مفهوم العفة: شرح شامل لما تعنيه العفة.

خُلق العفة

حثّ الإسلام على الاتصاف والتحلّي بالفضائل الأخلاقية، حيث تُعتبر الأخلاق الحسنة من السمات التي تُميز المسلم وتعكس مدى تمسكه بالقيم الإسلامية. ومن الأخلاق التي ينبغي على المسلمين التحلّي بها هو خُلُق العفّة، التي تعني الابتعاد عن الفواحش والرذائل، وقدرة الفرد على ضبط رغباته وشهواته. والعفّة تأتي نتيجة لابعاد النفس عن الطمع والشهوات المحرمة، فكلما كان المسلم بعيدًا عن الملذات، كلما اقترب من تقوى الله وزيادة القرب منه. لذلك، تتناول هذه المقالة مفهوم العفة وكيف يمكن للمسلم أن يتحلى بها.

تعريف العفّة

تعريف العفة لغة

جاء تعريف العفة في اللغة من الجذر “عفَّ”، فيقال: عَفَّ عن الحرام يُعِفُّ عِفَّةً وعَفَّاً وعَفَافَةً، بمعنى كفّ النفس. تؤكد المعاني على أن العفّة تعني الكف عن ما لا يَجوز ويَجمُل، بينما الاستعفاف يعني طلب العفاف.

تعريف العفة اصطلاحاً

تُعرّف العفّة في الاصطلاح بأنها حالة من السيطرة على الشهوات، تقع بين الفجور (وهو الإفراط في الشهوة) والجمود (وهو التفريط فيها). فالعفيف هو من يتبنى السلوكيات والأجراءات وفقاً للشريعة والمروءة.

كما تُعرف أيضًا بأنها ضبط النفس عن الملذات الحيوانية، وتُعتبر حالة وسطية بين الشره والتفريط.

أنواع العفة

تنقسم العفة إلى نوعين رئيسين، تبرز تميز المسلم الملتزم بأخلاق الإسلام:

  • النوع الأول: العفة عن المحارم، التي تعني الكف عن محارم المسلمين في الدم والمال والعرض. وتنقسم هذه العفة بدورها إلى نوعين: ضبط الفرج عن الحرام، والتي تتعلق بالامتناع الفعلي عن الفحشاء، وكف اللسان عن إفشاء الأعراض، مثل الغيبة والنميمة.
  • النوع الثاني: العفة عن المآثم والمعاصي، والتي تشمل الكف عن المجاهرة بالظلم، أي الامتناع عن الظلم بشكل علني، وعدم الاعتراف بالظلم في قلوبهم. بالإضافة إلى كف النفس عن الإصرار على الخيانة في الظاهر والباطن.

العفة في القرآن الكريم

تطرقت آيات القرآن الكريم إلى مفهوم العفة في عدة مواضع، منها:

  • قال الله سبحانه وتعالى: (لِلْفُقَرَاءِ … يُحسبُهُمُ الجاهلُ أغنياءَ من التَّعفُّفِ …) حيث تم بيان صفات الفقراء الذين يتصفون بالعفّة، مما يجعلهم يُظهرون الاستغناء عن الصدقات.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ …) يأمر الله المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، مما يعد جزءًا من العفة.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً …) حيث يُشدد على أهمية الصبر والابتعاد عن المحرمات في حالة عدم القدرة على الزواج.
  • قال الله سبحانه وتعالى: (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ … أَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ …) يتناول الآية مسألة عفة النساء كبار السن.
  • وتحدثت الآيات عن عفّة نبي الله يوسف عليه السلام، حيث امتنع عن الوقوع في الفحشاء على الرغم من الضغوط.

ثمرات العفّة

تجلب العفّة العديد من الفوائد والثمار، ومنها:

  • تعتبر العفة علامة من علامات الإيمان.
  • تساعد على حفظ الجوارح عن ما حرّمه الله.
  • تُكسب الإنسان شرف العفة في الدنيا والفوز بالآخرة.
  • تُعد العفّة ركنًا أساسيًا من أركان المروءة.
  • يساعد وجود العفة في مجتمع سليم من الفسق.
  • توسيع دائرة العفة يساهم في بناء مجتمع صالح.
  • يعتبر العفيف من الذين يظلهم الله في يوم القيامة.
  • تُعبر عن كمال النفس وعزتها.
  • يتمتع الشخص العفيف براحة البال والطمأنينة.
  • تُدل على وفرة العقل ونزاهة النفس.

الوسائل المُعِينة على العفة

يوجد العديد من الطرق التي يُمكن للأفراد اتباعها لتحقيق العفّة، منها:

  • التقوى في السر والعلانية.
  • الإلتجاء إلى الله بالدعاء.
  • تربية الأبناء وفق القيم الإسلامية.
  • الزواج.
  • تطبيق الحدود الشرعية في المجتمع.
  • سد الذرائع المؤدية للفساد.
Scroll to Top