أفضل الناس هم الأكثر منفعة للآخرين

تُعتبر عبارة “خير الناس أنفعهم للناس” من العبارات الشائعة التي تتناقل بين العديد من الأفراد، مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن معناها. إن الخير هو فطرة إنسانية فطرنا الله تعالى عليها.

لذا من الواجب على كل فرد أن يتجنب كل شر وأهله، وأن يسعى لنشر الخير بين كل من يعرفهم ليكسب ثوابًا عظيمًا يوم القيامة. في هذا المقال، سنستعرض المزيد من التفاصيل حول هذه العبارة.

خير الناس أنفعهم للناس

  • حث ديننا الحنيف على اتباع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في نشر الخير من خلال تقديم الفائدة للناس.
  • إن المسلم الذي يساهم في إدخال الخير إلى حياة أخيه المسلم أو يساعده في حل مشكلات أو قضاء حوائج،
    • يستحق بذلك خيرًا عظيمًا، ويعتبر هذا أفضل تفسير لهذا القول.

من هم خير الناس؟

لقد صنف الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- خير الناس إلى فئات متعددة، وهذه الفئات وصفاتها هي كالتالي:

  • خيرهم يشمل من ينتظر الناس منه الخير ويعتمدون عليه في تفادي شره، حيث يتعامل معهم بالخير ويتجنب أي أفعال تضرهم.
  • كما أن خير الناس هو من يقدم النفع للآخرين سواء بعلمه أو بخدماته.
    • أو من خلال دعمه ومساندته لهم في أوقات ضعفهم وحاجتهم.
  • ويتمثل خيرهم في من يكون أفضلهم خلقًا، الذي يعامل أفراد أسرته ومن حوله بخلق حسن يجعلهم يتذكرونه بالخير دائمًا.
  • وكذلك، فإن الشخص الخير هو من يتصدق بطعامه وماله للمحتاجين.
    • كما أنه يرد السلام ويسعى لنشره في محيطه.
  • هناك أيضًا من يشملهم الخير من إذا رأوا اسم الله في أي مكان يُسبحون ويقدسون.
  • أيضًا، هو من يحسن إلى جيرانه ويحرص على إرجاع القروض في موعدها دون تأخير.
  • زيد من ذلك، أن خير الناس هم الذين يحرصون على تعلم القرآن وتعليمه لغيرهم.
  • وقد ذكر أن خير الناس هم الذين يهتمون بقضايا الأمة في وقت الفتن، ويعملون على صد الأعداء.
    • وهم الذين يستطيعون إرهاب الأعداء ليحافظوا على حقوق الله.
  • أيضًا، فإن من يتمتع بخير الرجال هو من يتفانى في تأدية حقوق الله ويتصف بلسان وقلب صادقين.

أحاديث نبوية عن فضل النفع

بعد أن استعرضنا الفئات التي أشار إليها الرسول الكريم في قوله “خير الناس أنفعهم للناس”، ننتقل الآن لعرض بعض الأحاديث النبوية التي تدل على فضل نفع الآخرين وتقديم الخير لهم:

  • قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس”.
    • وهذا يدل على أن من يستطيع أن يشعر الناس بالألفة هو خيرهم.
  • كما يأمرنا النبي في هذا الحديث بأهمية نفع الآخرين والسعي لإحساسهم بالألفة بالقرب منا.
  • وقال صلى الله عليه وسلم: “أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخل على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد”.
  • في هذا الحديث، يرشدنا النبي إلى أن أكثر الناس نفعًا هم الذين يعملون لإدخال الفرحة إلى قلوب الآخرين.
    • وهم من يسعون في تفريج كرب الآخرين وقضاء ديونهم.
  • كما أن النبي ذكر أن السعي لتلبية احتياجات الناس أفضل من الاعتكاف في المسجد، لأنه يجلب كثيرًا من الحسنات.
  • وقاله صلى الله عليه وسلم: “ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولَو شاء أن يُمْضيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.”
  • يشير هذا الحديث إلى أن السعي لقضاء حوائج الناس يساعد في تثبيت قدم المؤمن يوم القيامة.
    • حيث ستزل الأقدام من حوله بينما هم واقفون على الصراط المستقيم.

الآثار الإيجابية لنفع الناس

تقديم المساعدة للناس له العديد من الآثار الإيجابية، حيث يعود بالنفع على الفرد والمجتمع بشكل عام، ومن أهم هذه الفوائد:

  • يعمل نفع الناس على نشر المحبة والألفة بينهم، ويزيل مشاعر البغض والحسد.
    • لذا يُعد أفضل مطهر للنفس.
  • يُبرز معنى الأخوة التي جاء بها الإسلام، والتي تجسدها الإنسانية.
    • بالإضافة لكسب محبة الله عز وجل ورضاه في الدنيا وجنته في الآخرة.
  • أيضًا، يساعد فعل الخير في كسب معونة الله تعالى ونصره.
    • ويقوم بالوقوف مع الناس في كل موقف يتعرضون له.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من يُفَرِّج كربة أخيه المسلم سيُفَرِّج الله كربه يوم القيامة.
    • حيث سيساعده في السير على الصراط وتجاوز الصعوبات.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
  • كما أن الله تعالى يدعم الشخص الخير، ويؤيده حتى لا يتركه وحيدًا يوم القيامة.
  • كما يمنحه القوة التي تعينه على تجاوز الأزمات.
    • حتى وإن واجهته الشدائد، فإنه سيخرج منها أقوى مما كان.

أشكال نفع الغير

هناك العديد من الأشكال التي يمكن للمؤمن اتباعها من أجل نفع الآخرين، تتمثل هذه الأشكال في:

  • إدخال الفرح والسعادة إلى قلوب الناس.
    • والاستفسار عن أحوالهم من حين لآخر.
  • زيارة المسلمين تعد من أبرز أشكال النفع.
    • بالإضافة إلى تقديم هدايا بسيطة تُدخل البهجة في قلوبهم.
  • أو مساعدتهم في تجاوز كرب أو غم شديد يمنعهم من مزاولة حياتهم بشكل طبيعي.
    • كذلك قضاء دين يؤرقهم ويجعلهم في مآزق.
  • أو من خلال إبعاد الجوع عن الآخرين.
    • أو كبح الغضب عنهم والتوجه بكلمة طيبة بدل الجرح.
  • كما أن التعاطف مع الهموم والأحزان وستر العورات.
    • وتخفيف الآلام والمصائب عنهم تُعد من أعظم صور النفع.

حديث خير الناس أنفعهم للناس وصحته

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ).
  • وفي رواية أخرى قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كُرْبَةً، أو يقضي عنه دَيْنًا، أو تطرد عنه جُوعًا،
    • ولأن أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينةِ شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه،
    • ولَوْ شاءَ أن يُمضيه أَمْضَاه مَلأَ الله قلبه رَجَاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تَزُول الأقدام).
Scroll to Top