تعريف مفهوم الأسرة وعناصرها

تعريف الأسرة

الأُسرة لغةً

تُعرف الأسرة في اللغة من عدة جوانب؛ إذ تشير كلمة الأسرة إلى أهل الرجل وعشيرته، مما يعكس أفراد الأسرة بشكل مباشر. كما تُعتبر الأسرة بمثابة الدرع الحصينة. ويستمد مفهوم الأسرة معناه من الروابط المشتركة التي تربط أفرادها معاً، ومن هنا تُجمع على أُسَر.

الأُسرة اصطلاحاً

تشير الأسرة (بالإنجليزيّة: Family) إلى رابطة اجتماعية تشمل شخصين أو أكثر تجمعهم روابط القرابة أو الزواج أو التبنّي. تبدأ هذه الرابطة بالزواج، يليها إنجاب الأطفال أو تبنيهم، ويتولى الوالدان مهمة رعاية أبنائهم وتلبية احتياجاتهم المتنوعة.

الأسرة من منظور نفسي

تُفهم الأسرة سيكولوجياً على أنها علاقة تربط بين رجل وامرأة عبر الزواج، حيث تُحدد هذه العلاقة حقوق وواجبات لكل طرف نحو الآخر، وأيضًا تجاه أبنائهم، من خلال توفير تربية صحية وتأمين احتياجاتهم المالية والمعنوية في بيئة تسودها المحبة والمودة.

الأسرة من منظور وظيفي

تعبر الأسرة، من المنظور الوظيفي، عن التكوين الذي يتضمن الأب والأم والأبناء. يركز هذا التعريف على الوظائف المنوطة بالأسرة، ويستوجب وجود مُعيل للأبناء. كما يشمل عددًا من المعايير المطلوبة ليصنف التكوين كأسرة، وأي نقص في هذه المعايير يعني عدم اعتباره أسرة، وهذه المعايير تشمل:

  • المشاركة في الموارد المالية.
  • الرعاية العاطفية والأسرية.
  • الالتزام الأسري والتعريف القانوني لأفراد الأسرة.
  • العناية بالأطفال حتى يكبروا ويصبحوا قادرين على التفاعل في المجتمع.

تعريف الأسرة من وجهات نظر العلماء

تمتاز الأسرة بأنها مفهوم غير ثابت يختلف باختلاف الوظائف والأدوار، وفيما يلي آراء بعض المتخصصين حول هذا المفهوم:

  • بوجاردوس: يصف الأسرة على أنها روابط عاطفية تجمع بين الوالدين وأطفالهما، جميعهم يعيشون معًا في منزل واحد، ووظيفتها الأساسية تتمثل في تربية الأطفال ليكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم.
  • وستر مارك: يراها مجموعة من الأفراد يرتبطون بروابط مادية ومعنوية، مكونين وحدة اجتماعية صغيرة بالمجتمع.
  • ماكيفر: يعتبر الأسرة روابط معنوية تربط بين الوالدين وأطفالهم وأفراد العائلة، التي تبدأ بعلاقات غريزية بين الأب والأم.
  • جيرالدليسي: يعرف الأسرة كمؤسسة اجتماعية معدّة لتربية الأفراد، ويضيف أن إنسانية الفرد تُعزى لهذه الأسرة.
  • محمد قنديل وصافي ناز شلبي: يريان أن الأسرة تتكون من الروابط البيولوجية التي تربط الأفراد، بدءًا من الزواج وإنجاب الأطفال، ولها وظائف متعددة من إشباع الرغبات الجنسية إلى توفير بيئة مهيئة لرعاية الأبناء.

أهمية الأسرة في المجتمع الحديث

أدت الضغوط الحياتية الحالية إلى زيادة الحاجة لوجود أسرة صحية متماسكة. ومن الفوائد الرئيسية للعيش ضمن أسرة ما يلي:

  • تلبية الاحتياجات الأساسية: يوفر المُعيل ما يحتاجه أفراد الأسرة من ماء وغذاء ومأوى، خصوصاً للفئات غير القادرة مثل الأطفال وكبار السن.
  • تحقيق احتياجات الحب والانتماء: الأسرة تلبي هذه الاحتياجات من خلال الحب والدعم المتبادل.
  • توفير الاستقرار المالي: يُساعد الدخل الجماعي في تلبية المتطلبات المعيشية.
  • تعزيز السعادة والرضا: يساهم تبادل الأنشطة الممتعة والحديث بين أفراد الأسرة في تحقيق السعادة.
  • تشجيع نمط حياة صحي: يسهم الجو الأسري في تعزيز الأساليب الصحية للتعامل مع الحياة.
  • تقديم الرعاية الصحية الجيدة للأطفال: يعمل الأهل على تشجيع أطفالهم على الانخراط في الأنشطة الصحية وتوفير الرعاية الطبية عند الحاجة.
  • زيادة أعمار الأهل: الأبحاث تشير إلى أن الأهل الذين يعيشون في أسرة صحية يميل عمرهم من الزيادة.
  • تقديم الدعم المستمر: تساهم الأسرة في توفير الأمن والدعم النفسي والمادي لأفرادها.
  • التعرف على مشاكل الأفراد: يساعد الأفراد الآخرون في الأسرة في حل مشكلات بعضهم البعض بشكل إيجابي.
  • الرعاية في حالات المرض: توفير الدعم سواء جسدي أو نفسي عند مرض أحد الأفراد.
  • الانخراط في المجتمع: تعزز الأسرة سلوكيات الأفراد الإيجابية تجاه المجتمع، مما يسهم في تطويره.

