تحليل مستوى هرمون النمو في الجسم

تحليل هرمون النمو

تتعدد الأساليب المستخدمة في تحليل هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone)، ويتوجب التنويه إلى أن هرمون النمو يُفرَز في الجسم على شكل نبضات بعد تصنيعه، حيث تختلف كمية كل نبضة ومدتها حسب توقيت اليوم، وجنس الشخص، وعمره. هذا هو السبب وراء عدم الاعتماد عادةً على قياسات عشوائية لمستوى هرمون النمو، حيث يُظهر مستوى الهرمون ارتفاعًا ملحوظًا إذا تم أخذ عينة الدم خلال نبضة إفراز الهرمون، بينما من المتوقع أن يكون منخفضًا قرب نهاية تلك النبضة. لذلك، فإن قياس مستوى هرمون النمو يُعتبر أكثر فائدة عند إجرائه ضمن اختبارات التحفيز أو التثبيط.

في هذا السياق، يجب التأكيد على أن اختبار التثبيط يقيس كمية هرمون النمو المُنتَج في الجسم حين يتم تثبيط عمل الغدة النخامية لعدم إنتاج هرمون النمو، بينما يقيس اختبار التحفيز كمية هرمون النمو الناتجة عند تحفيز الغدة النخامية لإفراز هذا الهرمون. في الحقيقة، هناك العديد من العوامل التي قد تُؤثّر على نتائج اختبار مستوى هرمون النمو، مثل: الإجهاد، والتوتر، والتمارين الرياضية، واستخدام بعض الأدوية، بالإضافة إلى مستوى سكر الجلوكوز في الدم. لذلك، غالبًا ما يُجرى اختبار هرمون النمو مدموجًا مع هرمونات أخرى مثل عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 (بالإنجليزية: Insulin-like growth factor-1).

أنواع تحليل هرمون النمو

اختبار تحفيز هرمون النمو

يُستخدم اختبار تحفيز هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone stimulation test) لقياس قدرة الجسم على إنتاج هرمون النمو. يقوم الطبيب عادةً بتحديد اختبار تحفيز هرمون النمو المناسب للمريض، حيث يتم تحفيز الغدة النخامية من خلال إعطاء المريض دواءً معيناً لكي يُفرز هرمون النمو إلى مجرى الدم. يتم تسجيل استجابة الجسم لهذا التحفيز عن طريق قياس مستويات هرمون النمو في الدم في أوقات مختلفة بعد تناول الدواء.

حالات تستدعي إجراء الاختبار

قد يُطلَب إجراء اختبار تحفيز هرمون النمو في بعض الحالات للأطفال أو البالغين، وفيما يلي البيانات المرتبطة بذلك:

  • بالنسبة للأطفال: يجب إجراء الاختبار إذا كان هناك علامات تدل على نقص هرمون النمو، مثل؛ بطء النمو الملحوظ في الطفولة، أو قصر القامة مقارنةً بأقرانهم، أو تأخر البلوغ، أو تأخر نمو العظام وفقًا للأشعة السينية، بالإضافة إلى الأطفال الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي سابقًا.
  • بالنسبة للبالغين: يتم إجراء اختبار التحفيز إذا كانت هناك علامات على نقص هرمون النمو أو قصور نشاط الغدة النخامية، مثل؛ انخفاض كثافة العظام، والتعب الجسدي، والتغيرات الضارة في مستوى الدهون مثل ارتفاع الكوليسترول، بالإضافة إلى ضعف القابلية لتحمل التمارين الرياضية، وأي اضطرابات في الغدة النخامية قد تزيد من خطر نقص هرمون النمو.

تحضيرات إجراء الاختبار

تتطلب بعض الإجراءات التحضيرية قبل بدء الاختبار، وأبرزها؛ الامتناع عن تناول الطعام لمدة 10 إلى 12 ساعة قبل الاختبار، حيث أن تناول الطعام قد يؤثر في النتائج. من المهم أيضًا استشارة الطبيب بشأن الأدوية المتناوَلة، إذ أن بعض الأدوية قد تؤثر على النتائج ويجب إيقافها قبل الاختبار. يجب على مقدّم الخدمة أن يشرح للطفل آلية إجراء الاختبار بشكل بسيط ومبسط لتقليل القلق الناتج عن هذا الإجراء.

