  • كما ينبغي أن يعمل المعلم على إعادة توجيه سلوكيات الطفل المتنمر، بالإضافة إلى دعم نفسية الطفل الذي تعرض للتنمر.
  • يمكن أن تُحدث بيئة تعليمية محفزة للتعاون بين الطلاب تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا، مما يُفضي إلى مناخ من الحب والاحترام بين الجميع.
  • كذلك، تحتاج المدرسة إلى توفير أنشطة متنوعة تجمع بين الطلاب، لتحفيزهم على التعبير عن أنفسهم بدلاً من اللجوء إلى التنمر.

أنواع التنمر

تأتي جهود المدرسة في مكافحة التنمر على جميع أنواعه، لذا من الضروري التعرف على الأفعال والسلوكيات المختلفة التي يقوم بها المتنمرون. فيما يلي نستعرض أنواع التنمر:

  • تشمل مظاهر التنمر أشكالاً متعددة.
    • والاختلافات بين هذه الأشكال تكمن في مدى انتشار كل واحد منهما.
  • أولاً، هناك التنمر اللفظي الذي يتمثل في استخدام الكلام الجارح تجاه الآخرين.
    • سواء بالسخرية من مظهرهم أو طريقة حديثهم، أو بإطلاق تعليقات سلبية بصفة جيدة.
  • ثانيًا، التنمر الجسدي، الذي يُمارس عن طريق الاعتداء الجسدي والضرب.
  • ثالثًا، الأمر يتعلق بالتنمر العاطفي.
    • حيث يقوم الشخص بجرح مشاعر الآخرين بطريقة غير مباشرة، مما يجعلهم يشعرون بالحرج أمام الآخرين.
  • يمكن أيضًا تصنيف التنمر إلى نوعين بناءً على طريقة ممارسته: التنمر المباشر وغير المباشر.
    • في التنمر المباشر، يُمارس الشخص الأذى بشكل علني، بينما يتخذ التنمر غير المباشر أشكالًا أكثر سرية، مثل السخرية.

آثار التنمر ونتائجه

يُعد التنمر من أبرز الآفات الاجتماعية في عصرنا الحالي، ويترتب عليه آثار سلبية جمة على الأفراد والمجتمع. ومن الآثار الناتجة عن التنمر ما يلي:

  • تتعدد الآثار السلبية المترتبة على كل من المتنمر والمتنمر عليه.
    • وعادةً ما يواجه الشخص المتنمر عليه مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
    • قد تؤدي هذه المشاعر في بعض الأحيان إلى الرغبة في العزلة والابتعاد عن الناس.
    • وفي أسوأ الأحوال، قد يصل الأمر إلى انتحار الفرد بسبب تعرضه المستمر للتنمر.
  • تشير الدراسات إلى أن أعداد المنتحرين نتيجة للتنمر سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو عاطفيًا في تزايد مستمر، بما في ذلك التنمر الإلكتروني.
  • كما يمكن أن يتسبب التنمر في تحول الضحية إلى شخص عنيف أو متنمر بدوره.
    • ربما يسعى الطفل الذي تعرض للتنمر إلى الانتقام عبر ممارسته سلوكات مشابهة.
  • يجب أن نتعامل مع ظاهرة التنمر بجدية، نظرًا لتأثيرها العميق على حياة الأفراد.
  • ولا يؤثر التنمر على الضحية فحسب، بل ينعكس أيضًا سلبًا على المتنمر نفسه، مما يستدعي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة.
Scroll to Top