الدعوة الإسلامية
تُعتبر الدعوة من أهم السمات التي تميز العالم الإسلامي والمجتمع المسلم، حيث يعتمد الدين الإسلامي بشكل كبير على مفهوم الدعوة. فكل مسلم يحمل في طياته مسؤولية دعوة الآخرين إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. يجب على المسلم أن يذكر الآخرين بأهمية صلاح الدين، ويجب أن نعلم أن الذكرى ليست مقتصرة فقط على غير المسلمين، بل تشمل المسلمين أيضاً. فكل فرد في المجتمع المسلم مسؤول عن دعوة الناس إلى الخير واستقامة الطريق.
تعريف الدعوة لغوياً
إن مصطلح “الدعوة” يُعد مصطلحًا إسلاميًا بحتًا، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعناه اللغوي. عند العودة إلى أصل الكلمة، نجد أنها مشتقة من الفعل “دعا”، والذي يتماشى مع وزن “فَعَلَ”. وتعبر كلمة “الدعوة” عن معناها بشكل دقيق، حيث تشير إلى استمالة الشيء نحوك من خلال الحديث أو الصوت، وجميع مشتقات هذا الفعل تدل على هذا المعنى الثابت.
دلالات الدعوة في القرآن الكريم
تتجلى مفاهيم الدعوة في القرآن الكريم من خلال معانٍ متعددة، من أبرزها:
- **معنى الطلب:** كما ورد في قوله تعالى: “لا تدعو اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً”، وهذا يعني أنكم لا تسعون فقط لهلاك واحد، بل تطلبون الهلاك والويلات العديدة.
- **معنى النداء:** يقول الله تعالى: “ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقًا”، هنا تعني أنهم نادوا ولم يستجيبوا لندائهم.
- **معنى السؤال:** حيث جاء في قصة بني إسرائيل: “قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها”، أي اسأل الله ليخبرنا بلون البقرة التي ينبغي علينا ذبحها.
- **معنى الحث والتحريض على العمل:** كما في قوله تعالى في قصة مؤمن آل فرعون: “ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار”، مما يعني أنه من غير العدل أن أنبهكم وأحثكم على فعل ما يُنجّيكم، وأنتم تريدون دفعني نحو الهلاك.
- **معنى الاستغاثة:** في قوله تعالى: “قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين”، أي إذا جاءكم العذاب، هل ستطلبون العون من غير الله؟
- **معنى الأمر:** كما في قوله: “ما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم”، هنا يُشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بالإيمان بالله.
- **معنى الدعاء:** كما ورد في قوله: “ادعوا ربكم تضرعاً وخفية”، حيث يدل على التوسل إلى الله من خلال الدعاء.