عقاب الله لقوم ثمود وكيف تم ذلك

عذاب قوم ثمود في زمن النبي صالح

كذَّب قوم ثمود بنبوة نبيهم صالح -عليه السلام- مما ألحق بهم عذاباً وهلاكاً من الله سبحانه وتعالى، حيث أنزل الله عز وجل عليهم صاعقة قضت عليهم جميعاً. وقد قال الله -تعالى- في سورة فصلت: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). جاء ذلك بسبب ارتكابهم لذنوب كبيرة ورفضهم للإيمان بنبي الله.

وتم ذكر عذاب ثمود في مواضع أخرى من القرآن الكريم، حيث قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِالطَّاغِيَةِ). وقد اختلف العلماء والمفسرون في تفسير معنى كلمة “الطاغية” كالتالي:

  • تُشير “الطاغية” إلى تجاوزهم للحد، مما أدى إلى إرسال صيحة عظيمة من قبل الله تعالى، أو رجفة فاقت قوتها الحدود الطبيعية.
  • تدل “الطاغية” على عقاب الله لهم بسبب طغيانهم وارتكاب الذنوب.
  • قد تشير “الطاغية” إلى الشخص الذي عصى أوامر الرسول من قوم ثمود، الذين تآمروا على قتل الناقة، مما يعني أن الله هلكهم بسبب أفعالهم القاسية.
  • من الممكن أن يكون “الطاغية” هو القائم بقتل الناقة، ولكن التسمية تشمل جميعهم لأنهم قد أقروا ولم يعارضوا هذا الفعل.

أسباب عذاب قوم ثمود

طلب قوم ثمود من نبيهم صالح -عليه السلام- آية تدل على صدقه، فاستجاب الله تعالى لهم وأخرج لهم ناقة عظيمة من الصخر. وقد أمر نبيهم بأن لا يمسوها بسوء وأن يتركوها تأكل وتشرب، وقد حدد الله لهم يوماً خاصاً تشرب فيه الناقة، بينما يُترَك لهم بقية الأيام.

قال الله -تعالى-: (هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)، لكنهم لم يؤمنوا وعزموا على استغلال الماء لأنفسهم فقط، فتآمروا فيما بينهم، وجمع تسعة منهم ليقوموا بعقر الناقة. واستحقوا بذلك عقاباً مدمراً من الله، حيث قال الله -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا).

نبذة عن قوم ثمود

قوم ثمود كانوا من العرب وينسبون إلى سام بن نوح -عليه السلام-، وقد عاشوا في شبه الجزيرة العربية، وسُميوا بذلك لندرة المياه في منطقتهم، وكان لديهم رجل عزيز بهذا الاسم. تمركزوا في وادي القرى وتوسعوا نحو الساحل وأطراف بلاد الشام، واشتهروا بطول أعمارهم، وقوة بنيتهم الجسدية مما جعلهم قادرين على نحت الجبال وتحويلها إلى مساكن فخمة.

نبي الله صالح ودعوته لقوم ثمود

صالح -عليه السلام- هو أحد أنبياء الله الذين أرسلهم إلى قوم ثمود، وهو نبي عربي يُعتبر أول من تحمل هذا الاسم. عُرف بالصلاح والصدق والأمانة، وكان من أشراف قومه، إلا أنهم كفروا به عندما جاءهم بدعوة للتوحيد والإيمان بالله تعالى وحده.

Scroll to Top