إسهامات الإدريسي في تقدم علم الجغرافيا

ساهم الإدريسي في تطور علم الجغرافيا بفضل كونه مفكرًا وباحثًا بارعًا، إضافة إلى كونه رحالة بارع. فقد قام بجولات حول العالم، مكتشفًا العديد من المناطق مع شرح خصائصها الجغرافية المتنوعة.

إسهامات الإدريسي في علم الجغرافيا

عند استقصاء إسهامات الإدريسي في علم الجغرافيا، نجد أنه قد برز في عدة مجالات، منها:

  • أجرى حسابات دقيقة لخطوط الطول والعرض، إلى جانب تسجيل كافة المعلومات المتعلقة بالدول المختلفة.
    • لم يكن هذا العمل عشوائيًا، بل استند إلى حسابات علمية دقيقة.
    • استفاد من لوحة الرسم التي استخدمها لاحقًا في تصميم الكرة الأرضية بصورة جغرافية.
  • قام بإعداد خريطة دقيقة للكرة الأرضية، مع توضيح مواقع الدول المختلفة والخلجان والأنهار.
    • استخدم في ذلك اللوحة التي تم ذكرها سابقًا، بالإضافة إلى استخدام البيكار لتحديد المواقع بدقة.
    • بعد انتهائه من إعداد الخارطة، طلب من ملك صقلية الحصول على كمية كبيرة من الفضة.
    • هذا لتجسيد الخارطة عليها، مما يحميها من عوامل الطقس.
    • استجاب الملك لرغبة الإدريسي ومنحه 400 رطل من الفضة، التي تم تشكيلها على هيئة كرة ضخمة.
    • وكلف الملك النحاتين بنقل الإحداثيات التي توصل إليها الإدريسي إلى الكرة الفضية.
    • وفي النهاية، تم إنتاج تصميم فريد ودقيق للكرة الأرضية.

نبذة عن الإدريسي

هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني الطالبي، المعروف بلقب الشريف:

  • ينحدر نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.
  • وهو حفيد إدريس الأول بن عبد الله، مؤسس دولة الأدارسة في المغرب العربي.
  • ولد الإدريسي عام 1100 ميلادي في مدينة سبتة المغربية.
  • بدأ رحلاته إلى قرطبة في سن مبكرة، التي كانت واحدة من أكبر المراكز الثقافية في الأندلس.
    • تلقى جميع علومه هناك.
  • سافر إلى عدة بلدان منها سواحل فرنسا الجنوبية والغربية وآسيا الصغرى.
    • وأيضًا إلى إنجلترا الجنوبية.
  • كان يحمل دائمًا ورقة وقلم لتدوين المشاهدات والمعلومات التي يكتشفها.
  • أصبح واحدًا من أبرز علماء الجغرافيا في سن 37 عامًا.
  • وبعد سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس، قرر الإدريسي الاستقرار في جزيرة صقلية.
    • حيث كان الملك روجر الثاني معروفًا بشغفه بالعلم والمعرفة.
  • عندما استقر في صقلية، طلب منه الملك تأليف كتاب يناقش تضاريس الأرض دون خرافات.

أهم الرحلات الاستكشافية للإدريسي

برزت إسهامات الإدريسي في علم الجغرافيا من خلال مجموعة من الرحلات الاستكشافية التي قام بها:

  • كانت رحلته الأولى في سن 16، حيث زار البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
  • استكشف بلاد شمال إفريقيا، متعرفًا على تقاليد سكانها وعاداتهم.
  • توجه إلى سواحل فرنسا المطلة على المحيط الأطلسي.
  • كما زار سواحل إنجلترا ليكتشف ظواهر طبيعية لم يرها من قبل.
  • وكانت رحلاته تتميز بالتأمل في النجوم والجبال والتضاريس المختلفة.

لمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:

أبرز مؤلفات الإدريسي

كتب الإدريسي العديد من المؤلفات التي ساعدت في تطوير العديد من العلوم، وخاصة علم الجغرافيا، ومنها:

  • كتاب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، الذي ألفه خلال 15 عامًا بتوجيه من ملك صقلية.
    • يعتبر من الموسوعات الجغرافية الكبرى في العالم العربي والإسلامي على مدار ثلاثة قرون.
    • يضم معلومات جغرافية ثرية تتعلق بأهم رحلاته حول العالم.
    • يشمل خريطة للعالم في العصور الوسطى مع ملاحظات شخصية متعددة.
    • يحتوي على تقارير مبنية على تجاربه الشخصية.
    • كذلك، يحتوي على 70 خريطة مقطعية تتضمن نظام تقسيم نصف الكرة الشمالي إلى 7 أقاليم مناخية.
    • تم رسم هذه الخرائط بعناية ودقة، موضوعة مع الشرح الفيزيائي والسياسي والاجتماعي والثقافي.
    • صدر الكتاب عام 1154م قبل وفاة الملك روجر الثاني بفترة قصيرة.
    • للكتاب أسماء متنوعة مثل “كتاب روجر” و”كتاب تابيولا روجريانا”.
  • ألف أيضًا كتاب “روضة الأنس ونزهة النفس” المعروف أيضًا بكتاب “الممالك والمسالك”.
    • يتناول جميع القضايا المتعلقة بعلم الأرض والجغرافيا.
  • كما كتب “أنس المهج وروض الفرج”، حيث تناول فيه تقسيم بلدان السودان وشمال إفريقيا.
    • يعد من الأعمال الشاملة التي تضم تفاصيل هامة حول السودان والنيجر وتمبكتو.
    • كما يتضمن تصحيحات لبعض الأخطاء المتعلقة بمواقع البحيرات ومسار نهر النيل.
  • أصدر كتاب “الجامع لصفات أشتات النبات”، الذي يتناول فيه أنواع مختلفة من الزهور والثمار والنباتات.
    • يتضمن أيضًا معلومات حول العديد من الحيوانات وبعض المعادن.
    • وصدر الكتاب بعدة لغات بينها البربرية والسريانية واليونانية.

وفاة الشريف الإدريسي

بعد تسليط الضوء على إسهامات الإدريسي في علم الجغرافيا، نجد أن وفاته حدثت في صقلية بعد أربعين عامًا من إقامته هناك:

  • كان مقربًا من الملك روجر الثاني الذي توفي عام 1154م، وكان الإدريسي في ذلك الوقت يبلغ من العمر 55 عامًا.
  • بعد مرور 11 عامًا على وفاة الملك، توفي الإدريسي أيضًا.
  • تتباين الروايات حول مكان وفاته، وهل قضى آخر أيام حياته في جزيرة صقلية أو في مسقط رأسه سبتة.
Scroll to Top