تعريف الشعر الوطني
يُعرف الشعر الوطني بأنه نوع معاصر من الشعر العربي، حيث تتركز موضوعاته حول الوطن. يمجد الشاعر بلاده من خلال إبراز جمالها وعظمتها، وفي الوقت ذاته، يُعبر عن حزنه لمآسيها، ويخلد ذكرى أبطالها، ويكشف عن أعدائها. ويتجاوز هذا النوع من الشعر مجرد الروابط الجغرافية، ليعبر عن روابط روحية ووجدانية. حتى أن القارئ قد ينخدع فيعتقد للوهلة الأولى أن القصيدة تتناول مواضيع عاطفية.
تعتبر القيم الإنسانية أساسًا محوريًا من مضامين الشعر الوطني، حيث تتجلى هذه القيم من خلال المطالبة بالحرية والاستقلال، والدفاع عن الوطن، ورفض الذل والخنوع. من المؤكد أن هذه الموضوعات تُلهب حماس المواطنين، وخصوصًا الشباب، وسنتناول في هذا المقال التفاصيل المتعلقة بذلك.
أهمية الشعر الوطني في تحفيز الهمم
- تعري مظاهر الفساد وكشف جرائم المستعمر، مما ينبه الحماسة في قلوب الشباب للمطالبة بالحرية والاستقلال ودحر أعداء الوطن.
- دفع المواطنين للوقوف دفاعًا عن الوطن، والتضحية بكل ما هو غالٍ، بما في ذلك المال والروح والأسرة، حيث إن الوطن يُعتبر أغلى مما يُقدم له.
- تشكيل وجدان الشعب وتوجيه موقفه العاطفي تجاه الأحداث السياسية الراهنة.
- إيقاظ الضمير الداخلي الذي يكمن في كل إنسان.
- زيادة ثقة الشعب بنفسه فيما يخص قدرته على إحداث التغيير والإصلاح لتحقيق حياة كريمة.
- توجيه طاقات الشباب نحو الجهاد والمقاومة بعيدًا عن الاستسلام والرضا بالواقع المؤلم.
أعلام الشعر الوطني
- في مصر: محمود سامي البارودي، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، محمد عبد المطلب، فاروق جويدة، وأمل دنقل.
- في تونس: أبو القاسم الشابي.
- في العراق: نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور.
- في فلسطين: محمود درويش، وفدوى طوقان.
- في سوريا: نزار قباني.
نماذج من الشعر الوطني
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَةَ فِي لُجِّ
الهوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ.
شِرْعَتي حُبُّكِ العَـمِيقُ وإنِّي
قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ.
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو متُّ
وقامتْ على شبابي المناحَة.
لا أبـــالي وإنْ أُريقتْ دِمائي
فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْمًا مُبَاحَــهْ.