أنواع هياكل الأسرة

توجد ستة أنواع رئيسية للأسرة كما يلي:

  • الأسرة النووية: تتألف من الأب والأم وأطفالهما، وتعتبر مثالية لفرص رعاية الأطفال وتوفير استقرار مالي، لكن قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الروابط مع الأقرباء.
  • الأسرة ذات الوالد الواحد: تتشكل من أحد الوالدين مع الأطفال، تحتاج إلى دعم من الأقارب. تتسم بقوة العلاقات رغم تحديات تربية الأطفال بمصدر دخل واحد.
  • الأسرة الممتدة: تشمل الوالدين والأطفال بالإضافة إلى الأجداد أو الأعمام، وهي تتميز بالدعم الاجتماعي ولكن قد تواجه مشكلات مالية بسبب عدد الأفراد.
  • الأسرة الخالية من الأطفال: تتكون من الزوج والزوجة فقط، تتمتع باستقلالية مالية ولكن قد تواجه شعور الوحدة.
  • الأسرة البديلة: تتشكل بعد الطلاق، قد تحتوي على أطفال من زوج سابق، وتواجه تحديات تتعلق بالتكيف مع الوضع الجديد.
  • أسرة الأجداد: تتكون من الأجداد والأحفاد، توفر الرعاية ولكن قد تعاني من مشكلات مالية وصحية لدى الأجداد.

وظائف الأسرة

للأسرة عدة وظائف متميزة، منها:

  • الوظيفة البيولوجية: الحفاظ على بقاء النوع الإنساني عبر التكاثر.
  • الوظيفة الاجتماعية: تنظيم نشأة الأطفال ليكونوا أفراداً فعّالين في مجتمعهم.
  • الوظيفة الاقتصادية: تتطلب النمو الاقتصادي من الأسر أن تتدخل في العمل خارج المنزل لتلبية احتياجاتها المتزايدة.
  • الوظيفة الحضارية: تربية أجيال قادرة على التفاعل بإيجابية في المجتمعات.
  • الوظيفة العاطفية: تعزيز الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة.
  • الوظيفة النفسية: تلبية الحاجات النفسية الأساسية مثل الحب والانتماء.
  • وظيفة المكانة: تحدد مكانة الأسرة المستوى الاجتماعي لأفرادها.
  • وظيفة الحماية: توفير الحماية الاقتصادية والجسدية والنفسية لأفراد الأسرة.
  • الوظيفة الدينية: غرس القيم الدينية وتعليم العبادات.
  • الوظيفة الترفيهية: تنظيم أوقات ممتعة معًا.
  • الوظيفة الإحصائية: تعتبر الأسرة وحدة مهمة في جمع البيانات الإحصائية.

قضايا تتعلق بتكوين الأسرة والمحافظة عليها

لإعداد جيل مؤهل لتحقيق نجاحات في المجتمع، من الضروري العناية بعدد من القضايا الأسرية، مثل اختيار الشريك ونوعية العلاقة الزوجية، وموضوع الأمومة والأبوة، ونمط الأسرة، والتي سنستعرضها بالتفصيل أدناه:

اختيار الشريك

عند اختيار الشريك، من المهم التحقق من التوافق في العمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي، بجانب الأخلاق والقدرة على تحمل المسؤوليات. إن الاحترام المتبادل يظل أساس الزواج السليم.

ضبط نوع العلاقة الزوجية

يتطلب الحفاظ على علاقة زوجية قوية اتباع بعض الممارسات مثل:

  • الاحترام المتبادل.
  • تجنب النقد أو الاستهزاء.
  • الحفاظ على علاقتهم الودية.
  • عدم إصدار قرارات نيابةً عن الآخر.
  • تحمل المسؤولية عن القرارات.
  • التعبير عن الحب بشكل صريح.
  • القدرة على التواصل بوضوح.

