نستعرض اليوم تفاصيل حقيقة لغز مثلث برمودا في السياق الإسلامي، ذلك المثلث الذي تزايدت حوله الأساطير والروايات، وأطلق عليه أسماء متعددة من بينها مثلث الشيطان.
يقع هذا المثلث في الجزء الغربي من شمال المحيط الأطلسي، حيث تمتد جوانبه بطول حوالي 1000 ميل، مما يتيح له تغطية مساحة شاسعة تقارب مليون ونصف المليون متر مكعب.
تحدد نقاط المثلث الرئيسية كل من برمودا وبورتوريكو وفلوريدا، مما شكل منطقة جغرافية مثيرة للجدل.
لا تزال الأسطورة تحيط بهذا المكان بسبب حالات اختفاء السفن والطائرات دون تفسير واضح، مما أدى إلى ظهور العديد من الفرضيات والأفكار.
تتباين الروايات الغريبة المتعلقة بمثلث برمودا، فبعضها يستند إلى أدلة، بينما يعتمد البعض الآخر على التكهنات والافتراضات دون أساس علمي.
يرجع اسم مثلث برمودا إلى مجموعة جزر برمودا التي تتكون من نحو ثلاثمائة جزيرة، يسكنها البشر في ثلاثين جزيرة منها فقط.
حقيقة لغز مثلث برمودا في الإسلام
قامت مجموعة من العلماء بجهود مكثفة لمعرفة حقائق لغز مثلث برمودا في الإسلام، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى إجابات قاطعة.
يذكر التاريخ أن كريستوفر كولومبس شهد أثناء رحلته الاستكشافية الأولى ظهور كرة ملتهبة تتهاوى إلى مياه المحيط.
تبع ذلك ظهور أضواء غير مألوفة في المنطقة، مع عدم دقة اتجاهات البوصلة، مما أدى إلى توالي حوادث الاختفاء لاحقًا.
نسجت العديد من الحكايات حول ما يجري في مثلث برمودا، فمنها ما هو خيالي، ومنها ما يبدو أنه واقعي.
تتضمن تلك الحكايات وجود كائنات بحرية ضخمة أو أطباق طائرة، أو وجود دوامات بحرية، يُشار إليها بأنها تبتلع السفن.
كما يعتقد البعض أن عدم انتظام البوصلة في هذا المكان يعود إلى زيادة تركيز غاز الميثان في قاع المحيط.
فقاعات الغاز تؤدي إلى حدوث تمدد مغناطيسي، وهو ما يؤثر على عمل البوصلة.
بينما يرجع البعض الآخر الحوادث إلى ظروف بيئية مثل العواصف والأعاصير التي تسببت في تحطيم العديد من السفن.
تشير الإحصائيات إلى اختفاء حوالي 1000 سفينة وطائرة في هذه المنطقة، وكان على متنها أكثر من 8000 شخص.
الحقيقة العلمية لمثلث برمودا
يعتقد عدد من العلماء أنهم توصلوا إلى حقيقة علمية بشأن مثلث برمودا، الذي ظل لعدة سنوات لغزًا محيرًا.
نتج عن ذلك اختفاء المئات من السفن وما لا يقل عن 75 طائرة، حيث استند هؤلاء العلماء إلى عوامل بيئية تتمثل في العواصف والأعاصير التي قد تكون وراء هذه الحوادث.
يرى هؤلاء العلماء أن وجود سحب ذات أشكال سداسية في منطقة مثلث برمودا هو جزء من الحقيقة العلمية وراء تلك الظواهير.
تنتج هذه السحب عواصف ورياح تصل سرعتها إلى نحو 273 كيلومترًا في الساعة.
يعتقد العلماء أن هذه الرياح هي المسبب الرئيسي لاختفاء السفن والطائرات، إذ تُنتج أمواجًا قد تصل ارتفاعها إلى حوالي 13 متر.
استخدم العلماء أجهزة الرادار للتحقق من ما يحدث أسفل هذه السحب، فاكتشفوا أن سرعة الرياح في هذه المنطقة قد تصل إلى 170 ميل في الساعة.
