في إطار التطورات الفعّالة التي شهدتها العلاجات النفسية، سنتناول واحدة من أبرزها، وسنسلط الضوء على خطوات العلاج السلوكي المعرفي بشكل مفصل في هذا المقال.
العلاج السلوكي المعرفي
يمكننا تسليط الضوء على هذا العلاج من خلال النقاط التالية:
- يعتبر من أنجح أساليب العلاج النفسي، نظرًا لفعاليته في معالجة العديد من الحالات.
- يعتمد العلاج بشكل أساسي على التواصل بين المريض والمعالج النفسي.
- يتم ذلك من خلال حضور مجموعة من الجلسات المنظمة التي تُعقد بشكل دوري.
- تتضمن الجلسات محاولات لتعديل سلوك الفرد والتخلص من الأفكار السلبية، واستبدالها بمفاهيم إيجابية تسهم في البحث عن حلول.
- من أبرز النتائج المترتبة عليه، القدرة على فهم المواقف وتحليلها بوضوح والاستجابة لها بفعالية.
- يشمل العلاج دواعي استخدام متعددة، ومن أبرزها علاج حالات الإدمان.
- يمكن تطبيق العلاج السلوكي المعرفي بشكل فردي، أو كجزء من علاج مزدوج مع أساليب أخرى، بهدف تحقيق أقصى استفادة وتقليل مدة العلاج لتعزيز سرعة تعافي المريض.
- لا يتطلب اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي فقط من الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية، بل يمكن للأشخاص أيضًا الاستفادة من هذا العلاج للتخلص من ضغوط الحياة والطاقة السلبية.
ولا تفوت فرصة قراءة مقالنا عن:
خطوات العلاج السلوكي المعرفي
تتضمن خطوات العلاج السلوكي المعرفي أربع مراحل رئيسية، نعرضها فيما يلي:
- الخطوة الأولى: تحديد المواقف المزعجة التي يعاني منها الشخص. تتطلب هذه الخطوة بعض الوقت لتحديد المواقف التي تسيء إلى الحالة النفسية للفرد.
- خلال هذه الخطوة، يتم التعرف على المفاهيم الخاطئة وتحديد الإشارات الذاتية المزعجة.
- الخطوة الثانية: مراقبة الأفكار المرتبطة بتلك المواقف، بهدف تحديد المشكلة الأساسية والعمل عليها.
- يلعب المعالج دورًا تحفيزيًا لتشجيع المريض على استعراض أفكاره حول المشكلة، مع تحديد معتقداته وكيفية تفسيره للمواقف، ويفضل تدوين هذه الأفكار في مفكرة.
- الخطوة الثالثة: يتطلب الأمر أيضًا تحديد الأفكار السلبية التي قد يعاني منها الشخص، وذلك للبحث عن أنماط سلوكية لحل المشكلات.
- يمكن للطبيب توجيهك للتركيز على تجاربك الجسدية والسلوكية والعاطفية في مواقف مختلفة.
- الخطوة الرابعة: بعد تحديد الأفكار السلبية في الخطوة السابقة، يجب تعديل تلك الأفكار.
- سيتحفيز المعالج الشخص للبحث داخل نفسه لتحديد ما إذا كانت الأفكار قائمة على حقائق أم مجرد تصورات غير ثابتة.
- قد تكون هذه الخطوة صعبة نظرًا لوجود أفكار راسخة، مما يتطلب وقتًا لتغيير الأنماط التفكيرية تدريجيًا.
مدة العلاج السلوكي المعرفي
تتحدد مدة العلاج بناءً على طبيعة الحالة، حيث يتم الاتفاق على عدد الجلسات التي تتراوح من خمسة إلى نحو عشرين جلسة وفقًا للاحتياجات الفردية، وتعتمد هذه المدة على عدة عوامل:
- شدة الأعراض الناتجة عن المرض النفسي.
- نوع المرض النفسي.
- المدة الزمنية التي يعاني فيها المريض من ظهور الأعراض.
- مدى استجابة المريض لفكرة العلاج ودعم من حوله.
