بيت الله الحرام
ذُكر في القرآن الكريم أن البيت الحرام هو أول بيت تم إنشاؤه لعبادة الله -تعالى- على وجه الأرض، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). وقد تعددت الآراء حول من أنشأ المسجد الحرام، فبعض الروايات تشير إلى أن الملائكة هم من بنوه للتقرب إلى الله بعد أن ظنوا أنهم قد يعصونه عندما قالوا: “إنّ البشر في الأرض قد يكونوا مفسدين”. هناك أيضًا من يؤكد أن آدم -عليه السلام- هو المؤسس الأول للبيت الحرام، في حين يُعتقد أن شيث بن آدم كان له دور في ذلك. لكن المؤكد، حسب العديد من الروايات، هو أن النبي إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- هما من أعادا بناء الكعبة بأمر من الله -عز وجل-، حيث رفعا قواعد البيت الحرام وأذنا للناس بالحج للوجه الله الكريم.
تاريخ البيت الحرام
يقع بيت الله الحرام في مدينة مكة المكرمة في الجزيرة العربية، بارتفاع يقارب 330 مترًا عن سطح البحر. وقد تمتاز مكة، مضيفة البيت الحرام، بعدد من الخصائص والفضائل، فإلى جانب كونها مكان ولادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، كانت بداية الدعوة ونزول الوحي فيها. تاريخ البيت الحرام شهد عدة مراحل من البناء بعد عصر النبي إبراهيم، حيث تم تجديده على يد العمالقة ثم قبيلة جرهم، وبعد ذلك قصي بن كلاب، وتوالت أعمال الترميم من قبل قريش. من جهة أخرى، تعرضت الكعبة لمحاولة هدم قبل ظهور الإسلام في السنة التي شهدت ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام-، حينما جاء أبرهة الأشرم مع جيش مكون من الفيلة بهدف هدم الكعبة، لكن الله -سبحانه- أرسل عليهم حجارة سجيل كانت بيد طيور الأبابيل، مما أدى إلى هزيمة الجيش المعتدي.
الصلاة في البيت الحرام
من المعروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصلاة في البيت الحرام تعادل مئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد. وهذا ينطبق على جميع أنواع الصلوات، سواء كانت مفروضة أو نافلة، بينما ذهب بعض العلماء إلى أن مضاعفة الأجر تنطبق فقط على صلاة الفريضة.