آلية إجراء الاختبار

تتضمن خطوات إجراء اختبار تحفيز هرمون النمو مجموعة من الإجراءات التي قد تستغرق بين ساعتين إلى خمس ساعات، وتتلخص فيما يلي:

  • يتم إدخال أنبوب وريدي في أحد الأوردة المناسبة بعد تعقيم المكان. غالبًا ما يتم ذلك في منطقة المرفق أو الجزء الخلفي من اليد، لتسهيل عملية سحب عينات الدم بشكل متكرر.
  • تُؤخذ أول عينة دم في الصباح الباكر.
  • يتم إعطاء المريض دواءً عبر الأنبوب الوريدي لتحفيز إفراز هرمون النمو، ويقوم الطبيب باختيار الدواء من بين عدة خيارات، كما يُستخدم الأرجينين بشكل شائع، بالإضافة إلى أدوية محفزة أخرى مثل كلونيدين وجلوكاجون. يمكن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة قبل 20 دقيقة من سحب العينة لتحفيز الهرمون.
  • تُكرر عملية سحب العينات خلال الساعات التالية بعد إدخال الدواء.
  • يتم إزالة الأنبوب الوريدي بعد سحب العينة الأخيرة، ويمكن السيطرة على النزيف بضغط مستمر على المنطقة.

تحليل نتائج الاختبار

يمكن تفسير نتائج الاختبار كما يلي:

  • قيم طبيعية: يمكن أن تختلف القيم الطبيعية قليلاً بين مختبر وآخر، لذا يُفضل التحدث إلى الطبيب حول النتائج. تعتبر القيمة الذروية الطبيعية لاختبار تحفيز هرمون النمو 10 نانوغرام/مل (10 ميكروغرام/لتر)، بينما قد تكون القيم في بعض المختبرات 7 نانوغرام/مل، مما يشير بشكل عام إلى عدم نقص في مستوى هرمون النمو.
  • قيم منخفضة عن المستوى الطبيعي: تُشير القيمة 5 نانوغرام/مل (5 ميكروغرام/لتر) إلى مستوى أدنى من الطبيعي، مما يدل على عدم وجود مخزون كافٍ من هرمون النمو في الغدة النخامية، مما يؤدي إلى نقص لدى الأطفال، وقد يرتبط لدى البالغين أيضًا.
  • قيم متوسطة: تتراوح بين 5 إلى 10 نانوغرام/مل (5-10 ميكروغرام/لتر) وتكون القيم غير محددة.

اختبار تثبيط هرمون النمو

يُستخدم اختبار تثبيط هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone suppression test) لتحديد أثر ارتفاع مستوى سكر الدم على هرمون النمو. يُظهر اختبار مستوى هرمون النمو انخفاضًا عند تناول أطعمة غنية بالسكر، بينما يبقى مرتفعًا في حالة ضخامة الأطراف. خلال هذا الاختبار، يُقاس مستوى هرمون النمو قبل وبعد تناول محلول جلوكوز.

حالات تستدعي إجراء الاختبار

يُجري الاختبار عند ظهور علامات تشير إلى ارتفاع مستوى هرمون النمو، مثل:

  • أعراض العملقة لدى الأطفال.
  • أعراض ضخامة الأطراف لدى البالغين.
  • تقييم وظائف الغدة النخامية.
  • الاشتباة في وجود ورم في الغدة النخامية.
  • مراقبة فعالية أدوية العلاج التعويضي لهرمون النمو.

تحضيرات إجراء الاختبار

تتطلب التحضيرات للقيام بهذا الاختبار الامتناع عن تناول الطعام والحد من النشاط البدني لمدة 10 إلى 12 ساعة قبل الفحص. من الضروري استشارة مقدّم الخدمة بشأن الأدوية العلاجية المعتادة، حيث من الممكن أن يُطلب إيقاف بعض الأدوية ذات التأثير على نتائج الفحص.

