تشير العديد من البراهين والأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية إلى وحدانية الله، بما في ذلك الإيمان بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله. إن القرآن الكريم يحتوي على كافة الأدلة التي توفر الحلول للعديد من التحديات. سنستعرض في هذا المقال دلائل وحدانية الله عبر موقع مقال maqall.net.
أدلة عقلية على الوحدانية
- هناك العديد من الأدلة التي تؤكد هذه الحقيقة. عند تأملنا في الكون من حولنا، نجد أن النظام الكوني، كالشمس والقمر، وكل ما يحيط بنا، هو من خلق الله – سبحانه وتعالى -. يدرك المسلمون والمؤمنون هذه الحقيقة جلياً.
- إن من المنطقي القول إن هذه الظواهر لم تكن نتيجة للصدفة، بل لكل شيء في الكون مقدار معين وقوانين تحكمه، كما قال الله – تعالي -: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ…).
- وإذا استعرضنا هذه الآية، سوف ندرك أن الكون له خالق واحد يتحكم فيه وهو الله – سبحانه وتعالى -.
- عند استفسار أحد الكافرين عن من خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، سيبدي إنكاره لوجود الله، في حين أن المؤمنين يوقنون بذلك.
- وإذا طرحنا سؤالًا آخر: من الذي يدير شؤون حياتك ومن خلقك في هذا العالم؟ سيجيب الكافر بأنه لا يعرف، لكنه ينكر وجود الله، وهذا ما أعد الله له من عذاب أليم.
- وقعت مناقشة بين طالب جامعي لا يؤمن بوجود الله وأستاذ مسلم يؤمن بأنه موجود في كل زمان ومكان. سأل الطالب: ما الدليل على وجود الله؟ أجاب الأستاذ: إذا دخلت محلاً ورأيت لوحات ورسومات، ماذا تستنتج عن ذلك؟
- فرد الطالب بأنه يجب أن يكون هناك رسام. فقال الأستاذ: حسنًا، انظر حولك، في الكون الذي تعيش فيه، ماذا يمكن أن نستخلص؟ والخلاصة هي أن هناك خالقًا للكون وهو الله – سبحانه وتعالى -.
- فوجئ الطالب من رد أستاذه وغادر متسائلاً: كيف لم أدرك أن الله موجود؟
- لقد أرسل الله الأنبياء والرسل للناس ليؤمنوا به وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأنزل القرآن الكريم الذي يشتمل على العديد من الأدلة التي تثبت وحدانية الله ووجود خالق للكون لا شريك له. سنعرض بعضًا من هذه الأدلة.
دلائل وحدانية الله من القرآن الكريم
- من بين الأدلة البارزة في القرآن الكريم على وحدانية الله هي المحادثة بين موسى وفرعون. قال الله – تعالى -: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ).
- ومن الأدلة الكلامية قول أمير المؤمنين علي – عليه السلام -: (واعلم يا بُنيَّ أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يُضادُّه في ملكه أحد، ولا يزول أبداً، ولم يزل).
- وقال الله – تعالى -: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
- (لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض. من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم).
- من يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه، إنه لا يفلح الكافرون.
- (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، فسبحان الله رب العرش عما يصفون). (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور).
- (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم…).
- (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين…).
- (أفرأيتم اللات والعزى* ومنات الثالثة الأخرى* ألكم الذكر وله الأنثى* تلك إذاً قسمة ضيزى…).
- أنزل الله القرآن الكريم الذي يحتوي على كل شيء وهو الكتاب الذي لا يوجد به أخطاء، قال الله – تعالى -: (ذلك الكتاب لا ريب فيه).
- لقد بعث الله الرسل والأنبياء هدىً للناس، لكن أكثرهم لم يصدقوا. وكان الناس منذ العصور القديمة يتخذون آلهة وأصنامًا من صنع أيديهم ويعبدونها، ويتجاهلون كيف يُمكن للإنسان أن يصنع آلهة.
دليل الشرع على الوحدانية
- كل حدث في هذا الكون يحمل حكمة يعلمها الله – سبحانه وتعالى -، وقد أرسل الله الرسل للناس ليدلّوهم على الطريق الصحيح للدخول في الدين الإسلامي والإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والابتعاد عن الشهوات والملذات التي لا تجلب لهم نفعًا.
- قال الله – تعالى -: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). ما معنى الطاغوت؟ يعني كل معبود غير الله، كالشياطين، والجن، والأصنام، والأوثان.
- وقال الله – سبحانه وتعالى -: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
- وقد قام الأنبياء والرسل بالدعوة إلى توحيد الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعلموا الناس الدين الإسلامي وأحكامه والعقيدة الصحيحة.
دليل الفطرة على الوحدانية
- خلق الله – سبحانه وتعالى – البشر بفطرة التوحيد، وقد أرسل الرسل والأنبياء لتذكير الناس بهذه الفطرة، كما قال الله – سبحانه وتعالى -: (إنّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ…).
- عندما تتعرض لموقف سيء أو تصاب بمكروه، تجد نفسك تلجأ إلى الله – سبحانه وتعالى -، وهذا يدل على فطرة التوحيد في قلوب البشر، كما قال الله – تعالى -: (وإذا مسكم الضر في البحر ضلّ من تدعون إلا إياه).
- التوجه إلى الله – سبحانه وتعالى – من الأمور الضرورية، كما قال الله – تعالى -: (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض).
- من يضع ثقته في الله يرى الخير والرزق في حياته. يجب أن نتأمل الحكمة من القرآن الكريم وآياته، والقصص فيه، مثل أصحاب الفيل وأصحاب الكهف الذين لما لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنة، كل ذلك يدل على حكمة وعظمة الله – سبحانه وتعالى – كما قال الله – تعالى -:
- (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعًا…).
- يجب علينا كشر أن نتوكل على الله في جميع أمور حياتنا، وندرك أن الله هو الذي يدبر شأن الكون، وأنه لا خالق إلا هو.
- إن وجود أكثر من إله يتعارض مع النظام العام لهذا الكون، فلو كان هنالك آلهة متعددة لما اتسم الكون بهذه الدقة والوضوح، وقد قال الله – سبحانه وتعالى -: (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل).