تثير تربية الكلاب في المنازل ومخالطتها للناس الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل انتشار ظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة في البيوت والأفنية، حيث تُعد تربية الكلاب الأكثر شيوعًا بين مُحبّي هذه الهواية.
يُعرف الكلب كحيوان أليف يتمتع بذكاء قد يمكّنه من التفاعل بشكل إيجابي مع البشر، ويقوم العديد من الأشخاص بتربيته لأغراض الحراسة أو الصيد. ومع ذلك، تحكم التربية مجموعة من الضوابط الشرعية المتعددة، مما يثير السؤال حول حكم تربية الكلاب في المنازل ومخالطتها للناس.
حكم تربية الكلاب
في ردٍ على استفسار أحد المواطنين عبر موقع دار الإفتاء المصرية حول حكم تربية الكلاب، أظهرت لجنة أمانة الفتوى أنه لا يوجد مانع شرعي من اقتناء الكلاب التي يحتاج إليها الفرد في حياته وعمله، شرط ألا تتسبب في إزعاج أو توتر للآخرين.
وأشارت اللجنة في فتواها الإلكترونية إلى أن اقتناء الكلب في هذه الحالة لا يمنع من دخول الملائكة، وفقًا لآراء العديد من العلماء.
فيما يخص مسألة نجاسة الكلب، يمكن الأخذ بفتوى المذهب المالكي الذي يعتبر الكلب طاهرًا، وينصح بوضعه في حديقة المنزل إذا تعذر ذلك، فمن الأفضل تخصيص مكان في المنزل للصلاة لا يُسمح للكلب بدخوله.
الحالات المسموح فيها بتربية الكلاب
- تربية كلب الماشية لحمايتها من الحيوانات المفترسة.
- تربية كلب لحماية الزرع من الدواب.
- تربية كلب للصيد يُستفاد منه في الصيد.
الدليل من السنة
- استند الفقهاء في ذلك إلى حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من اتخذ كلباً، إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع، ينتقص من أجره كل يوم قيراط).
- أعرب ابن قدامة عن عدم جواز تربية الكلاب في البيوت للحراسة، مع إمكانية القول بالإباحة.
- اعتبر فقهاء المذهب الشافعي أن لابد من الاستغناء عن الكلاب إذا زالت الحاجة إليها.
تربية الكلاب: بين المحرم والمكروه
- استند بعض العلماء إلى الحديث السابق للتحذير من تربية الكلاب، مشيرين إلى أن نقص الأجر يُعدّ أمرًا محرمًا.
- بينما اعتبر آخرون أن فإن ما يسهم في إنقاص الأعمال يُعدّ مكروهًا وليس محرمًا بالضرورة.
- أما الشافعي وابن حجر فقد رأوا أن تربية الكلاب مسموحة في حالات الحراسة والرعي إذا كانت هناك حاجة لذلك.
- إذا كان الكلب يهدف إلى حماية ممتلكات من مخاطر، فإن الإقدام على اقتنائه يكون جائزًا.
- ومع عدم وجود ضرر يهدِّد الملكية، تُعدّ التربية في هذه الحالة محظورة.
- امتنع بعض الفقهاء عن استخدام الكلاب في الصيد، مستندين إلى أن الملائكة لا تدخل البيوت التي تحتضنها.
- لذا، يُنصح من يجوز لهم اقتناء الكلاب بأن يتركوا الكلاب خارج المنازل، إذا كان ذلك ممكنًا.
- بشكل عام، يظهر أن النهي عن تربية الكلاب يشمل الحالات التي تكون فيها التربية غير ضرورية، بينما يُسمح بالاحتفاظ بها عند الحاجة كالصيد والحراسة.
من الضروري مراجعة النقاط التالية:
مشروعية قتل الكلاب واقتنائها
في إطار التحدث حول حكم تربية الكلاب ومشروعية قتلها، قال الدكتور عبدالله سمك، أحد علماء الأزهر، أن آراء الفقهاء تتباين بشكل كبير حول هذه القضية.
مذهب المالكية
- في مذهب المالكية، يُعتبر قتل الكلاب الضالة أمرًا مشروعًا، بينما لا يجري قتل كلب الماشية والصيد.
- وأضاف الحطاب أن الكثير من علماء المالكية يرون أنه لا يحق قتل الكلاب إلا إذا كانت مؤذية.
- استندوا إلى حديث يتحدث عن مكافأة الإحسان إلى الكلاب.
مذهب الشافعية
- على صعيد آخر، يرون أن ما لا يظهر فيه نفع يُعهد إلى كراهة قتله.
- وتوجد ملحوظة حول الكلاب التي تسهم في خدمة الإنسان فلا يجوز قتلها.
مذهب الحنابلة
- من مذهب الحنابلة، يُحرم قتل الكلاب المنفعة، مع اعتبار القاتل مُسيئًا.
- وأفاد الدكتور سعد الدين الهلالي في المسألة، بأن الإمام مالك طاهر الكلب ولعابه، وتربية الكلب جائزة ما لم يكن عقورًا.
- وأكد أن الاقتناء واقع تحت ضوابط متنوعة يشملها الحديث الشريف الذي يوضح مسألة اقتناء الكلاب.
- كذلك، يُعتبر اقتناء الكلب للرفقة نوعاً من الحراسة النفسية.
نصائح للأطباء عند اقتناء الكلاب
- ينبغي للأطباء أن يُشيروا إلى ضرورة أخذ الحيطة عند اقتناء الكلاب نظرًا لنقلها أمراضًا مثل داء الكلب.
- تتطلب الأمراض المعدية ملاحظة دورية للطبيب البيطري.
- تجب التأكد من الحصول على الكلب من مصادر موثوقة، وليس من الشوارع أو الأماكن العامة.
- ينبغي غسل أيدي الأطفال جيدًا بعد اللعب مع الكلاب وقبل تناول الطعام.
- من المستحسن عدم استحمام الكلاب في حمامات المنازل لتفادي انتقال الجراثيم.
التوصيات بشأن حكم تربية الكلاب ومخالطتها للناس
- حث الإسلام على الرفق بالحيوانات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عذبت امرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها).
- يتوجب العناية بالكلب في حال اقتنائه، ويجب توفير الطعام والماء والمأوى.
- ينبغي الامتناع عن الإساءة للكلب والاعتناء به خلال مرضه.