آلية إجراء الاختبار

يتطلب إجراء الاختبار سحب ثلاث عينات على الأقل، حسب الآلية التالية:

  • تُسحب أول عينة دم بين الساعة السادسة والثامنة صباحًا قبل تناول أي شيء.
  • يتم إعطاء المريض محلول سكر الجلوكوز، والذي ينبغي تناوله ببطء لعدم الشعور بالغثيان، لكن يجب الانتهاء من تناوله خلال 5 دقائق.
  • تُسحب عينات الدم كل ساعة أو ساعتين بعد تناول الجلوكوز، وفي بعض الأحيان قد يُسحب كل 30 أو 60 دقيقة.
  • ترسل عينات الدم إلى المختبر لفحص مستوى هرمون النمو والجلوكوز.

تحليل نتائج الاختبار

قد تختلف المعدلات الطبيعية لمستوى هرمون النمو عند إجراء اختبار تثبيط الهرمون في مختبرات مختلفة. لذا، يجب مناقشة نتائج الاختبار مع مقدّم الخدمة الطبية. النتيجة الطبيعية تشير إلى مستوى هرمون النمو أقل من 1 نانوغرام/مل. أي ارتفاع في مستوى هرمون النمو خلال الاختبار يمكن أن يشير إلى مشكلات صحية تتطلب إعادة الاختبار للتأكد من صحة النتائج.

تشير المستويات المرتفعة لهرمون النمو إلى المشكلات التالية:

  • ضخامة الأطراف التي تتمثل في تضخم مفرط للأطراف.
  • العملقة لدى الأطفال، مما ينتج عنه نمو غير طبيعي بسبب زيادة هرمون النمو.
  • وجود أورام غير سرطانية في الغدة النخامية.
  • أورام نادرة في مناطق أخرى.
  • مشاكل أخرى مثل سوء التغذية أو الإجهاد الناتج عن جراحة أو عدوى خطيرة.

اختبار عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1

في بعض الأحيان، يعتمد الأطباء على إجراء اختبار سوماتوميدين C (بالإنجليزية: Somatomedin C) أو اختبار عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 لتقييم مستوى هرمون النمو. يُعد هذا الاختبار أكثر ثباتًا على مدار اليوم مقارنة بمستويات هرمون النمو المتقلبة، حيث يُنتج عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 استجابةً لتحفيز هرمون النمو من الكبد والعضلات والأنسجة المختلفة.

حالات تستدعي إجراء الاختبار

من أبرز الحالات التي تتطلب إجراء اختبار عامل النمو الشبيه بالإنسولين-1:

  • ظهور أعراض نقص النمو لدى الأطفال مثل قصر القامة.
  • الاشتباه في وجود قصور في نشاط الغدة النخامية.
  • تشخيص العملقة لدى الأطفال أو ضخامة الأطراف لدى البالغين.

تحضيرات إجراء الاختبار

بشكل عام، لا يحتاج هذا الاختبار إلى الكثير من التحضيرات السابقة، ولكن قد يُطلب من الشخص المعني الصيام أحيانًا قبل إجراء الفحص.

آلية إجراء الاختبار

يحتاج سحب عينة الدم لإجراء هذا الاختبار إلى دقائق قليلة، ويتم بخطوات بسيطة تبدأ بتنظيف الجلد بمطهر، ثم وضع شريط مطاطي حول الجزء العلوي من الذراع لزيادة ضغط الدم في الوريد، ثم يُدخل الطبيب إبرة في الوريد لسحب العينة. يجب تغطية مكان سحب الدم بقطن أو ضمادة لوقف النزيف بعد إزالة الإبرة.

تحليل نتائج الاختبار

تتباين نتائج الاختبار بناءً على عدة عوامل مثل العمر والجنس والتاريخ الصحي. لذا، يجب مناقشة النتائج مع مقدم الرعاية الصحية لضمان التفسير الصحيح. المعدلات الطبيعية لعامل النمو الشبيه بالإنسولين-1 قد تقل مع التقدم في السن. تُظهر النتائج الطبيعية مع انخفاض مستوى هرمون النمو عدم وجود مشكلة، بينما تشير الارتفاعات في كلا المستويين إلى وجود مشكلة مرتبطة بنمو مفرط، كما قد تتأثر المستويات بعوامل إضافية مثل قصور الغدة الدرقية أو مرض السكري غير المُسيطر عليه.

Scroll to Top