المأساة
تُعتبر المأساة شكلاً من أشكال الفن الدرامي الذي نشأ في اليونان القديمة، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. يمكننا اعتبارها تعبيراً أدبياً يحمل طابعاً درامياً، حيث تُجسد المأساة الصراع الذي يواجه الشخصيات نتيجة للقوى المؤثرة من حولها، سواء كانت هذه القوى خارجية، مثل البشر أو الآلهة، أو داخلية مثل المشاعر والضمير والأهواء.
تناول أرسطو المأساة باعتبارها محاكاة لفعل أو رد فعل لموقف جاد يُعرض بطريقة درامية. إذ تتركز المأساة ضمن إطار المسرح التراجيدي، الذي يتناول موضوعاً معيناً يُثير مشاعر الحزن والتأثر لدى الجمهور. يتطلب هذا الحدث الجاد وجود شخصيات محددة تلعب أدواراً تساهم في التفاعل مع الموقف، حيث تركز المأساة على الأفعال بدلاً من الأشخاص.
خصائص المأساة
تعتمد المأساة على مجموعة من الأسس التي تميزها عن الأنواع الأخرى من الدراما. ففي أي عرض مسرحي، يجب على المرء ملاحظة بعض الميزات العامة والخاصة التي تميز العمل. من أبرز خصائص المأساة:
- معالجة القضايا الحرجة في المجتمع بجدية.
- تسليط الضوء على الصراع الوجودي بين الشخصيات.
- إثارة شعور الشفقة لدى المتلقي من خلال تطورات الأحداث.
- خلق مشاعر الخوف والحماسة حول الحدث.
- الوصول إلى حالة التطهير العاطفي.
- إنهاء العمل بنهاية حزينة، وغالباً ما تتعلق بالموت.
الملهاة
في اللغة، تعني “الملهاة” (النشيد الماجن)، وهي نوع أدبي نشأ في اليونان ويعبر عن الضحك. تعتبر الملهاة النقيض للمأساة، حيث تتناول الموضوعات الجادة بأسلوب ساخر يثير الضحك. تُقدم الملهاة على خشبة المسرح بغرض تناول قضايا المجتمع ومشكلات البشر بطريقة مضحكة، ومع ذلك فهي لا تخلو من مغزى خاص.
تهدف الملهاة إلى تقديم المشكلات من خلال عرض مجموعة من الأحداث تهدف إلى تصوير التناقضات الإنسانية، مُظهرة البشرية في لحظات ضعفها ونقصها. يهدف هذا النوع من الدراما إلى إثارة الضحك من تصرفات بعض الأفراد الذين وقعوا في أخطاء معينة، ساعية لتحقيق وعي يمكن الناس من تجنب هذه الأخطاء مستقبلاً. تعتمد الملهاة على تقديم الشخصيات بطرق تجعلها تبدو أقل وعياً من الأفراد العاديين، مما يساعد على خلق أكبر قدر من الفكاهة.
خصائص الملهاة
على الرغم من تشابه الملهاة مع المأساة في بعض العناصر مثل الشخصيات والحوار والمسرح، إلا أن لها خصائص فريدة تميزها. تعكس الملهاة تاريخاً أدبياً خاصاً بها، ومن أبرز خصائصها:
- التعامل مع القضايا الجادة بأسلوب ساخر ومضحك.
- التركيز على حماقات وأخطاء الناس.
- الوضوح وعدم الغموض.
- اختتامها بنهاية سعيدة مليئة بالفرح.