الإمام البيضاوي: تعريف شامل
اسم الإمام ومولده
هو الإمام قاضي القضاة عبد الله بن عمر بن محمد بن علي، المعروف بأبي الخير، ناصر الدين البيضاوي. وُلِد الإمام البيضاوي – رحمه الله – في بلدة البيضاء، التي تعد تابعة لمدينة شيراز في بلاد الفرس. وقد أُطلق عليه عدة ألقاب، منها البيضاوي نسبةً إلى مسقط رأسه، وكذلك الشيرازي نسبةً إلى مدينة شيراز.
أما تاريخ ميلاده، فلم يُشِر الكثير من المؤرخين إلى هذا الجانب، وقد يُعزى ذلك إلى الحروب التي كانت تعصف بالمنطقة في تلك الفترة. ومع ذلك، قام بعض الباحثين بالدراسة والتحليل، وأسفرت نتيجة جهودهم عن أنه وُلِد في بداية القرن السابع هجرياً أو قبله بقليل.
نشأته ورحلاته
نشأ الإمام البيضاوي -رحمه الله- في بلدة البيضاء، ومن ثم انتقل إلى مدينة شيراز التي كانت تُعتبر في ذلك الوقت عاصمة بلاد الفرس. وكانت شيراز ملاذاً للأدباء والعلماء الذين فروا من المغول. ومنذ صغره، انغمس الإمام في دراسة علوم الأدب، واللغة العربية، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من العلوم الأخرى.
بالنسبة لرحلات الإمام البيضاوي -رحمه الله-، فإن رحلته الأولى كانت من البيضاء إلى شيراز، حيث أمضى معظم حياته وتلقى فيها تعليمه، وتقلد أيضاً فيها منصب قاضي القضاة. ولم يكن هناك ضرورة للسفر خارج المدينة، نظراً لوفرة العلماء والأدباء فيها.
بعد فترة، انتقل الإمام إلى مدينة تبريز بعد تركه للقضاء في شيراز. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المصادر التاريخية لم تُوثق أي معلومات عن حياته الأسرية للإمام البيضاوي.
المكانة العلمية للإمام
حظي الإمام بمكانة علمية مرموقة بين العلماء وطلاب العلم على حد سواء، سواء في عصره أو في الوقت الحاضر. إذ يُعتبر من أبرز العلماء في مجالات التفسير وأصول الفقه، حيث تتلمذ وفقاً لمذهب الإمام الشافعي -رحمه الله-. كما أن والده وجده كانا أيضاً من العلماء في هذا المذهب.
تخرج على يديه عدد كبير من الطلبة في المذهب الشافعي، واهتم العلماء بكتبه، وخاصةً كتاب “أنوار التنزيل وأسرار التأويل”، و”كتاب الغاية القصوى في دراية الفتوى”، و”كتاب منهاج الوصول في معرفة الأصول”، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الأخرى التي نالت قبولاً واسعاً بين العلماء.
أعماله ومؤلفاته
للإمام البيضاوي -رحمه الله- العديد من المؤلفات التي حازت اهتمام العلماء وأصبحت تُدرّس في الجامعات والمعاهد الإسلامية. تُعد هذه المؤلفات مصادر أساسية لا غنى عنها لطلاب العلم في أبحاثهم ودراساتهم. من أبرز مؤلفاته:
- كتاب “أنوار التنزيل وأسرار التأويل”، الذي يعتبره البعض مختصراً لكتاب الكشاف.
- كتاب “الغاية القصوى في دراية الفتوى”.
- كتاب “منهاج الوصول في معرفة الأصول”.
- كتاب “نظام التواريخ”، الذي كتبه باللغة الفارسية.
- كتاب “مطالع الأنوار”، الذي يتناول أصول الدين والتوحيد.
- كتاب “شرح المحصول في أصول الفقه” للرازي.
- كتاب “مرصاد الأفهام إلى مبادئ الأحكام”، الذي يُعد شرحاً لمختصر المنتهى لابن الحاجب.
- كتاب “شرح المطالع” في علم المنطق.
- كتاب “الإيضاح” في أصول الدين.
- كتاب “شرح الكافية” لابن حاجب في النحو.
- كتاب “لب اللباب في علم الإعراب”.
- رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها، وهي مخطوط.
- كتاب “شرح التنبيه” المكون من أربع مجلدات.
- كتاب “تهذيب الأخلاق” الذي يتناول موضوع التصوف.
- كتاب “الغاية القصوى في دراية الفتوى” وهو مخطوط في الفقه الشافعي.
- كتاب “تحفة الأبرار” أو “شرح المصابيح”، الذي يُفسر فيه كتاب “مصابيح السنة” للبغوي.
وفاة الإمام البيضاوي
توفي الإمام البيضاوي -رحمه الله- في مدينة تبريز، حيث يُعتقد أن وفاته كانت بين عامي 685هـ و691هـ. وقد ذكر بعض العلماء أن الشهاب الخفاجي أشار في حاشية التفسير إلى أنه توفي عام 719هـ، ولكن العديد من العلماء يعتبرون هذا القول غير موثوق.