تعريف مرحلة المراهقة في الإسلام
تُعرف المراهقة بأنها مرحلة انتقالية في حياة الفرد، حيث تبدأ عندما تظهر علامات البلوغ وتحدث تغييرات جسدية ملحوظة، ويُقدر أن تبدأ هذه المرحلة في سن 11 عاماً وتستمر حتى يصل الشخص إلى سن 21 عاماً. تتميز مرحلة المراهقة بعدة خصائص، بالإضافة إلى التحديات والمشاكل التي قد يواجهها الأفراد، مثل الاندفاع والتهور والمغامرة، وسوء فهم النصائح المجتمعية، مما يؤدي إلى التعرض لمشاكل متعددة وحوادث متنوعة.
في الإسلام، تُعرف فترة المراهقة بعدة مصطلحات مثل البلوغ وسن التكليف، حيث وضع العلماء أحكاماً فقهية تستند إلى الشريعة الإسلامية لهذه المرحلة. كما تم الإشارة إلى هذه الفترة في الأحاديث النبوية والنصوص القرآنية، مثل الحديث الذي يوضح أن “القلم رُفع عن ثلاث، وذكر من بينهم الصبي حتى يبلغ”.
المسؤولية الشرعية للمراهق في الإسلام
بمجرد أن يصل الفرد إلى مرحلة المراهقة ويصبح بالغاً، يصبح بموجب الشريعة مُكلفاً مسؤولاً عن أفعاله. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لعبادته وخلافته في الأرض، ويكون الشخص محاسباً على اتباع الواجبات العبادية في مرحلة التكليف الشرعي. قبل بلوغه، لا يُحاسب الفرد على التكاليف الشرعية، ولكن بعد ذلك، يصبح مسؤولاً عن جميع الفرائض التي أقرها الله، مثل: الطهارة، والصيام، والصلاة، والحج. كما تُسجل الملائكة أفعاله، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وفي حال ارتكابه معصية ما، مثل الكبَّر أو الكذب أو النظر إلى المحرمات، تُسجل عليه تلك الأفعال ويُحاسب بشأنها يوم القيامة.
كذلك، فإن بلوغ الإنسان يعني أن شهادته تُقبل وتُنطبق عليه جميع الأحكام الواردة في القرآن والسنة. كما تُقام عليه الحدود الشرعية إذا ارتكب أي من تلك الأمور، وتنتقل المسؤولية بشكل كامل عن أفعاله من والديه أو من كان يتولى أمره إليه. وإذا كان يتيمًا، فإن بلوغه يُمكنه من إدارة شؤونه المالية واستعادة ممتلكاته ليستخدمها كما يرى fit.
كيفية تعامل الأبوين مع مرحلة المراهقة
يُعتبر دور الوالدين خلال مرحلة المراهقة من الأدوار الأساسية، إذ يتحملون مسؤوليات كبيرة لتوجيه أبنائهم نحو الطريق الصحيح. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤلٌ عن رعيته”. وتتنوع أساليب تعامل الوالدين مع المراهقين، ومنها:
- زرع طاعة الله وطاعة الوالدين في نفوسهم والالتزام بهذه الطاعة.
- مرافقتهم إلى المسجد وتحفيزهم على المشاركة في حلقات القرآن والذكر.
- تشجيعهم على اختيار الأصدقاء الطيبين وتجنب رفقة السوء، حيث أن الأصدقاء يلعبون دوراً كبيراً في تأثيرات هذه المرحلة.
- أن يكونوا قدوة حسنة لهم، وتذكيرهم بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من بعده.
- تحذيرهم من المخاطر المتعلقة ببعض المعاصي والعادات السيئة، مثل التدخين وآثاره الصحية الضارة.
- استغلال أوقاتهم وطاقاتهم في أشياء تفيدهم، مثل تعليمهم الرياضات المفيدة وتحفيزهم على المشاركة في الأنشطة التطوعية لدعم المجتمع.