الفتاق
تعتبر أغلب أنواع الفتاق ناتجة عن ضعف جدار البطن الذي يتكون من العضلات والأوتار الداعمة، حيث يمتد هذا الجدار من الأضلاع إلى منطقة المغبن. يلعب جدار البطن دورًا حيويًا كدعامة للأعضاء الداخلية، وخاصة الأمعاء. في حال تعرض هذا الجدار للضعف، قد تندفع الأمعاء والأعضاء الداخلية نحو الخارج، مكونةً بذلك انتفاخاً مرئيًا على سطح الجلد. من المهم ملاحظة أن معظم أنواع الفتاق، خاصة الكبيرة منها، لا تسبب الألم، بينما يمكن أن تسبب الفتاق الصغيرة آلاماً نتيجة ضغط الأعضاء الداخلية في منطقة ضيقة. يُوصى بزيارة الطبيب عند ظهور الفتاق، سواء كان مؤلماً أم لا، نظرًا لأن العديد من المرضى ينتظرون الألم للذهاب إلى الطبيب، مما قد يؤدي لزيادة معاناتهم بعد العملية الجراحية لتصحيح الفتاق.
أنواع الفتاق
الفتق الأربي
يحدث الفتق الأربي عندما تبرز جزء من الأمعاء عبر منطقة ضعيفة في العضلات البطنية قرب المغبن. في الغالب، لا يُعد الفتق الأربي خطيراً، ولكن يجب أن نذكر أنه لا يتحسن من تلقاء نفسه ويحتاج لتدخل جراحي. تشمل أعراض الفتق الأربي بروز انتفاخ عند الوقوف أو عند السعال، مع شعور بالألم أو الحرقة في المنطقة المعنية، خاصة عند الانحناء أو رفع الأشياء، كما قد يشعر المريض بالثقل والضغط في المنطقة الأربية. في بعض الحالات، قد يكون هناك ألم وتورم حول الخصيتين إذا نزل جزء من الأمعاء إلى كيس الصفن. تُعتبر الأسباب الرئيسة للفتق الأربي هي الضغط أثناء التبرز أو التبول، السعال المزمن، الإمساك، ممارسة التمارين الرياضية العنيفة، الحمل، والتقدم في العمر. تجدر الإشارة إلى أن حزام الفتق، الذي يُستخدم لإبقاء الفتق في مكانه، لا يعالج الفتق ولا يمنع المضاعفات، بل قد يُستخدم لتقديم الراحة حتى موعد العملية.
الفتق الفخذي
الفتق الفخذي يحدث نتيجة ضعف جدار عضلات البطن، مما يسبب بروز جزء من الأمعاء عبر قناة الفخذ، ويؤدي إلى ظهور انتفاخ في المنطقة. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الفتق ليس شائعًا، فإنه يظهر بشكل أكثر وضوحًا لدى النساء مقارنة بالرجال. في كثير من الأحيان، قد يكون الفتق غير ملحوظ، خاصةً إذا كان حجمه صغيرًا أو متوسطًا، ولكن في الحالات الشديدة قد يتسبب بشعور بألم حاد في المعدة أو ألم مفاجئ في الفخذ، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ. ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى الفتق الفخذي الولادة، الإمساك المزمن، رفع الأثقال، زيادة الوزن، وصعوبة التبول نتيجة تضخم البروستاتا، والسعال المزمن.
الفتق السري
يحدث الفتق السري عندما يندفع جزء من الأمعاء أو النسيج الدهني عبر منطقة ضعيفة بالقرب من السرة. يُعتبر هذاالفئة من الفتاق شائعًا بين الأطفال حديثي الولادة، خاصة الذين وُلدوا قبل الأوان، ويمكن أن يحدث كذلك عند البالغين. غالبًا ما يختفي الفتق السري عند الأطفال بدون الحاجة لجراحة عند بلوغهم 3-4 سنوات، بينما يحتاج معظم البالغين إلى عملية جراحية. من عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بالفتاق السري لدى البالغين السمنة، رفع الأثقال، السعال المستمر، والحمل بتوائم. ومن الملاحظ أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفتاق السري من الرجال، حيث يمكن تمييزه عند الأطفال من خلال ظهور انتفاخ بالقرب من السرة، والذي يتضح عندما يضحك الطفل أو يبكي أو يسعل، ويختفي عند استلقائه على ظهره.
الفتق الجراحي
يحدث الفتق الجراحي نتيجة اندفاع جزء من الأمعاء أو الأنسجة الأخرى عبر مكان العملية الجراحية أو بالقرب منها. تجدر الإشارة إلى أن خطر الإصابة بالفتق الجراحي بعد إجراء عملية في البطن قد يصل إلى 33%، وخاصةً خلال 3-6 أشهر بعد العملية. تزداد فرص حدوثه إذا كانت هناك عوامل تزيد الضغط على عضلات البطن قبل الشفاء الكامل للجرح، مثل الحمل، أو ممارسة النشاط البدني المفرط، أو زيادة الوزن بسرعة بعد العملية. يمكن علاج الفتق الجراحي من خلال العمليات الجراحية المفتوحة أو عبر التنظير.
الفتق الحجابي
الفتق الحجابي يحدث غالبًا عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة خلال العضلة التي تفصل بين البطن والصدر والمعروفة باسم الحجاب الحاجز. غالبًا ما لا يتسبب الفتق الحجابي الصغير في مضاعفات، وقد لا يدرك المريض وجوده وذلك لعدم وجود أعراض واضحة. أما الفتق الحجابي الكبير فقد يسبب حرقة في المعدة، ارتجاع الطعام والسوائل إلى الفم، ارتجاع حمض المعدة للمريء، صعوبة في البلع، شعور بألم في الصدر أو البطن، وضيق في التنفس، كما يمكن أن يحدث تقيؤ للدم أو تغير لون البراز إلى الأسود إذا حدث نزيف داخل الأمعاء. عادةً ما ينتج هذا النوع من الفتق نتيجة للضغط المستمر على العضلات المحيطة، كما يحدث عند رفع الأشياء الثقيلة أو السعال والتقيؤ المستمر، بالإضافة إلى أن السمنة والتقدم في العمر يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بالفتق الحجابي.