مفهوم النظرية الواقعية ودورها في العلاقات الدولية

النظرية الواقعية في العلاقات الدولية

تُعتبر النظرية الواقعية في العلاقات الدولية مجموعة من الأفكار التي تؤكد على مفهوم الدولة، والمصلحة الوطنية، وسلطة القوة بين الدول. ظهرت هذه النظرية كحركة فكرية في منتصف القرن العشرين، خاصة من خلال الأعمال التي قدمها عالم السياسة البريطاني إدوارد هاليت كار، الذي انتقد مفاهيم المثالية والإيمان بالتقدم من خلال المؤسسات الدولية مثل عصبة الأمم، وسُميت واقعية كار بـ “الكلاسيكية”.

تلت الواقعية الكلاسيكية نشوء ما يُعرف بالواقعية الجديدة في السبعينيات، والتي تميزت عن سابقتها بعدة نقاط، من أهمها المنهجية والتحليل. إذ سعت الواقعية الجديدة إلى إعادة هيكلة الأسس العلمية والاجتماعية للواقعية بشكل أكثر تماسكًا مقارنةً بالنموذج الكلاسيكي، مع اعتبار الدول كجهات فاعلة رئيسية في الساحة الدولية.

المفاهيم الأساسية في النظرية الواقعية

تتضمن المفاهيم الأساسية التي تشكل جوهر النظرية الواقعية ما يلي:

  • توازن القوى

يُعتبر توازن القوى من الضمانات الأساسية لتحقيق الاستقرار والسلم الدولي، مع التركيز على تعزيز النمو الاقتصادي للدول، حيث يُعتبر الاقتصاد أحد الدوافع الرئيسية للصراع بين الدول.

  • المصلحة القومية

تهدف السياسة الخارجية لكل دولة إلى تحقيق المصلحة القومية، التي تُعتبر المحرك الرئيسي وراء القرارات السياسات الخارجية لأي دولة.

  • القوة

تُعتبر القوة أحد العناصر الحاسمة في تحديد السلوك الدولي، حيث تُستخدم لضمان حماية الدولة وصيانة مؤسساتها، خاصة من الناحية العسكرية. كما قال مورغانثاو: “إن العلاقات الدولية تعتبر في جوهرها علاقات قوة”.

رواد النظرية الواقعية في العلاقات الدولية

ترتبط جذور النظرية الواقعية بعصور متعددة، ومن أبرز المفكرين الذين ساهموا في تطوير هذه النظرية على مر الزمن:

  • ثيوسيديدس

يُعتبر ثيوسيديدس من الآباء المؤسسين للنظرية الواقعية، حيث عُرف بإسهاماته في كتابه “تاريخ الحرب البيلوبونيسية” الذي تناول فيه النزاع بين إسبارطة وأثينا.

  • نيكولو مكيافيلي

فيلسوف ومفكر إيطالي، تناول في دراساته البنية السياسية للمجتمعات وأسباب النزاعات والحروب.

  • توماس هوبز

ركز توماس هوبز على الفطرة الشريرة للإنسان، حيث عُرف بتصوراته حول المجتمع وأهمية تطبيق القوانين لضمان النظام.

  • إدوارد هاليت كار

أكد على أن الدول تُبني علاقاتها الخارجية بالاستناد إلى مبدأ المصلحة القومية.

  • هانز مورغنثاو

قدّم هانز مورغنثاو إسهامًا كبيرًا من خلال كتابه “السياسة بين الأمم” بعد الحرب العالمية الثانية، والذي يُعتبر مرجعًا مهمًا لدراسة الواقعية في العلاقات الدولية.

Scroll to Top