تطبيقات المنهج التجريبي
يتم تطبيق المنهج التجريبي بطرق متعددة حسب الأساليب المتوفرة للباحثين، ويمكن تصنيفه على النحو التالي:
تنفيذ التجارب العملية
تتميز التجارب العملية بقدرتها على التحكم في المتغيرات التي تخص المشاركين، مما يسهل من عملية تكرار هذه التجارب من قبل باحثين آخرين.
تنفيذ التجارب الميدانية
تُجرى تجارب معينة بغرض دراسة كيفية استجابة الأفراد لأفعال معينة. على سبيل المثال، قد يقوم عالم نفس اجتماعي بدراسة سلوك الأشخاص تجاه موقف محدد عبر جعل أحدهم يتظاهر بالإغماء، وذلك لتحليل سلوك الحاضرين وكيفية ردود أفعالهم تجاه هذا الحدث.
تنفيذ البحث التجريبي العلمي
يعتمد العلماء التجريبيون على المنهج العلمي لجمع البيانات وإجراء الأبحاث بهدف الوصول إلى إجابة لجوانب معقدة في الأسئلة البحثية. وقد يتم ذلك من خلال الجامعات، مراكز الأبحاث، والهيئات الحكومية، من خلال أخذ عينة من الناس وتطبيق التجارب عليهم.
تساهم هذه المنهجية في تحسين مجالات مختلفة مثل التعليم، بيئة العمل، برامج علاج مدمني المخدرات، وتعزيز النمو الصحي للأطفال. يُلاحظ أن الطريقة العلمية تتكون من عدة إجراءات ومبادئ، تتضمن أربع خطوات أساسية كما يلي:
- تشكيل فرضية.
- تصميم الدراسة وجمع البيانات.
- تحليل البيانات واستخلاص الاستنتاجات المتعلقة بالفرضية.
- الوصول إلى النتائج.
يعتبر البحث التجريبي من الأساليب العلمية الأساسية في جمع البيانات، حيث يمكن من خلاله معالجة المتغير المستقل. يهتم الباحثون بتطبيق الأساليب التجريبية لدراسة السلوك البشري عبر التجارب للوصول إلى إجابات أو اختبار فرضيات معينة.
تجربة والتر ميشيل
تتم التجارب بشكل عام من قبل الباحثين بهدف فحص سلوك فرد أو مجموعة من الأفراد، حيث يتم جمع بيانات ذات صلة بسؤال محدد أو فرضية معينة، كما يتم تجميع معلومات تفصيلية عن الخلفية الاجتماعية والتعليمية والمهنية والتاريخ العائلي للفرد.
تعتبر تجربة والتر ميشيل التي أجريت في جامعة ستانفورد خلال السبعينات من أهم الدراسات في هذا المجال، وقد سعت لدراسة سلوك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات عند تقديم الحلويات، مع التركيز على قوة إرادتهم كمتغير مستقل.
التحضير للتجربة
تم تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات، تم تسمية المجموعات A، B، و C، وأجريت ثلاث تجارب مختلفة على تلك المجموعات كما يلي:
- التجربة الأولى
تم عرض مكافأة من الحلويات المفضلة للأطفال مقابل انتظارهم لمدة 15 دقيقة قبل الحصول عليها، لاختبار صبرهم وقدرتهم على التحمل، وتم وضع الطبق أمامهم.
- التجربة الثانية
طُلب من المجموعة A التفكير في أشياء ممتعة، بينما طُلب من المجموعة B التفكير في أمور محزنة، والمجموعة C تم طلب منها التركيز على الحلويات، وذلك أيضًا على مدار 15 دقيقة.
- التجربة الثالثة
تم إخفاء الحلويات عن أعين الأطفال، لكن لم تُعطَ أي من المجموعات الثلاث تعليمات للتفكير بأي شيء خلال فترة الانتظار التي استمرت 15 دقيقة.
نتائج التجربة
أظهرت نتائج التجربة أن الأطفال الذين كانوا يتأملون في وعاء الحلويات لم يتمكنوا من التفكير في أي شيء سوى الحلوى، وسرعان ما استسلموا للتحدي وقاموا بتناول الحلويات.
بينما عندما طُلب من الأطفال التفكير في مواضيع معينة، كان الذين يتفكرون في الأمور السعيدة أكثر قدرة على التحمل لفترة أطول من أولئك الذين فكروا في أمور حزينة أو من أولئك الذين كانوا متحمسين للحصول على المكافأة. في حالة إخفاء المكافأة، أبدى الأطفال استعداداً أكبر للانتظار للحصول على ما كان مخبأً.
استنتج العلماء أن الأطفال تمكنوا من التحمل بشكل أكبر عندما تم تحويل تركيزهم بعيدًا عن الحلوى وأن التفكير في شيء إيجابي أثناء الانتظار كان له تأثير أكبر بالمقارنة مع التفكير في ذكريات أو أفكار سلبية.
تعريف علم النفس التجريبي
يُعتبر علم النفس التجريبي أحد فروع علم النفس التي تتعلق بدراسة سلوك الإنسان وتجاربه وتحليل شخصيته. يركز علماء النفس التجريبيون على دراسة مجموعة متنوعة من السلوكيات البشرية، بما في ذلك سلوك الحيوان.
يقوم الباحثون التجريبيون بتحديد المتغيرات الأساسية ومعالجتها، وجمع البيانات حول العوامل المسببة لتغيير السلوك البشري، بالإضافة إلى التحكم في المؤثرات الخارجية لتقليل تأثيراتها السلبية على الأفراد، مع التركيز على إدراكهم تجاه هذه المؤثرات وعواطفهم وانتباههم وذاكرتهم.
المصطلحات الأساسية في المنهج التجريبي في علم النفس
إليكم أبرز المصطلحات المستخدمة في المنهج التجريبي في علم النفس:
المتغير المستقل
هو العلاج الذي يقوم الباحث بتغييره بهدف التأثير على سلوك معين، وكيف يؤثر هذا المتغير على متغير آخر. على سبيل المثال، إذا كان الباحث يدرس كيفية تأثير النوم على التحصيل العلمي، سيكون مقدار النوم الذي يحصل عليه الفرد هو المتغير المستقل.
المتغير التابع
هو المتغير الذي يتم اختباره وقياسه من قبل الباحث، وبما أن مثالنا السابق يتعلق بالتأثير على النتائج، فإن درجات الاختبار ستكون هي المتغير التابع، ويتعلق المتغير المستقل والتابع ارتباطًا وثيقًا.
التعريفات التشغيلية
تُعتبر هذه التعريفات من أهم الخطوات التي يقوم بها الباحث، وهي خطوة ضرورية لإجراء التجربة.
الفرضية
تمثل الفرضية تخمينات مؤقتة حول العلاقة المحتملة بين متغيرين أو أكثر. وفقًا لمثالنا السابق، قد يفترض الباحث أن الأفراد الذين يحصلون على كمية أكبر من النوم سيؤدون بشكل أفضل في اختبار الرياضيات في اليوم التالي، والغرض من التجربة هو إما إثبات هذا الافتراض أو دحضه.