اكتشف شخصيتك والشخصيات المحيطة بك

تعريف الشخصية

تعود جذور مفهوم “الشخصية” إلى الكلمة اللاتينية (persona)، التي تشير إلى القناع الذي ارتداه الممثلون في المسرح الإغريقي لأداء أدوارهم. كان الممثل، من خلال ارتدائه هذا القناع، يخفي هويته الحقيقية ويؤدي دورًا محددًا، مما يترك انطباعًا في نفوس المتلقين. في السياق النفسي، يمكن تعريف الشخصية بأنها مجموعة من الظواهر والخصائص السلوكية الفريدة التي تميز الفرد، والتي تشمل أيضاً استجاباته للمؤثرات المختلفة، مشكّلةً نظامًا متكاملًا يتناول مختلف الجوانب الخاصة به، مثل الميول والانفعالات والدوافع.

أنماط الشخصية

يولد الإنسان مع مجموعة من المكونات الشخصية التي تشمل الصفات الجينية والاستعدادات الفطرية، مما يشكل شخصيته الفريدة. ويضاف إلى ذلك التفاعل مع بيئته المحيطة، بما في ذلك العوامل الدينية والثقافية التي قد تؤثر في تعديل وتوجيه سماته الشخصية. تعد معرفة أنماط الشخصية ذات أهمية كبيرة، حيث تتيح للفرد قدرة على توقع استجاباته في مواقف معينة، مما يساعد في رسم صورة عامة عن سلوكياته وتفاعلاته المستقبلية.

أنماط الشخصيات وكيفية التعامل معها

يساعد تصنيف الشخصيات إلى أنماط ودراستها، الأفراد على فهم أنفسهم ومن حولهم بشكل أفضل، بين ما تتطلبه قدراتهم واستعداداتهم، وما يوفره لهم من فرص لتحقيق النجاح. ترتبط شخصية الفرد ارتباطًا وثيقًا بميوله واتجاهاته، مما يسهل تحديد المجالات الأكاديمية والعلمية والمهنية المناسبة لكل نمط على حدة. ولغزارة الأبحاث في هذا المجال، تنوعت التصنيفات بحسب اتجاهات الباحثين. وقد تم تصنيف الشخصيات في علم النفس بناءً على تفاعلاتها الداخلية، مثل الشخصية السيكوباتية والمازوخية والسادية، بالإضافة إلى نموذج مايرز بريغز وكريسي الذي يحدد ستة عشر نمطًا من الشخصيات، إلى جانب العديد من التصنيفات الأخرى التي تبرز تنوع تلك الأنماط.

يمكن أن تنوع سمات الأنماط الشخصية وفقًا لدرجاتها وشدتها، حيث قد تكون بسيطة وغير مؤثرة أو حادة للغاية، بحيث تتطلب تشخيصًا كاضطراب نفسي. فيما يلي عرض لإحدى التصنيفات البسيطة والشائعة:

الشخصية المرتابة أو الشكاكة

تتميز هذه الشخصية بظهور سوء الظن والحذر المفرط تجاه الآخرين، وتشمل سماتها ما يلي:

  • السعي لتتبع أسباب الحوادث ومحاولة الربط بينها بشكل مستمر، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والتوتر.
  • ثقة متدنية بالنفس، مع عدم ثقة بالآخرين، مما يجعله يسعى للحصول على تأكيدات من الآخرين.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات والتردد في المواقف المختلفة.
  • العيش في حالة من عدم الولاء والإحباط من احتمال خيبة الأمل أو الخيانة.
  • غالبًا ما يكون شخصًا قاسي القلب، قليل التفاهم لمشاعر الآخرين.

يمكن التعامل مع هذه الشخصية عبر:

  • التواصل الواضح والصريح لتقليل الشكوك، مع تقديم الأدلة التي تثبت حسن النوايا.
  • إتاحة الفرصة للآخرين لتعزيز ثقتهم به.
  • الاستماع بعناية وشرح الدوافع وراء نوايا الآخرين الطيبة.

الشخصية الساذجة

تتصف هذه النوعية من الشخصيات بما يلي:

  • ثقة مفرطة بالناس دون القدرة على التمييز بين الثقة المستحقة وغير المستحقة.
  • عدم الإدراك للفرص المهمة المحيطة به.
  • الانقياد الكامل للآخرين وسرعة الاقتناع بآرائهم.
  • المسامحة المفرطة عند تلقي الإهانات، ما يؤدي إلى قبول الانتقادات بغض النظر عن دقتها.
  • التحدث بصراحة غير محسوبة، مما قد يعكس صورة غير مرغوب فيها.

ينصح بالتعامل مع هذه الشخصية عبر:

  • تعريضها لتجارب جديدة وتحفيزها على القيام بمسؤوليات صعبة.
  • تسهيل الاعتماد على النفس تدريجياً من خلال تطوير قدراتها.
  • مساعدتها على اكتشاف مهاراتها وثقتها بنفسها.

الشخصية القاسية

تتميز هذه الشخصية بالسمات التالية:

  • صلابة وقسوة تجاه الآخرين وأحيانًا تجاه الذات.
  • إصرار على الرأي وتحويل النقاشات إلى جدالات مطولة.
  • عدم القدرة على الإصغاء، مما يعوق الآخرين عن التعبير عن آرائهم.
  • عدم الثقة بالآخرين وكثرة الشكوك لديهم.

يمكن التفاعل مع هذه الشخصية كالتالي:

  • ممارسة التحكم في الأعصاب والتحلي بالهدوء عند التحدث.
  • عدم توقع ردود فعل عاطفية بالمثل من جانبهم.
  • اختيار الكلمات بعناية عند المناقشة وتجنب أسلوب الاستفزاز.
  • الخروج من النقاش إذا تحول إلىإهانة أو استعمال ألفاظ قاسية.

الشخصية العاطفية

تتميز هذه الشخصية بما يلي:

  • حساسية مفرطة تؤثر في اتخاذ القرارات.
  • مهارة في تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين.
  • انسحاب هادئ من المواقف الصعبة، وتجنب الإهانات.
  • توفر اللطف والحنان والابتعاد عن النزاعات.

للتعامل مع هذا النمط من الشخصية، يمكن استخدام الأساليب التالية:

  • الوضوح والشفافية في التعاطي، والالتزام بالاستماع.
  • تجنب الإكراه والسعي لتحقيق أهدافهم.
  • تقديم عناية واهتمام بمشاعرهم من خلال كلمات مفعمة بالعاطفة.
Scroll to Top