خطبة مكتوبة تناقش موضوع الموت وأهميته في الحياة

خطبة مكتوبة تتناول موضوع الموت، الذي قد يصادفنا في أي لحظة، إذ يأتي الموت إلى الإنسان بلا إنذار أو موعد محدد؛ فالموت أمر حتمي لا جدال فيه، مما يوجب على كل مسلم أن يسعى للأعمال الصالحة تحضيرًا لذلك اليوم.

اليوم الذي يكون فيه الإنسان مع عدم القدرة على الرؤية أو السمع أو الكلام أو التنفس، اليوم الذي يتمنى فيه الإنسان العودة إلى الدنيا ليقوم بأعمال خير، نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة ويدخلنا في زمرة المحسنين والمتوبين والمغفور لهم.

خطبة مكتوبة عن الموت

أيها المسلمون! إن الموت حقيقة لا يمكن إنكارها، لذا يتعين علينا الاستعداد لملاقاة ذلك اليوم.

يجب أن نتذكر هذا اليوم دائماً ونفكر فيه، فتذكروا أن الموت حقيقي، والساعات آتية، والجنة والنار موجودتان.

تأملوا في الموت وفكروا في يوم الحساب، واغتنموا الفرص فيما يدخلكم الجنة ويبعدكم عن النار. أعاذنا الله جميعًا من عذاب النار.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: «كل نفس ذائقة الموت» (آل عمران: 185).

يا أيها المسلم، أين نبيك المصطفى أين أصحابه الذين تبعوه في الدعوة الإسلامية؟

أين العلماء والأئمة، وأين أسلافك وأجدادك؟ لقد انتقل الجميع إلى رحمته تعالى بإرادته عز وجل.

لن يبقى أحد على الأرض إذا أذن الله بذلك، ماذا أعددت لتقابل ربك؟

كيف ستسلم كتابك يوم القيامة؟ ماذا ستقول لربك يوم يُبعث من دفنّا؟

اللهم اغفر لنا وارزقنا رضاك، يا أرحم الراحمين، اللهم أسألك الرأفة والعفو، اللهم أسألك اللطف.

عباد الله، احسنوا إلى أنفسكم يُحسن الله إليكم، وقد حان الوقت لننهي الغفلة والذنوب والمعاصي.

كفاكم جهرًا بالمنكر، وكفاكم تأكيدًا على أن الله غفور رحيم بينما تمارسون السوء عن عمد.

من المؤكد أن الله غفور رحيم لمن أخطأ عن جهل، وليس لمن أقدم على المعصية بكامل إرادته.

اللهم أعذنا من الأفعال السيئة، ونجنا من السقوط فيها، واهدنا إلى طريقك المستقيم.

واجعل خاتمتنا حسنة واغفر لنا وارحمنا وأدخلنا في مصاف النبيين.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

دعاء الموت والغفلة

الموت هو لحظة خروج الروح من الجسد، لتمتد الحياة من الفانية إلى الأبدية.

وفي تلك الحياة الأبدية، هناك مصيران، إما نعيم دائم أو عذاب مقيم.

أما العذاب فقد يكون لفترة محددة لا يعلمها إلا الله أو يكون دائمًا.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو دائمًا بدعاء الموت والغفلة.

كما كان يحث المسلمين على الالتزام بذلك الدعاء.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو.

اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء.

ومن شماتة الأعداء، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي.

وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير.

واجعل الموت راحة لي من كل شر».

سورة يس وسكرات الموت

أشار العديد من المشايخ في خطب متعددة عن الموت إلى فضل سورة يس في تسهيل سكرات الموت، واستندوا إلى عدة روايات في ذلك:

  • ما رواه أحمد عن صفوان، حيث كانت جماعة من المشيخة حاضرين مع غضيف بن الحارث الثمالي عندما اشتدت به سكرات الموت.
  • فقال: هل منكم أحد يقرأ يس؟ فقال صالح بن شريح السكوني: فقرأت حتى بلغت أربعين منها فقُبض، فأكد المشيخة أن قراءة يس عند الميت تخفف عنه.
  • كما روى أحمد وأبو داود عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا يس على موتاكم».

سنن الاحتضار لمن شهد موت شخص

عزيزي المسلم، ينبغي عليك اتباع بعض الخطوات لمساعدة الشخص المحتضر على رحيل حسن، نسأل الله حسن الخاتمة، ومن هذه الخطوات:

  • تلقين المحتضر شهادة التوحيد: يتوجب اتباع ما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه قال: «لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله». ويجب تلقينه بعناية دون تكرار مما قد يسبب له القلق.
  • توجيه المحتضر نحو القبلة، وقد روى أحمد أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاتها استقبلت القبلة.
  • قراءة سورة يس بجوار المحتضر، حيث أخبر أحمد والنسائي وأبو داود عن معقِل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يس قلب القرآن، من قرأها يريد الله والدار الآخرة غُفِر له، وأقرأوها على موتاكم».
  • غمض عينيه بعد وفاته، كما في رواية مسلم: «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي سلمة رضي الله عنهما، وقد شَقّ بصره، فغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر».
  • تغطية المحتضر بغطاء يحفظه، كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سجي ببرد حبرة حين توفي.

سنن إضافية في تكفين الميت

  • التعجيل في غسل الميت ودفنه، كما ورد عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا علي: ثلاث لا تؤخرها، الصلاة إذا أتيت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفنًا».
  • قضاء دينه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه».
Scroll to Top