تعبير كتابي عن الأم للطلاب في المرحلة الابتدائية

المقدمة: الأم مصدر الأمان والسكينة

تتجلى في ذهني ذكريات الطفولة، حيث كانت والدتي تهزّ سريري برفق ليس للتخلص من صراخي، بل لتساعدني على النوم في اللحظات التي كنت أحتاج فيها إلى الحنان، سواء بسبب بكائي المستمر أو بعد إصابتي بمرض شديد. على الرغم من أنني لا أتذكر ما كانت تغنيه، فإن هذه الصورة تجسد ما حكته لي جدتي وخالاتي، اللواتي يمثلن امتداداً لدفء والدتي العزيزة. لقد اعتدن على حملّي وتخفيف سكرات النوم عني بينما كانت والدتي مشغولة بكثير من هموم الحياة، التي لا تنتهي. كان حضن جدتي يوفر لي الشعور بالأمان، فهي تحبني بنفس القدر الذي تحبني به والدتي، فالأُسر تمتد بحبها عبر الأجيال.

العرض: والدتي هي قدوتي وإلهامي

لقد كانت شهور حملك بي طويلة وصعبة، مليئة بالآلام والغثيان كل صباح. جاء وقت المخاض، وجلست تنتظرين عودة والدي بفارغ الصبر، بينما كان إخوتي يراقبون وجهك المتغير بقلق، فقد كانوا صغارًا لا يدركون معاناة الحمل. لكنه في تلك اللحظة، علمتهم درساً عن الصبر وقوة التحمل، فرغم الألم، كنت تبتسمين وتحضنينهم لتتركينهم مع جدتي حتى تعودي سالمة. كنت ترينهم في عيونك كمصدر للفرح، وعدت إليهم محملة بابتسامة جميلة وطفلة صغيرة بين يديك.

أعرف أنك تزوجت في سن صغيرة، وكان كل ما تشعرين به هو جمال الفستان الأبيض دون أن تدركي عن الأعباء الحياتية شيئاً. كان تحملك لي مرهقاً، فقد كان جسدك النحيل يعاني من ضغوط الحياة اليومية، من مسؤوليات وواجبات، حيث كنت تقفين لساعات لتحضير ما يلزم لإطعامنا. لا أنسى عندما أحضر والدي التلفاز، كيف كنا نلعب حوله بفرح وسعادة.

بعد أسبوع من ولادتي، أمر الطبيب والدتي باتباع تعليمات لتحسين وزني الضعيف، حيث وُلدت نحيلة بشكل مثير للقلق. عاينني الطبيب وأبدى مخاوفه حول حالتي، مما أدى إلى ارتباك والدتي. لكن قوة حبها وإرادتها لم تفترقا، حيث تحملت المسؤولية من جديد وواجهت التحديات بصلابة. عادت إلى منزلنا بوجه يحمل ابتسامة بالرغم من المعاناة التي تخفيها.

انتظرنا بفارغ الصبر دورها لترتاح، بينما اجتمع إخوتي حول والدنا متسائلين عن حالتها. كان أبي يتحدث بأسى حول حالتي، مشيراً إلى أنني بحاجة لرعاية خاصة. رغم الصدمة، كان واضحاً كم كانت والدتي قوية وصامدة أمامنا، مظهرة حبها لنا دون خوف. لم تتوقف العائلة عن الدعاء، بقلوب مملؤة بالأمل.

دخلنا مرحلة الفحوصات مع الطبيب، وعند انتهائه، طمأن والدتي بأنني تخطيت مرحلة الخطر، وأخبرها بأنه يمكنها الاطمئنان عليّ، ما جلب لها فرحة كبيرة بعد أيام من القلق.

كبرنا في كنف والدتي، ورغم كل الصعوبات التي واجهتنا، جاء المرض ليسرق والدنا. استقبلت والدتي الخبر بصبر وثبات، حيث تحملت أعباء إضافية بمفردها، وأصبحت الأم والأب في آن واحد. كانت صديقتنا القريبة، تتابع دراستنا وتجعلنا نحتفل بالأعياد رغم الظروف الصعبة.

الخاتمة: كيف يمكنني شكركِ يا أمي؟

لا أستطيع أن أعبر عن شكري لك يا أمي، فأنتِ الأفضل في التضحية والصبر. هل تكفي الكلمات للتعبير عما قدمته لنا من حب وسند؟ أحبكِ كثيراً، ولا أملك سوى الدعاء لك بأن يحفظكِ الله ويوفر لك كل السعادة ويجعل لك جزاءً عظيماً في الآخرة؛ فقد كبرنا لكن قلوبنا لا تزال بحاجة إليك.

قد تجد اهتماماً في مواضيع تعبير مماثلة: تعبير عن الأم.

Scroll to Top