تعريف فن الكاريكاتير السياسي وتأثيره على المجتمع

تعريف الكاريكاتير السياسي

يعتبر الكاريكاتير السياسي نوعًا من الرسم يركز على تصوير الأشخاص بشكل مبالغ فيه أو مشوّه مع الاحتفاظ ببعض الملامح المميزة، وهدفه السخرية أو التهكم من قضايا سياسية معينة. كما يعد وسيلة هامة للتعبير عن الرأي، ومن الجدير بالذكر أن الكلمة “كاريكاتير” مشتقة من اللفظ الإيطالي “كاريكير” (Caricare) الذي يعني “المبالغة أو تحميل الشيء أكثر مما يحتمل”.

تاريخ الكاريكاتير السياسي

يعود أصل الكاريكاتير السياسي إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت الدوافع الأساسية من ورائه تتعلق بالسخرية من الأشخاص أو انتقادهم. وقد شهدت فنون الكاريكاتير بداياتها في عصر النهضة في إيطاليا التي أخرجت أبرز رسامي هذا الفن، مثل الرسام الشهير تيتيانوس.

في الولايات المتحدة، رسم الرسام بنجامين فرانكلين أول كاريكاتير سياسي، والذي يظهر رجلاً راكعًا يصلي لهرقل بينما يحمل النص “السماء تساعد الذين يساعدون أنفسهم”، مما كان يهدف إلى تحفيز الأمريكيين للدفاع عن أنفسهم دون الاعتماد على الدعم البريطاني.

علاوة على ذلك، ظهر الرسام البريطاني جيمس جيلاري في القرن الثامن عشر، والذي عُرف برسومه السياسية الساخرة من الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، حيث صوّره كرجل قصير ومغرور يرتدي قبعة ضخمة بشكل مضحك.

خصائص الكاريكاتير السياسي

تشمل خصائص الكاريكاتير السياسي:

  • يمتاز الكاريكاتير بالقدرة على إثارة القضايا السياسية بشكل مباشر، مما يسهل قراءته بعيدًا عن التعقيدات المعقدة التي قد ترافق فنون أخرى.
  • يعالج الأحداث الراهنة بلغة مجازية وساخرة، مما يضيف طابعًا خاصًا له.
  • يستخدم الرسام مجموعة متنوعة من الرموز للتعبير عن عبثية الوقائع.
  • يمثل الفكاهة إحدى الوسائل الحضارية لزيادة الوعي وتجاوز العقبات السياسية بإثارة الرأي العام.
  • يعتمد هذا الفن على الصور الهزلية والمبالغة الساخرة كأداة للنقد.
  • يمزج بين الواقع والخيال بمبالغات واضحة، لتسليط الضوء على الصفات السلبية لبعض الأشخاص.
  • يعتبر أحد الفنون التي تستخدم الخط واللون والظل في تشكيل بنيتها.

أشكال الكاريكاتير السياسي

  • كاريكاتير الجيب

ظهرت هذه النوعية لأول مرة في عام 1939 في صحيفة “Daily Express” من خلال رسم كاريكاتيري يتناول هفوة سياسية بنمط أحادي العمود. كما ظهرت في صحيفة “الغارديان” للرسام ديفيد أوستن، الذي اعتبر هذا الشكل بمثابة بصيص أمل للقراء.

  • الكرتون مع التركيز على النص أو الصورة

في هذا النوع، يركز الرسام إما على النص أو الصورة، وقد تكون الصورة غير مركزية فيها، بينما يمكن أن يكون النص تكميليًا أو غير ضروري لنقل الرسالة.

  • الشرائط المصورة

تتكون من سلسلة من الصور التي تمثل رسومًا متحركة تعكس واقعًا سياسيًا، وقد بدأ هذا النوع من الكاريكاتير في خمسينات القرن العشرين.

الكاريكاتير السياسي العربي

ظهر الكاريكاتير السياسي في العالم العربي في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أطلق الصحفي المصري يعقوب صنوع صحيفة “أبو نضارة”، والتي كانت من أوائل الصحف التي احتوت على رسوم كاريكاتيرية سياسية.

سوريا كانت أيضًا من أوائل الدول العربية في هذا المجال، حيث استخدم الرسام عبد الوهاب أبو السعود رسومه النقدية للتعبير عن الآراء حول العديد من المشكلات الاجتماعية والسياسية.

فيما يتعلق بالرسام الفلسطيني ناجي العلي، فقد تميز بغزارة إنتاجه وقدرته على تتبع الأحداث السياسية، حيث قام بتوثيق المفارقات في رسومات كاريكاتيرية بأسلوب بسيط ومباشر، مقدماً شخصية الطفل “حنظلة” كرمز للهوية الفلسطينية.

Scroll to Top