نظم المعلومات الجغرافية
نظم المعلومات الجغرافية هي علم يركز على جمع ومعالجة وتحليل البيانات الجغرافية. يعتمد هذا المجال على المعرفة بالخرائط، والصور الجوية، واستخدام الجداول البيانية، بالإضافة إلى معالجة هذه المعلومات لضمان دقتها وخلوها من الأخطاء. الفائدة من ذلك هو القدرة على حفظ واستخدام هذه المعلومات عند الحاجة، خاصة في الحالات التي تتطلب دراسة أو تحليل عبر الحاسوب أو على ورق الخرائط أو الرسوم البيانية.
تأسست نظم المعلومات الجغرافية لأول مرة في كندا عام 1964 على يد روجر توملنسون. خلال السبعينيات من القرن العشرين، انتشرت العديد من الشركات التي تقدم برامج مخصصة في هذا المجال، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف العمل وبالتالي أثار اهتمام عدد أكبر من الأفراد بدراستها. بالإضافة إلى ذلك، برزت تقنيات برمجية وأجهزة جديدة تركز على متابعة دراسة نظم المعلومات الجغرافية، مع تطور شبكة الإنترنت التي حسنت أساليب التعامل مع الخرائط الجغرافية.
فوائد نظم المعلومات الجغرافية
تقدم نظم المعلومات الجغرافية عددًا من الفوائد، مثل:
- تخفيض الوقت المستغرق لإعداد الخرائط: في الماضي، كانت عملية إعداد خريطة واحدة تستغرق أيامًا، وأحيانًا تمتد لعدة أسابيع، لتحديد الخطوط والتضاريس والأماكن. اليوم، بفضل نظم المعلومات الجغرافية، يمكن إعداد الخريطة في غضون ساعات قليلة.
- تقليل عدد العاملين: كانت عملية رسم الخرائط تتطلب عددًا كبيرًا من الموظفين، لكن مع تطور التكنولوجيا ونظم المعلومات الجغرافية، انخفض العدد المطلوب من العاملين نظرًا لقدرة هذه الأنظمة على القيام بمعظم مهام رسم الخرائط وتجهيزها.
- تخفيض التكاليف المالية: ساهمت نظم المعلومات الجغرافية في تقليل التكاليف المالية المرتبطة بتوفير الورق والمواد اللازمة لرسم الخرائط، على الرغم من أن إعداد نظم المعلومات الجغرافية يتطلب استثمارًا ماليًا أوليًا، إلا أن تكاليف التشغيل انخفضت على المدى الطويل.
مكونات نظم المعلومات الجغرافية
تعتمد نظم المعلومات الجغرافية على مجموعة متنوعة من المكونات، والتي تشمل:
المعلومات المكانية
تشير المعلومات المكانية إلى البيانات الأساسية المتاحة حول الأماكن المعنية على الخريطة، والتي تُجمع من خلال قياسات مساحة الأراضي أو التصوير أو المسح الضوئي للتضاريس. تتطلب هذه المعلومات استثمارات كبيرة نظرًا للحاجة إلى معدات متخصصة لضمان دقتها وتحليلها.
جهاز الحاسوب
أدى وجود أجهزة الحاسوب إلى تسهيل العديد من العمليات المرتبطة بالأعمال المتخصصة في إعداد الخرائط، حيث تُستخدم أجهزة إضافية تعتمد على تقنية الحاسوب لمعالجة البيانات المتعلقة بالخرائط، مما يمكن من إنتاج نسخ مطبوعة مع تأثيرات صوتية أو مرئية.
البرامج والتطبيقات
تتضمن البرامج والتطبيقات كافة الأدوات المستخدمة في تصميم الخرائط وجعلها أكثر تفاعلية، وخاصة مع وجود تكنولوجيا ثنائية وثلاثية الأبعاد (2D و3D)، مما يسهم في محاكاة واقعية الخرائط وتصوير المعلومات بشكل واضح. لقد ساعدت هذه التطورات على تطوير تطبيقات خدمية تستفيد من الأجهزة الرقمية الذكية مثل الهواتف والأجهزة اللوحية، مما يمنح المستخدمين القدرة على التنقل بسهولة عبر مجموعة من الخرائط التي توضح المواقع التي يبحثون عنها.