ختان البنات: التحديات والحلول وآراء المجتمع والفقهاء،
تعتبر ظاهرة ختان الإناث أو تقليص الأعضاء التناسلية للبنات مصطلحات مختلفة بناءً على السياق اللغوي المستخدم، بينما يشير مصطلح تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية إلى.
“أي إجراء يتم فيه إزالة الأعضاء التناسلية الأنثوية بشكل جزئي أو كامل دون سبب طبي.” ورغم أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يعد طقسًا ثقافيًا أو دينيًا في أكثر من 27 دولة ومنطقة في أفريقيا، إلا أنه نادر الحدوث في مناطق أخرى مثل آسيا والشرق الأوسط.
مفهوم ختان الإناث
-
في هذا المقال، سوف نتناول قضايا ختان الإناث، بما في ذلك المشاكل والحلول المحتملة. سنركز على هذه القضية نظرًا لأهميتها الكبيرة في المجتمع العربي ودورها في إحداث أذى جسدي ونفسي.
- إنها واحدة من أكثر الظواهر قسوة، خاصة في العالم العربي.
-
تتعرض الفتيات لمجموعة متنوعة من أشكال العنف، سواءً كان ذلك عنفًا جسديًا أو نفسيًا.
- تؤدي جميع أشكال العنف هذه إلى انتهاك حقوق المرأة وتحرميها من إنسانيتها.
- يعد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من أكثر أنواع العنف شيوعًا، حيث تتعرض له الفتيات في مختلف أنحاء العالم.
شاهد أيضًا:
مشاكل وحلول ختان الإناث
-
لفهم مشاكل وحلول ختان الإناث، يجب أولاً تحليل الأسباب وراء هذه الظاهرة. تُعتبر العواقب النفسية والفسيولوجية لهذه الممارسة أمرًا بالغ الأهمية.
- سنستعرض مفهوم ختان الإناث في السياقات المختلفة في الدول العربية.
-
أوضحت منظمة الصحة العالمية أن ختان الإناث يعد عملية تشويه للأعضاء التناسلية بغرض عدم وجود أي مبرر طبي.
- علاوة على ذلك، فإن هذه العملية لا تعود بأي فوائد على صحة الفتيات، بل قد تتسبب في العديد من المشكلات الصحية.
- وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتم إجراء ختان الإناث عادة بين مرحلة الرضاعة وصولاً إلى سن 15 عامًا.
-
يمكن اعتبار ختان الإناث شكلًا من أشكال الاضطهاد للأقليات العرقية، حيث تتعرض حقوق الفتيات للانتهاك منذ نعومة أظفارهن.
- إن التأثير يتجاوز الصحة والحق في الحياة، حيث أقدمت العديد من الفتيات على إنهاء حياتهن بسبب هذه الممارسة.
كيفية إجراء ختان الإناث؟
عادةً ما تُجرى هذه العملية على الفتيات من قبل نساء ليس لديهن أي خلفية طبية، حيث تفتقر الإجراءات إلى التعقيم أو التخدير.
تتم العملية باستخدام آلات غير معقمة مثل الشفرات أو المقصات أو حتى السكاكين، وينقسم ختان الإناث إلى أربعة أنواع رئيسية، وسنوضحها في النقاط التالية:
- استئصال البظر، سواء كليًا أو جزئيًا، حيث يُعتبر البظر جزءًا حساسًا من الأعضاء التناسلية. في بعض الحالات، يتم إزالة القلفة أيضًا.
- الاستئصال الكامل أو الجزئي للبظر وكذلك الشفرين الصغيرين، وأحيانًا الشفرين الكبيرين.
- تضييق فتحة المهبل باستخدام سدادة، حيث يتم إزالة الشفرين الداخليين أو الخارجيين، وهذا قد يسبب أضرارًا جسيمة للأعضاء التناسلية.
- النوع الرابع يشير إلى إصابة الأعضاء التناسلية دون مبرر طبي.
المخاطر والمضاعفات المحتملة لختان الإناث
- الشعور بألم حاد.
- الخوف والصدمة النفسية مما يؤدي إلى الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية.
- النزيف.
- الإصابة بعدوى بكتيرية.
- تظهر تقرحات متعددة.
- الشعور بصعوبة في حبس البول.
من الممكن أن تؤدي جراحة ختان الإناث إلى مضاعفات طويلة الأمد، منها:
- زيادة احتمالية التهاب المسالك البولية، وهو شائع جداً.
- ظهور متلازمة تكيس المبايض.
- قد تؤدي بعض الحالات إلى العقم.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- حدوث مضاعفات أثناء عملية الولادة.
