توت عنخ آمون
يعتبر توت عنخ آمون من أبرز فراعنة مصر القديمة في الأسرة الثامنة عشرة، حيث تعني اسمه في اللغة المصرية القديمة “الصورة الحيّة للإله آمون”. تولى توت عنخ آمون الحكم في سن مبكرة، حيث كان يبلغ من العمر تسع سنوات، ما استلزم وجود مساعدين له في الإدارة مثل حورمحب وAye، بالإضافة إلى عدد من الموظفين الحكوميين ووزراء الشمال والجنوب. يعتقد الباحثون أن توت عنخ آمون حكم مصر لفترة تتراوح بين 8 إلى 10 سنوات، ويُعرف بلقب “الفرعون الذهبي”، إذ اكتسب شهرة واسعة لم ترتبط بانتصاراته العسكرية، بل بالكنوز التي وُجدت في مقبرته والتي لم تتعرض لأي ضرر، باستثناء مسألة وفاته التي لا تزال تكتنفها الغموض.
زواج توت عنخ آمون
بعد توليه الحكم، تزوج توت عنخ آمون من أخته غير الشقيقة ابنة الملكة نفرتيتي. وكما هو متبع لدى بعض الأسر الملكية في مصر القديمة، كان زواج الملك من أخته خطوة شائعة لضمان المحافظة على نقاء الدم الملكي. كان يُعتقد أيضاً أن الملك والملكة هما تجسيد للآلهة، مما يعتبر زواج الإله من أخته أمراً طبيعياً. تشير الأدلة إلى أن حياة توت عنخ آمون مع زوجته كانت مليئة بالرفاهية والحب، وكان لهما علاقة خاصة منذ طفولتهما.
أسباب وفاة توت عنخ آمون
تعددت الآراء حول أسباب وفاة توت عنخ آمون. فقد أثارت الكسور التي وجدت في جمجته وعظمة فخذه تساؤلات حول ما إذا كانت وفاته قد نتجت عن مؤامرة أو اغتيال. إلا أن تقرير الفريق الذي قام بدراسة سبب وفاته أظهر أنه لم يكن هناك دليل على وجود جريمة، بل كانت الوفاة ناتجة عن تسمم الدم الناتج عن إصابة في الفخذ. وأشار الدكتور زاهي حواس إلى أن الفتحة الموجودة في جمجته كانت مرخصة حصراً لعملية التحنيط.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
يعود الفضل في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون إلى عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي اكتشفها في عام 1922 في وادي الملوك بالأقصر. وقد عثر فيها على نحو 5000 قطعة أثرية، كما اكتشف وجود قبو أثناء عمليات الحفر قرب نفق يؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع. استمر كارتر في أعمال الحفر حتى وصل إلى قبر توت عنخ آمون، الذي زُينت غرفته برسومات تخليدًا لرحلة الملك إلى العالم الآخر.
لم تكن عملية الوصول إلى مومياء توت عنخ آمون سهلة، حيث كانت محاطة بثلاثة توابيت ذهبية. وللخروج بأمان، اضطر كارتر إلى قطع هذه التوابيت. وعند قطعها عثر على مومياء الملك، التي كانت مُغلفة بكفن مصنوع من الذهب. وقد قام بتقسيم الكفن الذهبي لإزالة الكفن المغطي وأظهر مومياء توت عنخ آمون مزينة بجملة من الحلي والمجوهرات، بما في ذلك الخواتم والقلائد والتاج الذهبي.
كنوز توت عنخ آمون
احتوت مقبرة توت عنخ آمون على العديد من الكنوز والممتلكات الشخصية التي تعود إليه منذ طفولته وحتى وفاته، بما في ذلك بعض من ألعابه وأدوات الكتابة. ومن أبرز الكنوز التي وُجدت هي:
- قلادة إله الشمس: تُعتبر إحدى القطع النادرة التي وجدت في المقبرة، وترتبط هذه القلادة بمراسم السلطة الملكية حالياً في المتحف المصري بالقاهرة.
- بوق توت عنخ آمون: تم العثور على بوق مصنوع من الفضة، يُستخدم في المراسم العسكرية، ويعرض حالياً في المتحف المصري.
- مجموعة تماثيل للملك توت عنخ آمون: تضم المقبرة 32 تمثالاً مصنوعاً من الخشب المذهب، تمثل الملك وآلهة العالم الآخر.
- التوابيت والقناع الذهبي: يعتبر القناع الذهبي لمومياء توت عنخ آمون وجوهرة تزن 11 كغ، مزيناً بحجارة شبه كريمة، بالإضافة إلى توابين خشبية ومُغطاة بالذهب.
- مجموعة مجوهرات توت عنخ آمون: وجدت مجموعة كبيرة من المجوهرات الذهبية تشمل 143 قطعة على شكل أساور وخواتم، مزينة بأحجار شبه كريمة.
أهمية كنوز توت عنخ آمون
تتمتع كنوز توت عنخ آمون بأهمية كبيرة لأسباب عدة، منها:
- تعود هذه المجموعة إلى واحدة من أزهى فترات مصر القديمة، فترة حكم الأسرة الثامنة عشر، التي شهدت الانفتاح والتبادل الثقافي مع مناطق البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام.
- تُعتبر مجموعة كنوز توت عنخ آمون الأكثر كمالًا ونُدرة، حيث تحتوي على 358 قطعة ذهبية من بينها القناع الذهبي والتوابيت.
- تشتمل الكنوز على مجموعة من الأثاث الخاص بالملك ورموز تتعلق بمراسم دفنه، وجميعها محفوظة في مصر.
- تُسهم هذه الكنوز في إلقاء الضوء على جوانب من حياة توت عنخ آمون، كما تكشف عن شغفه بالصيد ورابطة الحب القوية مع زوجته عنخ آسن آمون.