تضاريس مدينة الإسكندرية

موقع مدينة الإسكندرية

تقع مدينة الإسكندرية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، في الزاوية الشمالية الغربية لدلتا نهر النيل، على بعد حوالي 183 كيلومتر (114 ميلاً) شمال غرب القاهرة. وتتميز الإسكندرية بإحداثيات جغرافية تبلغ 31.22 درجة شمالاً و29.96 درجة شرقاً، بينما تتراوح ارتفاعاتها عن سطح البحر ما بين -8 م إلى 76 م.

جغرافية الإسكندرية

تمتد مساحة الإسكندرية لتصل إلى 2818 كيلومتراً مربعاً، وتتكون تضاريسها من عدة عناصر رئيسية كما سنوضح أدناه:

ساحل الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط

يمتد الشاطئ الخاص بالإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط لحوالي 70 كيلومتراً، بدءاً من خليج أبي قير في الشرق وحتى سيدي كرير في الغرب. يشتهر هذا الساحل برماله البيضاء الناعمة وتشكيلاته الصخرية البارزة التي تصل ارتفاعها إلى 20 متراً، ويضم أيضاً العديد من الشواطئ السياحية فضلاً عن كونه أحد أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط.

مرتفعات الإسكندرية

تتمثل خاصية بارزة في الإسكندرية في وجود سلاسل صخرية متوازية بمحاذاة ساحلها، وتتكون هذه المرتفعات من كثبان رملية جيرية شبه متصلة، وتمتد على حدود الإسكندرية بطول 40 كيلومتراً وعرض يتراوح بين 1.6 و3.2 كيلومتر. تحوي المنطقة أيضاً العديد من الأودية الطويلة الغنية بالنباتات، مما يجعلها نقطة تجمع لمياه الأمطار. في الجهة الشمالية الغربية، تمتد المنطقة من الحمام إلى السلوم، مقسمة إلى قطاعين رئيسيين: القطاع الشرقي الذي يمتد حتى رأس الحكمة مع كثبان رملية جيرية بيضاء شبه متصلة، والقطاع الغربي الذي يمتد نحو الحدود المصرية الليبية، حيث يضم سهلاً ساحلياً ضيقاً وغنياً بالنباتات المتفرقة التي تساهم في توفير مراعي هامة. ومع ذلك، تتعرض معظم هذه التشكيلات الرملية للتآكل المستمر بفعل الأمواج، مع وجود صحاري شرقية وغربية التي تضيف لمسة فريدة للإسكندرية.

بحيرة مريوط

تقع بحيرة مريوط، وهي بحيرة مالحة ضحلة، في شمال مصر إلى الجنوب من مدينة الإسكندرية، حيث يهبط منسوب المياه فيها بنحو ثلاثة أمتار تحت مستوى سطح البحر. أظهرت الدراسات وجود بقايا موانئ قديمة على ضفاف البحيرة، مما يدل على أن هذه المنطقة كانت في الماضي مساراً ملاحياً مهماً للطرق الداخلية في مصر. وقد انخفضت مساحة البحيرة في المرحلة الحالية إلى أقل من 60 كيلومتراً مربعاً بسبب عمليات التجفيف الجزئي التي تمت مؤخراً، وقد تم استخدام هذه الأراضي حالياً للزراعة بفضل خصوبة التربة في المنطقة.

التضاريس البحرية في الإسكندرية

تتواجد في قاع البحر الأبيض المتوسط المقابل لمدينة الإسكندرية منحدرات وتلال مغمورة بعمق 8 أمتار. كما يُعتبر ميناء الإسكندرية من المناطق التي غمرت تحت سطح البحر بعمق يتراوح بين 5 و6.5 متر، وذلك نتيجة للتغيرات في مستويات سطح البحر والانخفاضات التكتونية التي أدت إلى غرق أجزاء من المدينة.

مناخ الإسكندرية

تتمتع الإسكندرية بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، حيث يكون الصيف جافاً وحاراً، بينما يكون الشتاء معتدلاً ورطباً مع هطول للأمطار. تتراوح درجات الحرارة في فصل الشتاء ما بين 12 و18 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة في الصيف إلى ما بين 25 و35 درجة مئوية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة. أما فصول الخريف والربيع، فتكون درجات الحرارة فيها بحدود 22 درجة مئوية.

أثر النمو السكاني على تضاريس الإسكندرية

شهد عدد سكان الإسكندرية زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وذلك يعود لدورها الاقتصادي المتنامي وجمال طبيعتها ومناخها، حيث بلغ معدل النمو السكاني 1.2% خلال الفترة ما بين 1996 و2006، ليصل عدد السكان حالياً إلى أكثر من 5 ملايين نسمة، مما جعل الإسكندرية تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بين المدن المصرية. إلا أن هذا الازدياد أسهم في التأثير سلباً على التوازن البيئي في المنطقة، نتيجة للتوسع العمراني السريع لتلبية الاحتياجات السكانية والسياحية، فضلاً عن استهلاك الموارد المائية وزيادة الملوثات التي تؤثر سلباً على مكونات البيئة.

Scroll to Top