الأمومة والأبوة

تمثل الأمومة والأبوة علاقة معقدة تتطلب عناية خاصة من الوالدين، حيث تشمل ممارسات إيجابية، بالإضافة إلى بعض السلبيات التي قد تؤثر على نمو الطفل. لذا يجب مراعاة اختلاف أساليب التربية بين الأم والأب للوصول إلى تنشئة إيجابية.

يمكن تصنيف أنواع الآباء بناءً على ممارساتهم إلى:

  • الأب المستبد: يُطلب من الأبناء اتباع الأوامر بدون نقاش.
  • المتسامح: يُعطي الأطفال حرية التعبير، لكنه قد يتردد في ممارسة الانضباط.
  • غير المشارك: لا يتفاعل أو يتواجد بشكل كافٍ في حياة أبنائه.
  • الحازم: يتبع معايير واضحة ويعمل على تصحيح الأخطاء بأساليب تربوية.

أنماط الأسرة

لتكوين أسرة مرنة، يجب أن تتوفر عوامل مثل:

  • الترابط الأسري: مدى ارتباط الأفراد عاطفياً.
  • مرونة الأسرة: القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة.
  • التواصل: التفاعل المباشر والشفاف بين الأفراد.
  • المعاني العائلية: فهم الهوية الأسرية والتغلب على التحديات.

خصائص الأسرة

كل أسرة تتميز بخصائص فريدة، ولكن هناك صفات مشتركة بين الأسر في المجتمع، منها:

  • أساس الزواج وهو مصطلح مجتمعي.
  • تؤثر الأسرة في أخلاق أفراد المجتمع.
  • تعتبر الأسرة نظام يؤثر ويتأثر بالأنظمة الأخرى.
  • تكوين وحدة اقتصادية تساهم في الحياة.
  • كل أسرة تعتبر هي وحدة إحصائية هامة.
  • تسهم الأسرة في تحقيق دوافع الإنسان واستمرارية الحياة.

خصائص الأسرة المُتماسكة

تتميز الأسرة المتماسكة بالعديد من الصفات:

  • التقدير المتبادل بين الأفراد.
  • الالتزام برعاية بعضهم البعض.
  • الرابطة الزوجية القوية.
  • الأنشطة المشتركة.
  • مهارات التواصل العالية.
  • نمط حياة صحي.
  • الروحانية والتركيز على الجوانب الروحية.
  • توقعات إيجابية عند مواجهتهم للتحديات.
  • تقبل الآخرين وقدراتهم.
  • التفاعل مع المجتمع وتقديم المساعدة عند الحاجة.
  • التسامح والتعلم من الأخطاء.
  • قضاء أوقات ممتعة معًا ومشاركة اللحظات السَعيدة.

المشاكل الأسرية

مشاكل قد تواجه الأسرة

يمكن أن تواجه الأسرة عدة مشكلات تؤثر على استقرارها، سواء كانت بسيطة أو معقدة. ومن أهم مسببات هذه المشاكل:

  • تعدد الآراء والقيم بين الأفراد.
  • التغيرات الأسرية مثل الطلاق أو الزواج الجديد.
  • الوضع المالي الصعب.
  • مشاكل صحية.
  • مشكلات أخلاقية كتعاطي المخدرات.
  • انعدام الثقة والاحترام.
  • الكوارث الطبيعية.
  • الفقدان أو الحزن.
  • المشكلات الأكاديمية للأطفال.
  • مشاكل مرتبطة بالمراهقة.

كيفية مواجهة المشاكل

  • تحديد العلامات الدالة على وجود مشكلة، مثل:
    • الخلافات المتكررة.
    • انعدام التفاعل الأسري.
    • العزلة.
    • المزاجية.
    • الاكتئاب.
  • استراتيجيات مواجهة هذه المشاكل:
    • مناقشة القضايا بصراحة.
    • قبول الآراء الأخرى وتجنب النزاعات غير الضرورية.
    • البحث عن لحظات من المرح.
    • وضع خطة لحل المشاكل.
    • طلب الدعم من الموثوقين عند الحاجة.

التفكك الأسري

يعرف التفكك الأسري بأنه فقدان الترابط بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى عدم استقرارها. هذا قد يتفاقم بسبب سوء التفاهم، أو عدم قدرة الأسرة على أداء وظائفها. وتشمل آثار التفكك تأثيرات سلبية على الأطفال، مثل:

  • جنوح الأطفال.
  • انخفاض التحصيل الأكاديمي.
  • صعوبات في التكيف الاجتماعي.
  • مشكلات صحية ونفسية.
  • مشاعر الإحباط وعدم احترام الآخر.
  • الاتجاه نحو السلوك المنحرف.

إن المسؤولية في الحفاظ على تماسك الأسرة هي مسؤولية مشتركة بين الأبوين، ومن الأهمية بمكان رغم التحديات، التركيز على دعم الأسرة وتحقيق وظيفة الأسرة الأساسية في تربيتها لأبنائها.

Scroll to Top