تفسير مفهوم القرش وعالمه

القرش

يُعتبر سمك القرش (بالإنجليزية: Shark) من أنواع الأسماك الغضروفية، وغالباً ما يكون مفترساً. يتميز شكل القرش بجسمه المغزلي وموقع الخياشيم على جانبي الرأس، ولكن يختلف عن الأسماك العادية بجلده القاسي والخشن بلون رمادي فاتح وزعانفه المدببة.

يوجد أكثر من 400 نوع من أسماك القرش، تبدأ من الأنواع الصغيرة مثل القرش الكلب القزك الذي يبلغ طوله حوالي 20.32 سم، وصولاً إلى الأنواع الطويلة مثل قرش الحوت الذي يمكن أن يصل طوله إلى حوالي 12.19 متر. تُعَد حواس الشم والسمع والبصر لدى أسماك القرش قوية جداً، مما يمكنها من اكتشاف رائحة الفريسة من مسافات بعيدة، كما تتمتع بقدرة على الرؤية بوضوح في الضوء الخافت في المحيط.

جسم القرش

تتميز أسماك القرش عن بقية أنواع الأسماك بأنها تمتلك هياكل عظمية مكونة من الغضاريف، بدلاً من العظام، مما يجعلها أخف وزناً ويسمح لها بالسباحة لمسافات طويلة وبشكل مستمر.

تحتوي أسماك القرش على عدة صفوف من الأسنان، التي تسقط باستمرار وتستبدل بأسنان جديدة. تكون هذه الأسنان مدببة عادةً لتساعدها في اصطياد الأسماك في الماء، بينما تحتوي بعض الأنواع على أسنان حادة لمساعدتها في قضم الفرائس.

أنواع أسماك القرش

فيما يلي جدول يوضح أنواع أسماك القرش ومعلومات حول كل نوع:

موطن القرش

تعيش بعض أنواع أسماك القرش في المياه العميقة وفي قاع المحيط، في حين يعيش البعض الآخر في المناطق الساحلية الضحلة. يُعتبر القرش الثور قادراً على التكيف مع المياه المالحة والعذبة والمائلة للملوحة. تهاجر معظم أنواع القرش لمسافات طويلة من أجل التغذية والتكاثر، وتكون أكثر نشاطاً خلال المساء والليل، حيث يمكنها الصيد بشكل جماعي أو فردي.

غذاء القرش

تتغذى معظم أنواع سمك القرش على الأسماك، والرخويات، والقشريات، والعوالق، والكريل، والثدييات البحرية، وأيضًا على أنواع أخرى من أسماك القرش. تنضج أسماك القرش ببطء، حيث تصل إلى سن الإنجاب في عمر يتراوح بين 12 و15 سنة، وعادةً ما تلد أنثى القرش واحدًا أو اثنين من الجراء في كل مرة، وتكون هذه الجراء مزودة بمجموعة كاملة من الأسنان وقادرة على السباحة والتغذية بمفردها.

سلوك القرش

تستطيع أسماك القرش التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات المائية ودرجات الحرارة المختلفة، وتمتاز بعدة سلوكيات خاصة، منها:

• تتنقل أسماك القرش إما بمفردها أو في مجموعات حسب الحجم، لتحسين فرص البقاء، حيث تتغذى القرش الكبيرة عادةً على الأصغر منها.
• تنافس أسماك القرش داخل نفس المجموعة للحصول على الغذاء.
• تتجنب أسماك القرش الاقتراب من القرش أبو المطرقة بسبب مهارته الفائقة في السباحة.
• تهجم أسماك القرش على فريستها من الأسفل، حيث تظهر فجأة وتدور حول الفريسة قبل الانقضاض عليها.
• تُظهر أسماك القرش نشاطًا متزايدًا عند تواجد ثلاث أسماك أو أكثر حول مصدر الغذاء، وقد تعتدي على القرش المصاب خلال هذه المنافسة الغذائية.
• يمكن لأسماك القرش الصمود لفترات طويلة دون غذاء، وقد ترفض الأكل في الأسر.
• يمتنع الذكور عن الأكل أثناء فترة المغازلة، بينما تمتنع الإناث خلال فترة الحمل.
• تختار الأنثى من أسماك القرش الكبيرة مناطق هادئة للولادة.

تكاثر القرش

تمر أسماك القرش بمراحل متعددة خلال موسم التكاثر، وهي كالتالي:

• تتكاثر بعض الأنواع عبر البيض

حيث يُغطى البيض بقشرة صلبة، وتستغرق الأنثى وقتاً طويلاً يصل إلى 6-9 أشهر لوضع البيض الذي يحتوي على كيس صفار يمد الجنين بالعناصر الغذائية.

• تتكاثر بعض الأنواع الأخرى بالولادة

حيث تحمل الأنثى صغارها داخل أجسادها، مما يحميها من المفترسات. ينمو الجنين داخل كيس أبيض يتواجد به غشاء رقيق، وعندما يكتمل نموه تلد الأم صغارها، أو قد تظل داخل رحمها مع تغذيتها على البيوض غير المخصبة، وكذلك قد تتغذى على البيوض التي لم تفقس بعد.

• تتغذى صغار القرش التي تظل داخل رحم الأم على العناصر الغذائية والأكسجين عن طريق الحبل السري، كما تفعل الثدييات.
• تتكرر بعض الإناث عبر الولادة العذرية، أي بدون تلقيح البيوض من قبل الذكور.
• تولد الإناث صغارها في بيئات آمنة تتوفر بها مياه دافئة وضحلة وغنية بالعناصر الغذائية، وتكون بعيدة عن المفترسات.
• تغادر الصغار مناطق الحضانة عندما تصل إلى الحجم المناسب.
• تعيش صغار أسماك القرش لمدة تصل إلى 20-30 عاماً، بينما يمكن أن يعيش القرش الحوت حتى 150 عاماً.