تعريف الصيد
تُعرّف كلمة “صيد” في اللغة العربية على أنها عملية اجتياح السمك، الطيور، والحيوانات البرية. أما في السياق الاصطلاحي، فتشير إلى اقتناص وقتل هذه الكائنات باستخدام أدوات متنوعة، مثل القوس والسهم، والأسلحة النارية، وكلاب الصيد، والصقور. وتُعرف العلاقة بين المفترس، الذي يصطاد، والفريسة، التي تُصاب، بالافتراس. تُعتبر هذه الممارسة جزءًا أساسيًا من السلاسل والشبكات الغذائية في الأنظمة البيئية المختلفة. ومن الأمثلة على الحيوانات المفترسة: الثعالب، والأفاعي، بينما يمكن أن تشمل الفرائس الحشرات، العناكب، الطيور، الأرانب، وغير ذلك.
تاريخ الصيد
يعتبر الصيد أحد أقدم الأنشطة البشرية، حيث كان الهدف منه الحصول على اللحوم كمصدر غذائي، بالإضافة إلى استخدام الجلود لصناعة الملابس، والعظام والحوافر والقرون في مختلف الصناعات. في إطار هذه الممارسة، استخدم الإنسان أدوات متنوعة، مثل الحجارة والأقواس والسهام وأنظمة الطعم. كما بدأ استخدام الكلاب للصيد في العصر الحجري الحديث، بينما استخدمت الخيول في الألفية الثانية قبل الميلاد. ومع تقدم الزراعة، استمر الصيادون في ممارسة الصيد لأغراض متعددة، termasuk تعزيز مكانتهم الاجتماعية والحفاظ على التقاليد.
ابتُدأت ممارسة الصيد الترفيهي – كرياضة – بشكل رئيسي في صفوف الحكام والنبلاء، وكانت تُعتبر ذات قيمة عالية لدى الحضارات القديمة مثل المصريين، الأشوريين، البابليين، واليونانيين. ومع ذلك، لم يرَ الرومانيون في ذلك رياضة مناسبة للحكام، واقتصر ذلك على الصيادين المحترفين. فيما بعد، فتح المجال للجميع، لينمو الإنفاق على اقتناء كلاب الصيد والصقور. من المهم الإشارة إلى أن الصيد لم يكن مقتصرًا على الرجال فقط، بل كانت نساء أوروبا أيضًا بارعات في هذا المجال، ومع بدء استخدام الأسلحة النارية، تمكن الصيادون من استهداف عدد أكبر من الحيوانات وعلى مسافات أبعد، مما أدى إلى الحاجة إلى وضع تنظيمات للحفاظ على توازن الممارسة.
طرق الصيد البري
نستعرض فيما يلي أهم طرق الصيد البرّي:
- المطاردة: تُستخدم هذه الطريقة في المناطق المفتوحة عندما يتمكن الصياد والفريسة من رؤية بعضهما البعض، وتعتمد على استراتيجية مطاردة بطيئة مع الاستفادة من الغطاء البيئي لتجنب كشف الصياد.
- التسلّل: يعتمد الصيادون في هذه الطريقة على الحركة ببطء في المناطق التي تكثر فيها الأشجار، مع التركيز على عدم إصدار أصوات يمكن أن تنبه الفريسة.
- التتبّع: يُستخدم هذا الأسلوب في صيد الحيوانات الكبيرة التي تعيش ضمن قطيع، عبر تتبّع آثارها على الأرض.
- الطرد: تُطبق هذه الطريقة عندما تتواجد الفريسة في مناطق كثيفة، حيث يتم طردها نحو الصياد، مع الاستعانة أحيانًا بالكلاب أو الأشخاص لتفريقها.
- النداء: تعتمد هذه الطريقة على جذب الحيوانات باستخدام أصوات معينة يصدرها الصيادون.
- صيد الدريئة: تتمثل في اختباء الصياد داخل مكان مخصص انتظارًا لعبور الفريسة.
- الصيد باستخدام الكلاب: تساعد الكلاب بعض الصيادين في استهداف الثعالب والغزلان والأرانب من خلال اتباعها للرائحة أو الرؤية.
طرق الصيد البحري
يشير مصطلح “صيد الأسماك” إلى ممارسة صيد الأسماك وغيرها من الحيوانات المائية، بما في ذلك المحار والسلاحف والضفادع. وفيما يلي بعض طرق الصيد البحري:
- الصيد باليد: عبارة عن أسلوب صيد يستخدمه بعض الصيادين لصيد أنواع معينة من الأسماك.
- التجريف: يتضمن صيد المحار باستخدام قارب مزود بجرافة مصنوعة من شبكة، لذا يُعتبر ممارسة مدمرة للبيئة البحرية.
- الصيد باستخدام خيط الصيد: تعتمد هذه الطريقة على استخدام خيوط لسنارة الصيد، التي تحتوي في نهايتها على خطاف.
- استخدام الطائرة الورقية: يُستخدم هذا الأسلوب الذي يسمح للصيادين بصيد الأسماك دون حاجة لقوارب.
- شبكات الصيد: عبارة عن شباك مصنوعة من مواد قوية تُستخدم للإحاطة بالأسماك.
- صيد الأسماك من خلال فتحات الجليد: يُعتبر أسلوبًا مميزًا يعتمد على صيد الأسماك في المناخ البارد.
- الصيد باستخدام الفخاخ: تُستخدم أنواع متعددة من الفخاخ لجذب الأسماك.
- صيد الأسماك بالاستعانة بحيوان: من الأمثلة استخدام طيور لصيد الأسماك.
- الصيد باستخدام الرمح: يعتمد الصيادون في بعض المناطق على الرمح التقليدي أو المطوّر لصيد الأسماك.
الصيد غير المشروع
يعرف “الصيد غير المشروع” بأنه الصيد غير القانوني للحيوانات والأسماك في المناطق المحظورة، وعادةً ما يكون الدافع وراء ذلك هو الترفيه أو الربح التجاري. ويشكل هذا النوع من الصيد تهديدًا خطيرًا للعديد من الأنواع البرية، مما أدى إلى انقراض العديد منها.
تُعتبر بعض الحيوانات، مثل وحيد القرن والفيل الإفريقي وآكل النمل الحرشفي، من الأكثر عرضة للصيد غير المشروع، مما يستدعي تدابير معينة للحفاظ على الحياة البرية. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، بدأت الدول بتطوير برامج لحماية الحياة البرية، بما في ذلك توظيف مراقبين ودوريات لحماية هذه الأنواع.
بفضل الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية التجارة العالمية للأنواع المهددة بالانقراض (CITES)، أُحرز تقدم في تقليل حوافز الصيد غير المشروع، من خلال تنظيم تجارة الحيوانات البرية والنباتات على المستوى العالمي.