مقدمة حول مجلس التعاون الخليجي
يعتبر مجلس التعاون الخليجي من المنظمات الإقليمية البارزة التي تضم الدول العربية المطلة على الخليج العربي، ويضم حالياً ست دول تتمتع بعضوية كاملة هي: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والكويت، والبحرين، وقطر.
تتمتع كل من العراق واليمن بعضوية جزئية في عدد من اللجان التابعة للمجلس، مثل اللجان الرياضية والثقافية. على الرغم من أن العراق يطل على الخليج العربي، إلا أنه لم ينضم إلى المجلس خلال فترة حكم صدام حسين. بينما يمثل اليمن الامتداد الطبيعي والاستراتيجي لدول المجلس، ومن المتوقع أن يحصل البلدان على عضوية كاملة في المستقبل.
أسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي
جاءت فكرة إنشاء منظمة تجمع دول الخليج في عام 1976م، عندما قام الشيخ جابر الصباح أمير الكويت بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أجرى مباحثات مع الشيخ زايد آل نهيان بشأن هذه المسألة. جاءت هذه المبادرة في وقت كان فيه الخليج العربي بحاجة إلى تعزيز التعاون بعد خروج بريطانيا من المنطقة، وتمت إعادة طرح الفكرة في قمة جامعة الدول العربية عام 1980م في الأردن.
إطلاق مجلس التعاون الخليجي
اجتمعت الدول الست التي تشكل المجلس في مايو 1981م في أبوظبي لمناقشة إنشاء المجلس، وأسفر الاجتماع عن صيغة شاملة تهدف إلى تعزيز الوحدة بين الدول الأعضاء، من خلال تحقيق التكامل والترابط عبر مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة السياسية والشعبية.
أكدت ديباجة النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي على الروابط الخاصة التي تجمع بين الدول الأعضاء، والخصائص المشتركة في الأنظمة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى الأهداف الوحدوية التي تخدم المصالح العليا للأمة العربية.
نظام مجلس التعاون الخليجي
يتضمن نظام مجلس التعاون الخليجي مجموعة من التفاصيل الأساسية، منها:
المجلس الأعلى
يرأس مجلس التعاون الخليجي عدد من المجالس، يتقدمها المجلس الأعلى، الذي يضم رؤساء الدول الأعضاء ويشكّل السلطة العليا في المجلس. تتناوب الرئاسة بين الأعضاء وفقاً للترتيب الأبجدي للدول، ويتعقد الاجتماعات بشكل دوري سنويًا مع إمكانية عقد اجتماعات طارئة بدعوة من إحدى الدول الأعضاء بدعم دولة أخرى. تُصدر قرارات المجلس بالإجماع بعد تصويت الدول الأعضاء الحاضرة، على أن تكون نسبة الحضور تفوق الثلثين لتكون القرارات صالحة.
المجلس الوزاري
يتكون هذا المجلس من وزراء خارجية الدول الأعضاء أو من ينوب عنهم، ويعقد دوراته الاعتيادية كل ثلاثة أشهر، مع إمكانية انعقاد اجتماعات استثنائية بناءً على دعوة إحدى الدول. يختص المجلس باقتراح ومتابعة السياسات والتوصيات التي تسهم في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتحال القرارات التي يتخذها إلى المجلس الأعلى كتوصيات للموافقة عليها، كما يختص بإعداد جدول أعمال اجتماعات المجلس الأعلى وتجهيز الأوضاع لعقدها.
الأمانة العامة
تتولى الأمانة العامة إعداد التقارير الدورية حول أعمال المجلس وتنفيذ القرارات، بالإضافة إلى إعداد الدراسات التي تطلبها المجلس الأعلى أو المجلس الوزاري. تتكون الأمانة العامة من الأمين العام الذي يعينه المجلس الأعلى لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، إلى جانب خمسة أمناء مساعدين لشؤون السياسة، والاقتصاد، والأمن، والبيئة، بالإضافة إلى ممثل لبعثة مجلس التعاون الخليجي في بروكسل.