تطبيقات نظرية بياجيه في تعليم مادة الرياضيات

تطبيقات نظرية بياجيه في مجال الحساب

تعتبر نظرية بياجيه من الأسس الهامة لفهم التطور المعرفي لدى الأطفال، حيث تقدم فهماً عميقاً لأساليب تفكيرهم والتسلسلات التي يتبعونها للوصول إلى المعلومات واستيعابها وتطويرها مع مرور الوقت. تتجاوز هذه النظرية مجرد تعليم الحساب، إذ تشمل جميع جوانب التعلم لدى الأطفال. وتنقسم تطبيقاتها إلى عدة مراحل على النحو التالي:

تطبيقات مرحلة ما قبل التشغيل

يمكن تطبيق النظرية خلال مرحلة ما قبل التشغيل عن طريق تصميم الدروس في كتب الحساب للأطفال باستخدام الرسوم التوضيحية لأشياء وكائنات مألوفة للطفل، وربطها بالأرقام أو الرموز. على سبيل المثال، يمكن رسم 10 تفاحات في تمرين لتعزيز مفهوم العدّ من 1 إلى 10، أو رسم قطعتين من الحلوى لتعليم الطفل بوضوح الرقم 2 ورمزه وطريقة كتابته.

وفقًا لنظرية بياجيه، يبدأ الأطفال في هذه المرحلة (من سن 2 إلى 6 سنوات) في إدراك كيف يمكن للرموز تمثيل الأشياء، مثل الأرقام والحروف، ويكتسبون القدرة على استخدام الخيال، مما يمكنهم من الربط بين الأشياء والرموز بصورة خاصة في سياق خيالهم.

تطبيقات مرحلة التشغيل الخرسانية

تُعرف هذه المرحلة بالخرسانية لأنها غالبًا ما تتطلب استخدام نماذج ومواد ملموسة في عملية التعليم. لذا، يمكن استخدام أدوات مثل الخرز، نماذج من البلاط الرياضي، لتعزيز فهم العمليات الحسابية البسيطة. يُفضل في هذه المرحلة استخدام الأمثلة الملموسة والتجارب العملية لتعزيز التعلم.

تتناسب هذه المرحلة مع الأطفال بين 7 و11 عاماً، حيث يتكون لديهم فهم أكبر للعمليات الحسابية، مما يمكّنهم من الترتيب بين الأرقام من خلال الزيادة أو النقصان في القيمة. وهكذا، يستطيع الطفل فهم الأرقام الأكبر والأصغر، وكمياته المختلفة، ويمثل ذلك أساساً لتعلم جداول الضرب وعملية القسمة.

تطبيقات مرحلة التشغيل الرسمية

تُستخدم المسائل الحسابية الكلامية في هذه المرحلة، حيث يكون الطفل قد أتمكن من العمليات الحسابية الأساسية في المراحل السابقة. في هذه المرحلة، يُتوقع من الأطفال التطبيق الأوسع للمعارف المكتسبة ضمن سيناريوهات الحياة اليومية. يُعتبر تعليم الجبر وادخال المتغيرات في المعادلات جزءاً مهماً من هذه المرحلة، حيث يُعلّم الأطفال كيفية حل المعادلات واستخراج المجاهيل.

تتعلق هذه المرحلة بفئة المراهقين الذين يكتسبون القدرة على تكوين فرضيات خاصة بهم بناءً على المعلومات المتاحة. كما يمكنهم الاستنتاج والاستدلال وتقييم الأفكار وقياسها وتطبيقها على مفاهيم ومعارف أخرى.

مؤسس نظرية بياجيه

وُضعت هذه النظرية بواسطة عالم النفس السويسري جان بياجيه، الذي يُعتبر من الشخصيات الأكثر تأثيراً في مجال علم النفس التربوي. وقد قام بياجيه بدراسة العمليات الذهنية التي يعبر بها الأطفال عن إجاباتهم، كما أجرى العديد من التجارب ضمن إطار البحث النفسي لفحص كيفية تفكير الأطفال، مما أدى إلى تطوير نظريته المعروفة بنظرية التطور أو النموّ المعرفي.

تجدر الإشارة إلى أن جان بياجيه كان قد بدأ اهتمامه بعلم الحيوان قبل التعمق في علم النفس. وقد حققت منشوراته حول الرخويات شهرة واسعة بين علماء الحيوان في أوروبا. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في علمي الحيوان والفلسفة، انتقل اهتمامه إلى علم النفس، حيث دمج بين تدريبه البيولوجي واهتمامه في نظرية المعرفة.

Scroll to Top