- تزايد خطر وفاة حديثي الولادة.
- في بعض الحالات، قد تحتاج الفتيات إلى عمليات جراحية إضافية، خاصة عند تضييق المهبل.
- الإصابة باكتئاب شديد.
المعتقدات بشأن ختان الإناث
-
يعتقد العديد من الذين يمارسون ختان الإناث أنهم يحافظون على العادات والتقاليد، فضلاً عن الممارسات الدينية.
- يرى البعض أن هذه العملية تُعد وسيلة لتربية النساء وتؤهلهن للزواج، بينما يزعم آخرون أنها وسيلة للحفاظ على النظافة الشخصية.
- إلا أن جميع هذه المعتقدات تُعتبر خاطئة تمامًا، ويُعدّ كل من يدعو إلى ذلك مضللًا.
الحكم الشرعي لختان الإناث
- تتباين الآراء حول ختان الإناث بين المذاهب الإسلامية الأربعة. ففي كل من المدرستين الشافعية والحنبلية، هناك نصوص تشير إلى وجوب الختان للنساء والرجال.
- أما وفقًا للمدارس الحنفية والمالكية، فبعض الآراء تشير إلى أن الختان سنة للرجال، في حين أن هناك آراء أخرى تؤكد وجوب ختان النساء. ويبدو أن الإمام أحمد وابن قدامة يعززان هذا الرأي، حيث يشير الإمام الشوكاني إلى أن الختان سنة لكل من الرجل والمرأة.
يُعبر هذا عن الرأي الشخصي حول الفتوى، والتي يظهر جليًا أنها لا تأخذ بعين الاعتبار المخاطر الصحية الناجمة عن ختان الإناث، سواء كانت هذه المخاطر نفسية أو جسدية أو كليهما.
ختان الإناث في الأديان السماوية
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن من سنتي وسنة الأنبياء قبلي النكاح والختان والسواك والعطر.”
- وروى الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب، عن القاسم بن بريد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله رضي الله عنه، قال: “من سنن المرسلين الاستنجاء والختان.”
- عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن الله عز وجل بعث خليلَه بالحنفية وأمره بأخذ الشارب وقص الأظافر ونزع الإبط وحلق العانة والختان.”
-
رواية الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان نقلاً عن تفسير علي بن إبراهيم عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم رَبُّهُ بكلماتٍ فأتمَّهُنَّ﴾.
- قال: “إنما ابتلاه الله بما ابتلاه في منامه من ذبح ولده إسماعيل، فأتمَّها إبراهيم وعزم عليها وسلم لأمر الله، فلما عزم قال الله تعالى له ثوابا له إلى أن قال إني جاعلك للناس إماماً.”
- ثم أنزل عليه الحنيفية، وهي عشرة أشياء خمسة منها في الرأس وخمسة منها في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحية وطم الشعر والسواك والخِلال.
- أما التي في البدن فهي حلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظافر والغسل من الجنابة والطهارة بالماء، هذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم (عليه السلام).
- ولم تُنسَخ ولن تُنسَخ إلى يوم القيامة وهو قوله: ﴿واتبع ملة إبراهيم حنيفاً﴾.
القانون وختان الإناث
أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج “التوعية” كجزء من برامج الحماية الاجتماعية الحديثة في إطار الاستثمار في الأفراد.
يهدف البرنامج إلى تغيير السلوكيات الاجتماعية السلبية التي تعيق التنمية البشرية.
تشمل هذه السلوكيات الختان وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. وأكدت وزارة الصحة أن التشويه يغضى عليه القانون عبر عدة مواد، منها:
- وفقًا للمادة 242 مكرر من قانون العقوبات، يعتبر ختان الإناث جناية.
- يجب أن يُحكم على أي قابلة أو طبيب يقوم بإجراء الختان بالسجن بين 5 إلى 7 سنوات.
- إذا أسفر ختان الفتاة عن إعاقة دائمة أو وفاة، تصل العقوبة إلى السجن 15 عامًا.
- يعاقب القانون الآباء الذين يجبرون بناتهم على الختان بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات.
يحظر الأطباء تمامًا إجراء ختان الإناث لأسباب عدة، منها:
- لا تتضمن مناهج كليات الطب إجراءات ختان الإناث.
- صدر قرار وزير الصحة رقم (271) لعام 2007 بفرض عقوبات على الأطباء الذين يمارسون تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
- أصدرت الجمعية الطبية المصرية بيانًا تحذيريًا للأطباء بعدم إجراء ختان للإناث ومحاسبتهم على المخالفات.
- القيام بختان الإناث يعرض الأطباء للمسائلة القانونية بصورة صارمة.