تخريج حديث (اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافرًا)
النص المنسوب إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو: (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ). ورد هذا الحديث في عدة مصادر، منها “مكارم الأخلاق” للطبري -رحمه الله تعالى-، و”مسند الإمام أحمد” -رحمه الله تعالى-، و”الأحاديث المختارة” لضياء الدين المقدسي -رحمه الله تعالى-، و”جامع المسانيد” لابن الجوزي -رحمه الله تعالى-.
سند ومتن الحديث كما تناقله المحدثون
تتضمن النسخ المختلفة من الحديث النص وسناده كما يلي:
- “مكارم الأخلاق” للطبراني
ذكر الطبراني -رحمه الله تعالى- في كتابه: “ثنا أَبُو مَعْنٍ ثَابِتُ بْنُ نُعَيْمٍ الْهَوْجِيُّ ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، كُفْرُهُ عَلَى نَفْسِهِ)”.
- “مسند الإمام أحمد”
قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: “حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اتَّقوا دعوةَ المُظْلَمِ، وَإنْ كَانَ كَافِرًا، فَإنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ)”.
- “الأحاديث المختارة” للمقدسي
أفاد المقدسي -رحمه الله تعالى- في كتابه: “أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرْبِيُّ – بِهَا – أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الْحُصَيْنِ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ، أَبْنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ. أخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهُ حِجَابٌ)”.
- “جامع المسانيد” لابن الجوزي
ورد عن ابن الجوزي -رحمه الله تعالى- قوله: “حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا يحيى بن إسحق، قال: حدّثنا يحيى بن أيوب، قال: حدّثني أبو عبد اللَّه الأسديّ قال: سمعْتُ أنس ابن مالك يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (اتَّقُوا دَعوةَ المظلوم وإن كان كافراً، فإنّه ليس دونه حجاب)”.
الحكم على الحديث
يمكن تلخيص تقييم هذا الحديث على النحو التالي:
- حكم السيوطي على الحديث بالصحة.
- وحكم الألباني بأنه حديث حسن.
- بينما رأى شعيب الأرناؤوط أن في إسناده ضعفًا، بسبب أن أبا عبد الله الأسدي مجهول عنده.
وقد تأكد حديث مشابه مشترك فيه، حيث روى عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ). يحتوي الحديث على وصية وتحذير بعدم ظلم الناس، لأن دعوة المظلوم مستجابة.
أهمية تخريج الأحاديث
تخريج الأحاديث له أهمية كبيرة وتظهر في عدة جوانب، نذكر منها:
- التعرف على مصادر الحديث.
- جمع أكبر عدد ممكن من الأسانيد.
- دراسة الإسناد من خلال تتبع الطرق المختلفة.
- معرفة أحكام العلماء حول الحديث.
- الكشف عن الراوي السقط من الأسانيد المدلسة.
- توضيح الزيادات في الروايات.
- كشف الأخطاء التي قد يرتكبها الرواة.
- تحديد أزمنة وقوع الأحداث.
- جمع التعابير التي ورد فيها الحديث.