تعريف الفتنة وأشكالها المختلفة

تعريف الفتنة وأنواعها

الفتنة في اللغة تُشتق من المصدر فَتَنَ، وجمعها فتَنات وفِتَن. يُقال إن الفتنة تعني الاختبار بالنار، كما تشير أيضًا إلى الابتلاء. حين نقول فتنة الدنيا، نعني بها الابتلاءات التي نواجهها فيها، ويُشار إلى الفتنتين الرئيسيتين وهما المال والولد. كما أن الفتنة، مع ضم الفاء، تشير إلى نوع من شجر السَّنط وزهوره صفراء اللون.

في الاصطلاح، تُعرف الفتنة بأنها الحالة التي تُظهر طبيعة الإنسان بين الخير والشر. فبعض العلماء يصفونها بأنها البلية، كونها تعكس ما في باطن الأمور. كما تُعتبر الفتنة امتحانًا أو اختبارًا قد يُعرض الإنسان للأذى الفكري أو المالي أو يجعل الحق متدنيًا.

معاني الفتنة في القرآن الكريم

تكررت كلمة الفتنة في القرآن الكريم، وقد وردت معانيها في عدة آيات، منها ما يلي:

  • قال -تعالى-: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)، حيث تُعبر هذه الآية عن الابتلاء والاختبار في الحياة الدنيا.
  • قال -تعالى-: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك)، أي يجب على الإنسان أن يتوخى الحذر من الذين يحاولون إبعاده عن المسار الصحيح الذي أنزله الله.
  • قال -تعالى-: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، وبهذا تشير الآية إلى الفتنة كعذاب.
  • قال -تعالى-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ)، بمعنى إلغاء الكفر والشرك.
  • قال -تعالى-: (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)، في هذا النص تُشير الآية إلى أن الفتنة تحدث نتيجة ارتكاب المعاصي.
  • قال -تعالى-: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات)، أي الذين أضروا بالمؤمنين والمومنات.
  • قال -تعالى-: (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا)، وفي هذه الحالة تُربط الفتنة بالقتال.
  • قال -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وهنا تأتي الفتنة إيذاناً بالقتل.

أنواع الفتن

تنقسم الفتن إلى نوعين، حيث يمكن أن يجمع الشخص بينهما أو يكون لديه نوع واحد فقط، وهما كالتالي:

  • فتنة الشبهات

تنبع فتنة الشبهات من ضعف بصيرة الفرد وقلة معرفته، خاصة عندما يكون هناك فساد في النية ورغبات شخصية. هذه الفتنة تنتهي إلى الكفر والنفاق وتخصص لأهل النفاق وأصحاب البدع، بناءً على مراتب بدعهم. تنشأ هذه الفتنة أحيانًا من فهم خاطئ أو معلومات كاذبة. لذا، فإن السبيل الوحيد للنجاة منها هو اتباع أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع جوانب الدين.

  • فتنة الشهوات

يُجمع الله -سبحانه وتعالى- بين الفتنتين في قوله: (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتم كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ). هنا يشير المقصود إلى استمتاع الإنسان بما رزقه الله من ملذات الحياة.

أما الخلاق فيعني الحصص التي قُدرت من الله -تعالى-، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَخُضْتم كَالَّذِي خَاضُوا)، وهنا يعني أن الخوض بالمعلومات الباطلة والشبهات يؤدي إلى فساد القلب والتلذذ بالملذات الدنيا.

Scroll to Top