وهذا يشبه تأثير القنابل الهوائية التي يمكن أن تولد انفجارات هائلة قادرة على تدمير كل ما يواجهها.
قصة مثلث التنين
جاء في رحلتنا حول حقيقة لغز مثلث برمودا في الإسلام أن قصة مثلث التنين لا تقل غموضًا وإثارة عن مثلث برمودا.
يطلق على هذا المثلث العديد من الأسماء التي تشير إلى خطورته وغموضه، مثل بحر الشيطان ومثلث التنين، الذي يُعتقد قديمًا أنه موطن لتنين عملاق يقبع في قاع المحيط، ليقوم بمهاجمة السفن وسحبها تحت المياه.
يقع مثلث التنين في المحيط الهادئ، داخل منطقة يطلق عليها “حلقة النار” بالقرب من جزيرة مياكي اليابانية.
من المميز لهذه المنطقة أنها تُعتبر من أخطر المناطق في العالم، حيث تتسم بنشاط زلزالي عنيف مما ينعكس على حركة المياه التي تكون عادةً غاضبة ومخيفة.
من أبرز الحوادث المرتبطة بقصة مثلث التنين تعرّض طائرة حربية أمريكية لظروف قاسية أدت إلى انقطاع الاتصال بينها وبين القاعدة الجوية، وعند عودتها كانت جميع ركابها قد توفوا نتيجة تلوث غريب أصاب جلدهم، مع ظهور ثقوب في صدورهم، ورائحة كبريتية مريبة لم تُعرف مصدرها.
مثلث برمودا والقرآن
تناول القرآن الكريم والحديث الشريف ظاهرة مثلث برمودا بطريقة تفسر بعض جوانبها.
حيث ينقل عن جابر بن عبد الله عن النبي قوله: “إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس…..” مما يشير إلى وجود مركز لإبليس في البحر، وتواجد جيش من الجن تحت عرشه.
هذا يعني وجود مملكة لشياطين الجن تحت قيادة إبليس في البحر، ويدل على احتمال أن يكون مثلث برمودا هو أحد تلك الأماكن المشبوهة المليئة بالشر.
أيضًا، تتضح العلاقة بين مثلث برمودا والقرآن من خلال قصة سيدنا سليمان والهدهد، حيث تُظهر القدرات الخارقة للجن.
فقد تمكن الجن من إحضار عرش الملكة بلقيس في لمح البصر أمام سيدنا سليمان، مما يشير إلى أن أمر إخفاء السفن والطائرات ليس بالصعب بالنسبة لهم.
لا تنسَ قراءة:
حقيقة مثلث برمودا وفق عائض القرني
تكلم الشيخ والدكتور عائض القرني في أحد كتبه “الحقيقة الغائبة… أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة” عن حقائق مثلث برمودا ومثلث التنين، حيث اعتبرهم بمثابة قواعد للشيطان وأعوانه من الجن.
وأوضح الشيخ في مؤلفه أن الشيطان يسعى لبسط نفوذه على البشرية من خلال هذه المناطق.
وأكد أن الله تعالى أراد انتصار الإنسان على جيش إبليس، الذي يتكون من الجن والغيلان، وقد تحقق ذلك على يد شخص يدعى “مهلاييل”.
بعد هزيمة إبليس، فرَّ إلى منطقة مثلث برمودا ومثلث التنين بحثًا عن ملاذ آمن، بعيدا عن البشر، وأسّس مملكة باستخدام القدرات الخارقة للجن.
مثلث برمودا عند الشيعة
يُشير بعض المراجع الشيعية، مثل السيد علي الكوراني، في برنامجه التلفزيوني، إلى أن مثلث برمودا هو مكان لصنع الأسلحة السرية الخاصة بالإمام المهدي الغائب.
يدّعي الكوراني أن الإمام المهدي، عندما يظهر في آخر الزمان، سيكون لديه سجلات إلكترونية تسجل جميع الأحداث في التاريخ الإسلامي.
ومع ذلك، هناك العديد من علماء الشيعة الذين يرون أن هذا الاعتقاد ليس له أي أساس علمي أو دليل يدعمه.