اللاوعي
من منظور التحليل النفسي، يشير مصطلح اللاوعي إلى جوانب النفس التي يتم كبتها، وفقًا لفرويد. يعتبر اللاوعي واقعًا ديناميكيًا يؤثر على تجربة العلاج الإكلينيكي. يمكن أن يصبح اللاوعي واعيًا من خلال التحليل النفسي، وذلك عندما يتم تجاوز الحواجز، مما يبرز بعض المعاني اللاواعية في السياقات النفسية المختلفة.
فهم فرويد للاوعي
تحتوي مكونات اللاوعي على تفسير محتمل للأمراض العقلية والعصبية. إذ يمكن أن يظهر اللاوعي بشكل معوجٍ في حالة الوعي، كما يتجلى في الإبداع الثقافي والأحلام، وزلّات اللسان والهفوات. جميع هذه الأمثلة تعكس كيفية ظهور اللاوعي في حياتنا اليومية؛ فالهفوات، مثل الأخطاء غير المقصودة، تعبر عادةً عن دافع أو سلوك يتعارض مع الموقف العام، مما يدل على كبتٍ داخلي.
الأحلام تُعتبر بمثابة منفذ للتعبير عن اللاوعي، حيث أوضح فرويد أن الأشخاص يقومون بتفسير محتوى الأحلام الظاهر. هذا التفسير يعتمد على المعاني اللاواعية التي قد تبدو غير عقلانية، ووفقًا لفرويد، يُعتبر المحتوى الحلمي ومضمونه ترجمة لرغبات جنسية مكبوتة. الأهمية تكمن في ما يتم إخفاؤه من أفكار مكبوتة خلف تلك الأحلام، مما يكشف المعنى الخفي للسلوكيات البشرية ويظهر أن الوعي ليس سوى حالة مؤقتة، إذ قد تكون حالات اللاوعي أكثر شيوعًا في الحياة النفسية للإنسان.
نقد مفاهيم اللاوعي
ازدهرت الفلسفة لسنوات طويلة وهي تراقب الإنسان في حالته الواعية. لكن، تظهر الحدود التي وضعتها الفلسفات المختلفة، كالفلسفة الانفعالية عند نيتشه، والاجتماعية عند ماركس، حيث لم تتضمن تلك المحاولات الاعتراف باللاوعي كجزء مهم من الحالة النفسية. وهذا أدى إلى صدمة في الفكر الفلسفي مع اكتشاف فرويد للاوعي. صرح ريكور بأن البحث المستمر عن أسباب ودوافع اللاوعي في السلوك الإنساني يحرج الفلسفات الذاتية القائمة على فكرة الحرية، ويؤدي إلى إحراج في مفهوم الوعي الأخلاقي؛ لأن تضخيم مفهوم اللاوعي يتعارض مع الأخلاق.
أما آلان، فقد حذر من النتائج السلبية المترتبة على الاعتراف باللاوعي، مثل اللامسؤولية والعفوية في الوعي. بينما رفض سارتر إلقاء اللوم على اللاوعي في عملية الاختيار، معتبرًا أنه لا ينبغي للإنسان البحث عن أعذار لأفعاله بدعوى وجود اللاوعي. من منظور سارتر، اعتبر أن اللاوعي يعد بمثابة كذبة الذات على الذات.