ما هو القمر؟
يمكن تعريف القمر ككائن فضائي كبير يدور حول كوكب الأرض، وهو يُعد ثاني أكثر الأجسام إشراقًا في السماء بعد الشمس. فاصلة القمر عن الأرض تُقدر بحوالي 238,900 ميل (384,400 كيلومتر)، وهي تعتبر مسافة صغيرة مقارنة ببعد الأرض عن بقية الكواكب. ومع قربه، فإن للقمر تأثير ملحوظ على مستوى مياه البحار على الأرض، حيث يلعب دورًا في ارتفاعها وانخفاضها، ويرجع ذلك إلى جاذبيته. ورغم أن جاذبية القمر ضئيلة لإحداث تأثير كبير على الأرض، إلا أنها تكفي لتحريك المياه، مما يؤدي إلى ظاهرتي المد والجزر.
الخصائص الفيزيائية للقمر
يتميز القمر بالخصائص الفيزيائية التالية:
- يعتبر حجم القمر أكبر قليلاً من ربع حجم الأرض، حيث يتراوح قطر الأرض حوالي 2200 ميل (3500 كيلومتر).
- يتكون معظم القمر من الصخور، ويظهر على سطحه العديد من الحفر التي تُعرف بالفوهات، والتي تتشكل نتيجة اصطدام النيازك بأرض القمر. كما تحتوي بعض مناطق القمر على سهول ناتجة عن ثورات بركانية حدثت قبل مليارات السنين.
- تُقدر درجة حرارة سطح القمر خلال النهار بنحو 225 درجة فهرنهايت (107 درجة مئوية).
- في الليل، تنخفض درجات الحرارة إلى حوالي -243 درجة فهرنهايت (−153 درجة مئوية).
حركة القمر
يمر القمر بحركتين أساسيتين هما “الدوران حول الأرض” و”الدوران حول نفسه”. يستغرق القمر حوالي 27 يومًا لإكمال دورة حول الأرض، بالإضافة إلى 27 يومًا أخرى لدورانه حول محوره، مما يفسر السبب في كونه يظهر نفس الوجه دائمًا نحو الأرض.
أطوار القمر
يمر القمر عبر ثمانية أطوار رئيسية تُعرف بأطوار القمر، وهذه الأطوار هي:
- القمر الجديد: لا يمكن رؤيته في هذه المرحلة بسبب عدم إنارة نصفه المواجه للأرض، ويحدث أيضاً الكسوف الشمسي خلال هذه الفترة فقط.
- الهلال الصاعد: يظهر القمر في شكل هلال متزايد، ويصبح واضحًا في الجهة الغربية.
- الربع الأول: يُرى نصف القمر المضيء عقب مرحلة الهلال الشمعي بعد أسبوع تقريبًا من بداية القمر الجديد.
- الهلال المتزايد: تُرى في هذه المرحلة أكثر من نصف القمر المضيء، حيث يكبر حجمه من يوم لآخر.
- القمر الكامل: يظهر كامل الضوء في هذه المرحلة، عندما يكون القمر على الجانب المعاكس للأرض من الشمس، ويمكن أن يحدث الخسوف القمري بعدها.
- الهلال المتضاءل: يبدأ بعد هذا الطور عندما يبدأ حجم القمر بالتقليص من يوم لآخر، وتمتد بين اكتمال القمر والربع الثالث.
- الربع الثالث: نصف القمر ما زال ظاهرًا ولكن بحجم أصغر بعد تناقصه.
- الهلال المتضائل: في النهاية، يبدو القمر كما لو كان هلالًا يتناقص بمرور الوقت.
من أين يأتي نور القمر؟
لا يُعتبر القمر مصدرًا للضوء الذاتي، بل فإن الضوء الذي نراه عليه هو عبارة عن ضوء الشمس المنعكس، حيث تُعتبر الشمس أقوى مصدر للضوء في نظامنا الشمسي. جميع الأجرام السماوية، بما في ذلك الكواكب والأقمار في النظام الشمسي، تعكس هذا الضوء ما يساهم في قدرتنا على رؤيتها.
هل يكون حجم القمر مساويًا لحجم الشمس؟
بالرغم من أن القمر والشمس يظهران بحجم متساوي عند النظر إليهما من سطح الأرض، إلا أن الشمس أكبر بحوالي 400 مرة من حجم القمر. هذا التمويه البصري يرجع إلى التقارب في الأحجام عند المشاهدة من الأرض.
ما هي المعالم المرئية على سطح القمر؟
تزيّن سطح القمر معالم تُعرف بالأشعة، التي يمكن رؤيتها من الأرض، والتي تتشكل بسبب تصادم كويكبات. ينتج عن هذا التصادم انتشار المواد الموجودة على سطح القمر، مشابهاً لما يحدث عند رمي كرة طلاء على سطح مليء بمسحوق الكاكاو. بالإضافة إلى ذلك، توجد مناطق معروفة باسم “الماريا القمرية”، والتي تعني “البحار” باللغة اللاتينية. هذا الاسم ناتج عن اعتقاد علماء الفلك قديماً بأنها بحار حقيقية، بينما يوضح العلماء الحديثون أنها نتجت عن انفجارات بركانية قديمة.