العقد النفسية: مصادرها وأسبابها
يُشار كثيرًا إلى بعض الأفراد بأنهم ذوو شخصية معقدة نفسيًا، ويعود ذلك إلى تصرفاتهم أو التناقضات التي قد تظهر في حياتهم. فما هو التعريف الدقيق للعقدة النفسية وما هي مصادرها وأسباب تشكلها؟
ما هي العقدة النفسية؟
تُعرَّف العقدة النفسية بأنها فكرة أو مجموعة من الأفكار المترابطة التي يُكبتها الفرد جزئيًا أو كليًا. هذه الأفكار مرتبطة بانفعال معين، وهي في صراع دائم مع مجموعة من الأفكار الأخرى التي يعتبرها الفرد مقبولة. تسجل العقدة النفسية كاستعداد لاشعوري، حيث لا يدرك الفرد وجودها ولا يعرف أصلها، كل ما يشعر به هو آثار هذه العقدة التي تظهر في سلوكه، مشاعره، أو حتى في صحته الجسدية. من بين هذه الآثار نجد القلق الذي يطغى عليه أو الشكوك التي تساوره، بالإضافة إلى الاضطرابات الجسيمة ذات المنشأ النفسي.
غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يواجهون عقدًا نفسية بأن هذه الناتجة عن آراء وتصورات الآخرين عنهم.
العوامل المسببة لظهور العقد النفسية
تُعتبر الخوف من فئة معينة من الأشخاص واحدة من أبرز العوامل التي تؤدي إلى ظهور العقد النفسية. غالبًا ما تتشكل هذه العقدة عند الأطفال نتيجة لتهديدات آبائهم أو تخويفهم من أمر معين أو من بعض الأشخاص مثل الأطباء أو رجال الشرطة أو المعلمين. وغالبًا ما يكون ذلك بهدف تهدئة الطفل أو إيقاف سلوك معين مثل الإلحاح أو البكاء. غير أن هذه العقدة النفسية قد تستمر في التأثير على مشاعرهم حتى بعد أن ينضجوا ويدخلوا في مهن مرموقة.
تُعد الصدمات الانفعالية الأحادية أو الخبرات المؤلمة المتكررة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي للعقد النفسية. على سبيل المثال، إذا شهد الطفل في طفولته هجوم كلب بشكل مفاجئ أو سمعه ينبح بصوت عالٍ، فقد يتطور لديه خوف من الكلاب أو حتى من جميع الحيوانات تدرجًا، مما يتسبب له بالفزع عند رؤية هذه المخلوقات في المستقبل، حتى إن كان ذلك غير إرادي.
أيضًا، الحرمان من احتياجات معينة خلال الطفولة أو قسوة التربية قد تؤدي كذلك إلى ظهور العقد النفسية. عندما يقوم الآباء بتخويف أطفالهم أو يشعرونهم بالذنب، فإن ذلك ينشئ في نفوس الأطفال مشاعر سلبية مثل النقص والقلق والغيرة. كما قد تنجم عن ذلك عواطف ومشاعر مدمرة مثل الكراهية، وهي مشاعر ثقيلة على النفس غالبًا ما تستمر ويصعب تجاوزها عندما يكبر الطفل.