تعريف مفهوم الشرك في الإسلام

تعريف الشرك من الناحية اللغوية

الشرك في اللغة يعني اتخاذ شريك أو نِد، وهذا يشير إلى جعل شخص ما شريكاً لشخص آخر، سواء كان هذا الشخص إنساناً أو شيئاً آخر. ويُستخدم مصطلح الشركة للدلالة على مبدأ تشارك مجموعة من الأفراد في ملكية عقار أو مؤسسة معينة. يُقال أيضاً: أشرك بينهما إذا جعلهم اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل الأمر مشتركا بينهما.

تعريف الشرك اصطلاحاً

أما الشرك اصطلاحاً، فيعني اتخاذ شريك أو نِد مع الله سبحانه وتعالى في صفاته كرب خالق مُتصرّف في الكون والخلق، أو في العبادة حين يُعبد شخص أو شيء آخر مع الله، بما في ذلك الأسماء والصفات. كما يتضمن هذا الاعتقاد أن يمنح المرء صفات لله أو أسماءً لمخلوقات أخرى، كما فعل بعض أهل الأديان السماوية كاليهود والنصارى.

أنواع الشرك

ينقسم الشرك إلى نوعين رئيسيين، وهما الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وكل نوع من هذه الأنواع يتفرع إلى فئات متعددة تتعلق بشدة وطبيعة الشرك. وفيما يلي توضيح لكل نوع:

الشرك الأكبر

يُعتبر الشرك الأكبر من أخطر أنواع الشرك لأنه قد يؤدي بالإنسان إلى العذاب في الآخرة. يُقسم هذا النوع إلى عدة فئات بناءً على طبيعته، وسنوضح ذلك كما يلي:

الشرك في الربوبية

يتعلق هذا النوع بافتراض وجود شريك لله تعالى يُدبر الكون من خلق وإيجاد، كما فعل فرعون الذي زعم أنه الرب. جاء ذلك في قوله تعالى: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)، وكانت نهايته دليلاً على بطلان ادعاءاته، حيث عجز عن إنقاذ نفسه من الغرق. فمن يستحيل عليه إنقاذ نفسه، كيف يُعتبر رباً مُدبراً للكون؟

الشرك في الألوهية

يتعلق هذا النوع بصرف عبادة ما أو جزء منها لغير الله تعالى، مما يتضمن عبادة الأصنام والتوسل بالأموات. يجب على المؤمن أن يُعزز إيمانه بتوجيه جميع عبادته لله عز وجل، ويدرك أن الله لا يحتاج إلى وسطاء بينه وبين عباده، كما ورد في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).

الشرك في الأسماء والصفات

يشير إلى الاعتقاد بأن هناك مخلوقاً يُشابه الله تعالى في صفاته أو أن أحداً من الناس يعلم الغيب كما يعلم الله. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الأنواع في حديثٍ حيث سُئل عن أعظم الذنوب فكان جوابه: (أن تَجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَ).

الشرك الأصغر

يعتبر الشرك الأصغر أقل خطورة من الشرك الأكبر، حيث يطبع الشخص بالذنب لكنه لا يخرجه من دائرة الملّة. وقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا). إذا تاب العبد قبل موته، فإن الله سبحانه قد يغفر له، ولكن إذا مات غير تائب فقد يُحاسب على قدر ذنبه.

وتتضمن أمثلة الشرك الأصغر ما يلي:

الحلف بغير الله

بعض المسلمين قد يحلفون بغير الله دون قصد لإعطائه قيمة أو مكانة، وهذا قد يُعتبر شركاً أدنى. على سبيل المثال، قول الشخص: “ما شاء الله وشئت”، حيث وُصِف أنه من الشرك.

الرياء

ويعني أن يقوم الشخص بأفعاله الدينية لغرض مادي، مثل طلب مكانة اجتماعية أو وظيفة. وقد نُهي عنه في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

تناولت المقالة مفهوم الشرك من جوانبه اللغوية والاصطلاحية، كما استعرضت أنواع الشرك الأكبر والأصغر، والتي من الضروري أن يتعلمها المسلمون لفهم عقيدتهم وتجنب الشرك بكافة أنواعه، لضمان توحيد خالص لله تعالى.

Scroll to Top