شرح حكم استخدام التمائم في الإسلام

حكم التميمة في الإسلام

حكم التميمة من القرآن

تُعتبر التميمة من القرآن هي تلك التمائم التي تحوي عددًا من الآيات القرآنية وأسماء الله -عز وجل- وصفاته. وقد اختلفت آراء العلماء حول مشروعية تعليق التميمة المحتوية على الآيات القرآنية، وفيما يلي أبرز المواقف:

  • الجمهور: ذُكر أنهم أجازوا تعليق التميمة التي تحتوي على آيات من القرآن، مستندين في ذلك إلى ما جاء في القرآن من قوله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا)، وقوله أيضًا: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ)، حيث يُعتبر القرآن مصدر بركة ودفع للشر. كما تم توجيه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (إنَّ الرُّقَى والتَّمائمَ والتِّوَلةَ شِركٌ)، على أن المقصود هنا هو التمائم التي تتضمن الشرك، وليس التمائم التي تتعلق بالقرآن. وقد أيد هذا الرأي عدد من السلف، مثل عائشة -رضي الله عنها- وعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
  • الإمام أحمد: رأى أنه لا يجوز تعليق التميمة حتى وإن كانت من القرآن. وقد أيده في ذلك عدد من الصحابة، من بينهم حذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعقبة بن عامر -رضي الله عنهم-. وقد استندوا إلى أربعة أوجه تدعم حرمة تعليق التمائم، حتى لو كانت من القرآن:
    • أولًا: لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تعليق التمائم من القرآن يساهم في دفع الضر والشر.
    • ثانيًا: الأحاديث التي تؤكد حرمة التمائم، مثل الحديث السابق الذكر، تُظهر أن النهي عام، ولم يرد ما يخصص هذا النهي.
    • ثالثًا: من باب سد الذرائع، فإن تعليق التمائم التي تحتوي على القرآن قد يؤدي إلى تعليق تمائم تحتوي على شرك.
    • رابعًا: لأن تعليق التمائم من القرآن يعرضها للإهانة، خاصةً في حالات قضاء الحاجة.

حكم التميمة من غير القرآن

يُعتبر تعليق التمائم غير القرآنية، مثل الطلاسم، العظام، الودع، أو شعر الذئب، أمرًا محرمًا، ويُعد تشبهًا بعادات الجاهلية. إذا كان الاعتقاد في نفعها ودفعها للضر والسوء دون الرجوع إلى الله -عز وجل-، فإن ذلك يُعتبر شركًا أكبر. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الرُّقَى والتَّمائمَ والتِّوَلةَ شِركٌ). بينما إذا كان الاعتقاد في كونها سببًا للحفظ من العين والشر، فإنه يُعتبر شركًا أصغر.

Scroll to Top