ما هي الكشوفات الجغرافية؟
يمكن تعريف الكشوفات الجغرافية بأنها سلسلة من الرحلات الاستكشافية التي استُهدفت في العصور القديمة بهدف اكتشاف الآثار أو المواقع الجغرافية التي لم يتم الوصول إليها آنذاك. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت هذه الكشوفات اكتشاف بنى تحتية لحضارات قديمة متنوعة.
تتصل الكشوفات الجغرافية بعدد من الجوانب المهمة، مثل رسم الخرائط، والرحلات سواء البحرية أو البرية، فضلاً عن عمليات التنقيب والحفريات التي وُجدت على مر العصور.
كانت الكشوفات الجغرافية نشطة بشكل خاص خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، حيث ساهمت في اكتشاف أراضٍ جديدة وتطورت خلال فترة عصر النهضة، مما عزز من وتيرة هذه الاستكشافات.
أسباب الكشوفات الجغرافية
هناك عدة عوامل وراء حدوث الكشوفات الجغرافية، وهي تندرج تحت الفئات التالية:
الأسباب الاقتصادية
تُعتبر الدوافع الاقتصادية من أبرز الأسباب التي أذكت شغف الكشوفات الجغرافية، إذ كانت الدول الأوروبية تسعى لتلبية احتياجاتها الاقتصادية التي كانت تفوق بكثير احتياجات الدول الأخرى. وهذا أدى إلى تنظيم رحلات استكشافية للبحث عن سلع جديدة واستكشاف طرق تجارية مبتكرة، وهو ما ساعد في تحقيق أرباح وفرت حافزًا كبيرًا لهذه الكشوفات.
الأسباب السياسية
تُعبر هذه الأسباب عن طموح الدول الأوروبية في ممارسة السيطرة على الأقاليم الأخرى، واستحواذها على أراض جديدة، ما أدى إلى تعزيز سلطتها وهيمنتها عن طريق اكتشاف مستعمرات جديدة وتملكها.
الأسباب الدينية
استهدفت الكشوفات الجغرافية أيضًا نشر الديانات السماوية، حيث استغل المبشرون المسيحيون نهايات العصور الوسطى للسفر في أرجاء أوروبا لنشر المسيحية. وقد كانت رغبة الملوك والنبلاء حينها هي دعم هذه المساعي لنشر المسيحية في بلدان جديدة.
الأسباب الثقافية
ساهمت الكشوفات الجغرافية في تعزيز روح المغامرة والرغبة في معرفة ثقافات جديدة. وقد أبدى المستكشفون رغبة ملحوظة في اكتساب مهارات وخبرات جديدة، بالإضافة إلى تعلم علوم جديدة مثل فن الملاحة وتحسين رسم الخرائط وعلم الفلك، مما أدى إلى تطوير تقنيات بناء السفن.
آثار الكشوفات الجغرافية
تتعلق نتائج الكشوفات الجغرافية بتأثيراتها على العالم العربي وكافة العوالم على النحو التالي:
- تحسين التجارة والصناعة.
- حل مشكلات زيادة الأعداد السكانية.
- استغلال المستعمرات.
- التمهيد لإقامة الشركات المساهمة والمؤسسات المصرفية.
- اتباع أنظمة العبودية تجاه الدول المستكشفة.
- تطور العلمية والنظريات العلمية.
- انتشار وتبادل الثقافات المختلفة.
- حدوث تنافس شديد بين الدول الأوروبية، مما أدى إلى نشوب نزاعات وحروب.
- نشر وتبادل الأديان.
- امتداد ثقافة أوروبا إلى آسيا وإفريقيا وبقية العالم بسرعة ملحوظة.
- استكشاف مسارات بحرية جديدة من قبل البرتغاليين وغيرهم.
- تطوير أساليب الزراعة واختراع أدوات حديثة.
- إنشاء مراكز تجارية جديدة من خلال اكتشاف طرق تجارية جديدة.
- اكتشاف آثار وتحف قديمة مما ساعد على فهم تاريخ الحضارات القديمة وثقافاتها المرتبطة بها.
الكشوفات الجغرافية البرتغالية
كانت البرتغال هي الدولة الرائدة في القيام بالحملات الاستكشافية بفضل حاكمها هنري (1394-1460) المعروف بلقب “الملاح”. كان مشروعه الرئيسي هو استكشاف الساحل الغربي لإفريقيا. وبعد وفاته، استمر البرتغاليون في شغفهم بالكشوفات الجغرافية، حتى وصلوا إلى الطرف الجنوبي لإفريقيا وأطلقوا عليه اسم “رأس العواصف” نتيجة عاصفة قوية واجهتهم هناك. لاحقًا، تم تغيير هذا الاسم إلى “رأس الرجاء الصالح” كرمز للأمل في الوصول إلى المحيط الهندي.
الكشوفات الجغرافية الإسبانية
بجانب البرتغال، بدأت إسبانيا أيضًا في استكشاف طرق بحرية جديدة نحو الشرق. حيث خطط البحار كريستوفر كولومبوس لاكتشاف طريق بحري جديد عبر السفر غربًا، وذلك بعد أن حصل على التمويل اللازم لمهمته. كذلك قام عالم البحار الإيطالي أمريغو فسبوتشي، بدعم من ملك إسبانيا، باستكشاف مناطق من أمريكا الجنوبية. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الاكتشاف الذي قام به كولومبوس لم يكن الهند، بل عالم جديد وهو ما أدى إلى تسمية القارة الجديدة بـ “أمريكا”. وبالتالي يُعتبر كولومبوس مكتشف أمريكا في عام 1493م.