أساليب العلاج السلوكي المعرفي
توجد العديد من الأساليب التي يمكن توضيحها فيما يلي:
- مناقشة الأحداث المتعلقة بالخبرات الانفعالية: يشجع المعالج المريض على تذكر المواقف التي أثرت عليه سلبًا، وعلى المريض أن يسترجع الأفكار التي طرأت له خلال تلك اللحظات.
- أسلوب التعريض: يعد من الأساليب الأساسية في العلاج السلوكي المعرفي. حيث تشير الدراسات إلى أن التعريض المستمر للمؤثرات المرتبطة بموقف معين أو حالة نفسية معينة يخفف من استجابة الشخص تجاه تلك المؤثرات.
- الجدل المباشر: يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على الدعم المباشر من قبل المعالج. ولا يتردد الطبيب في طرح الأسئلة والأفكار بشكل مباشر لتحفيز المريض.
- استخدام أسلوب التخيل: يظهر هذا الأسلوب أهميته عندما يكون من الصعب على المعالج طرح الأسئلة بشكل مباشر، فعندها يطلب المعالج من المريض تخيل الموقف أو تمثيله. وفي حال وجود تفاعلات متعددة يمكن الاستعانة بأشخاص آخرين لتجسد الموقف بشكل شامل.
- المراقبة الذاتية: يعتمد على تسجيل المريض لأفعاله ومواجهة الأفكار التي تراود ذهنه. ويجب أيضاً تحديد المشكلة وكيفية صياغتها.
- أسلوب التصور الذاتي: يتضمن سؤال المريض عن الطريقة التي يرى بها نفسه مقارنةً بالآخرين، ثم يقوم الطبيب بتحديد الصفات السلبية وزيادة النقاط الإيجابية.
يمكنك التعرف أيضًا على:
أسباب اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي
توجد العديد من الأسباب التي تدفع الأفراد للجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي، ومن أهمها:
- تطلب عددًا أقل من الجلسات مقارنةً بالعلاجات الأخرى.
- ترتكز على تحديد نقاط معينة بدون أي إرباك بشأن معاناة المريض.
- يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من الخيارات الرئيسية عندما يجد الطبيب أن العلاج بالأدوية غير ملائم.
- يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على التحكم في الأعراض التي يواجهها.
الأمراض العقلية التي يعالجها العلاج السلوكي المعرفي
- الاكتئاب.
- اضطرابات الجنس.
- اضطرابات الأكل.
- الرهاب.
- الوسواس القهري.
- إدمان المخدرات.
- القلق.
- اضطرابات النوم.
- الفصام.
تقنيات العلاج السلوكي المعرفي
تتميز هذه التقنيات بأنها تعتمد على الأدلة العلمية بهدف تغيير المفاهيم والسلوكيات، ويمكن توضيحها كما يلي:
1- التعرض المنهجي
- تشجع هذه التقنية المريض على مواجهة مخاوفه بشكل تدريجي ومنهجي، بدلاً من避避免ها.
- تتمثل هدفها في تقليل عوامل التعرض لهذه المواقف.
- لقد أظهرت فعالية مع العديد من المرضى بنسبة تصل إلى 90%.
2- تقنيات إعادة الهيكلة المعرفية
- تتضمن تحديد الأفكار المسببة للحالة النفسية السلبية.
- يتم تتبع المفاهيم المشوشة للتوصل إلى أنماط مرنة في التعامل.
3- جدولة النشاطات
- تتعلق بجدولة الأنشطة الإيجابية مثل المشي والتأمل كوسيلة للتقليل من الأعراض النفسية.
4- ممارسة تمارين اليقظة
- تساهم هذه التمارين في تخفيف التركيز على الأفكار السلبية من خلال توجيه الانتباه إلى اللحظة الحاضرة.
5- تقنية الاقتراب المثالي
- تساعد المريض في إجراء مهام بسيطة كبديل للمهام الأشد تعقيدًا، مثل تدريبهم على العمليات الأساسية للحساب قبل الانتقال إلى عمليات أكثر تعقيدًا.
6- التدريب المهاري
ينطوي على جميع التدريبات التي تعزز قدرة المريض على تحقيق أهدافه.
اقرأ المزيد هنا: