ما هي إمارة المؤمنين وأهميتها في الإسلام

إمارة المؤمنين

في اللغة، يُعرف الأمير بأنه من الإمرة، ويشير مصطلح الإمارة إلى عظمة الشيء، كما ذُكر في قول أبي سفيان في الحديث: (لقد أمِرَ أمْرُ ابْنِ أبِي كَبْشَةَ). أما المؤمنون فهم جمع مؤمن، الذي يعني وجود الإيمان؛ وهو التصديق بالله ورسوله. ولقد أُطلق على لقب أمير المؤمنين أولاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومن ناحية التعريف الاصطلاحي، فإن إمارة المؤمنين تشير إلى رئاسة كاملة وزعامة عامة تشمل الشؤون الدينية والدنيوية. ومن أبرز مهام الإمارة الحفاظ على البلاد ورعاية مصالح العباد، والذود عن الدعوة إلى الله، إضافة إلى ردع الظلم وإنصاف المظلومين، وتحصيل الحقوق من المُعاندين وتوزيعها على المستحقين.

أقسام الإمارة

تنقسم الإمارة إلى نوعين رئيسيين يمكنك الاطلاع عليهم كما يلي:

  • الإمارة العامة: تُعرف أيضًا بالإمامة الكبرى أو الخلافة؛ وهي نوع من الرئاسة العامة تشمل الدين والدنيا، وهي خلافة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اتفق العلماء على أن تعيين الإمام واجبٌ، وأن على الأمة الالتزام بإمام عادل، يُفعّل أحكام الله ويطبق الشريعة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. تعتبر تلك الإمارة فرض كفاية، فعندما يخدم شخص مؤهل في الإمارة يسقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يتولى أحدٌ المسؤولية، فإن الأمة تقع تحت الذنب. وممن يجب عليهم ذلك:
    • أهل الاختيار، الذين هم أهل الحل والعقد، حتى يقوموا باختيار إمام للأمة.
    • أهل الإمامة، الذين تتوفر فيهم شروط الإمامة ليتم تعيين أحدهم إمامًا.
  • الإمارة الخاصة: تشير إلى نوع من الإمارة يتم تعيينه لأداء فرض معين من فروض الكفاية، مثل إمارة القضاء أو الصدقات أو قيادة الجند، وذلك عندما يُطلب تخصيصها بإمارة معينة، وقد يكون التخصيص مكانيًا مثل إمارة منطقة أو إقليم، أو زمانيًا مثل إمارة الحج، وغيرها. إن الاقتصاد الخاص من المصالح العامة للمسلمين يستند إلى رؤية الإمام. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم بتعيين عُمَّال له على القبائل والمدن، وهذا ما فعله أيضًا الخلفاء الراشدون. وتقسم الإمارة الخاصة إلى نوعين، كما يلي:
    • إمارة الاستكفاء: وهي عندما يُفوّض أمير المؤمنين اختيار أمير معين لمنطقة أو إقليم، ليكون والياً عليها، ويقوم بأعمال الإمارة، التي تشمل:
      • إدارة الجيوش.
      • تحديد الأحكام وتعيين القضاة.
      • جمع الخراج وأخذ الصدقات.
      • حماية الدين والدفاع عن أراضي المسلمين.
      • إقامة الحدود الشرعية.
      • إمامة الجماهير في صلاة الجمعة والصلوات الأخرى.
      • تنظيم الحج، والمعروفة بإمارة الحج.
      • تقسيم الغنائم والقيام بالعديد من المهام الأخرى اللازمة مثل التعليم والصحة.
    • إمارة الاستيلاء: وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، لا يُسمح لأحد أن يتولى الإمارة إلا بتقليد من أمير المؤمنين أو من يقوم بتمثيله، مثل وزير التفويض. ومع ذلك، قد يحدث أحيانًا أن يستولي أمير أو والٍ على السلطة وينفرد بها بعد استلامها بتقليد رسمي. إذا كان البديل سيؤدي إلى فتنة، يحق لأمير المؤمنين الموافقة على إبقائه في منصبه، وقد أشار الفقهاء إلى صحة هذا التقليد في حالات الضرورة، لتفادي الفتنة. هذا يعتبر من الحكمة المتمثلة في حفظ وحدة الأمة والاعتراف بوجود الخلافة الواحدة.

شروط الإمارة

تنقسم شروط الإمامة الكبرى – إمارة المؤمنين – إلى ثلاثة أنواع، موضحة كما يلي:

  • شروط أساسية لا تنعقد الإمارة إلا بها: شروط يجب توفرها في الأمير كالتالي:
    • الذكورة: لأن المرأة غير مؤهلة للقوة والقيادة في الحروب، حيث يُشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن: (لن يُفلحَ قومٌ تملِكُهم امرأةٌ).
    • الحرية: حيث لا يمكن للعبد تولي ولاية على نفسه، وبالتالي لا يُعين ولياً على غيره.
    • البلوغ: حيث يعتبر الصبي تحت وصاية وليٍ يُحاسبه عن تصرفاته.
    • العقل: لشروط التمييز، حيث إن المجنون غير قادر على تولي ولايته على نفسه، وبالتالي لا يمكنه ذلك على غيره.
    • العلم: لرفع الجهل وأن يُصبح القائد ملمًا بالأمور، فالله تعالى قال: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ).
    • الشجاعة: ينبغي أن يتحلى الأمير بأصل الشجاعة، لتمكينه من أداء مهامه في قيادة الجيوش وإقامة الحدود.
    • نسب قريش: يجب أن يكون الأمير من قبيلة قريش كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم: (الأئمَّةُ مِن قريشٍ).
    • الإسلام: حيث يجب أن يتمتع الأمير بمراعاة مصالح الإسلام والمسلمين، فلا يُسمح بتولي الكافر للمنصب.
    • السماع والبصر والكلام: على الأمير أن يكون سميعًا وبصيرًا، حتى يمكنه أداء مهام الحكم بشكل صحيح.
    • العدالة: تعتبر هذه الشروط ذات أهمية في البداية لا في الاستمرارية، حيث لا تعني الفسق عزل الأمير بشكل رئيسي.
  • شروط الكمال: وهي التي تُستخدم للتفضيل بين الأمراء، تأتي التقوى على رأسها إذ يُفترض بالأمير أن يتحلى بالتقوى.” حيث يُعتبر الفاسق غير مؤهل للإمامة.
  • شرط مختلف فيه: اختلف العلماء في اعتبار كون الأمير أفضل الناس في زمانه، فبعضهم اعتبره شرطًا، في حين أن آخرين رأوه غير ضروري.
Scroll to Top